TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > القضية الامنية في العراق ليست بهذا الشكل يا مسؤولون!

القضية الامنية في العراق ليست بهذا الشكل يا مسؤولون!

نشر في: 5 إبريل, 2011: 05:04 م

غالب حسن الشابندر(1)خرج علينا مرّة الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون الاستاذ قاسم عطا ليعلن بان ذلك اليوم لم يشهد خرقا أمنيا !إذا علمنا إن لأي منطوق مفهوما ، يكمن في الخفاء ، فإن مفهوم هذا التصريح أن القاعدة في الوضع الامني في العراق هي الاختراق وليس الاستقرار ، وإلاّ  لماذا هذا التوكيد على أن ذلك اليوم لم يشهد اختراقا أمنيا ؟ لقد كان اليوم السعيد في تا ريخ العراقيين بعد التغيير وليس ( يوما سعيدا) بطبيعة الحال وحسب مقاسات أو معادلة إن لكل منطوق مفهوما يثوي في اعماقه الخفية.
السيد رئيس الوزراء كثيراً ما أشار وبشيء من الافتخار وربما الزهو ، بأن على العراقيين ان يتذكروا بأنهم كانوا محرومي التحرك من محافظة الى آخرى .rnهل يعني هذا إن الامن هو تامين السلامة في السفر من بغداد إلى الناصرية مثلا ، فيما أن تتفجر عشرون  سيارة في يوم واحد في بغداد ليس من مفردات الامن والاستقرار ؟السيد رئيس الوزراء طالما يحدثنا عن الوضع الامني في العراق ، وكثيرا ما بشر الناس بنهاية زمن الخوف من المفخخات والكواتم والحرائق المتعمّدة والاختراقات في صفوف العسكر والشرطة ،ولكن أيضا كثيرا ما تعقب تصريحاته هذه موجة من المفخخات والاختراقات والحرائق والكواتم !مفهوم كلام السيد رئيس الوزراء هو أن الامن يعني خلو العراق من هذه الظواهر المؤسفة في ظرف شهر أو شهرين ، بل ربما في اسبوع أو اسبوعين .تُرى هل هذا المفهوم هو وراء اختلاف تصريحات رئيس الوزراء في ما يخص الأمن على صعيد السعة والعمق ؟تارة هناك  امن يضاهي امن العاصمة فينا ، وتارة هناك استقرار امني نسبي ، وتارة معقول !(2)الأمن كما أحدسه في تفسير السيد رئيس الوزراء هو انخفاض عدد المفخخات ، او اختفاء الظاهرة في شهر أو شهرين ، وهو تقلص حجم الاغتيالات لأهم شخصيات البلد وعيونه ورموزه الوطنية والمخلصة ، وما بين الظاهرتين من مقتربات وحالات وصور .هذا ما تفي به تصريحات السيد رئيس الوزراء وكذلك بعض المهتمين بالشأن الأمني العراقي .ولكن ما هو موقع هذا التصور للامن من الحقيقة ، أي من حقيقة الامن ، أقصد من حقيقة الامن علميا ومدنيا وسياسيا ؟إن هذا التصور للامن يذكرني بالامن  في ظل الحكومات الديكتاتورية ، حيث لا تظاهرات ، ولا تحركات احتجاج ، ولا تجمعات علنية او سرية ، ولا اختلاف في الراي ، ولا حتى سرقات ، ولا ربما  (خناقة) بسيطة في شارع أو زقاق او ملهى أو جامع !ولكن لماذا ؟لان البوليس السري يعدم في نفس الوقت ، ولان البوليس السري يقتاد المتهم بصحبة اهله حتى من الدرجة الرابعة ، ولأن قطع اليد تنتظر السارق حتى لو سرق حبة قمح ،ولان الجلد والفضيحة ينتظران الحبيب والحبيبة حتى لو كانا في حالة تبادل تحية باليد من بعيد ...لذلك ، إذا ما انفرط النظام الديكتاتوري تعم الفوضى ، يتحرك الشارع حركة محمومة ، تختلط الاوراق ، تضيع المعالم ، يخرب المجتمع ، أو ينكشف الغطاء عن خراب هذا المجتمع المسكين...الامن كان قهريا ، كان ظاهريا ، الامن كان بقوة السلاح ، وبتمكين الاشرار من مفاصل الدولة والحياة ، ولم يكن أمنا مدنيا، لم يكن أمنا علميا ، إنه أمن الديكتاتورية وليس أمن الديمقراطية.(3)في العراق ...ليس هناك امن ، بل هناك انخفاض في مستوى العمليات المسلحة التي تقتل العشرات من العراقيين ، وتنشر الذعر ، وتهيئ كل الفرص المحمومة لعودة أو لتسخين حالة التجاذب الطائفي والعنصري والطبقي  .ليس هناك أمن ، بل هناك تقلص في حجم الاغتيالات الشخصية ، هناك ترا جع نسبي في حالات الاختراق المنظم للقوى المسلحة ... هناك (تحسن أمني) وليس أمنا ، وفارق كبير بين المفهومين ، الأمن بالمعنى المدني ابعد  غورا  وأوسع مدى ، وأكثر  مصاديق ومفردات ، وهو فلسفة ،وليس حالة يعتريها الخرق بين عشية وضحاها ، فلسفة تتصل بالجانب النفسي للمجتمع ، والمستوى الاقتصادي للبلد ، ومجريات الحركة الاجتماعية بكل تعقيداتها وتشعباتها الكثيرة .هل هو أمن ولا ليل في بغداد  ؟سواء كان ليلا على ضفاف دجلة او ليلا  في حضرة عبد القادر الكيلاني أو ليلا في مجالس الادب !هل هو أمن والشوارع تعج بالمظاهر العسكرية المتحفزة بحيث تشد الاعصاب وتبعث الملل ،بل تنبئ أن البلد في خطر ، وفي أجواء غير طبيعية ؟ نعم ، هو ذلك حتى لو كانت هذه المظاهر لخدمة الامن ...إنه الأمن العسكري وليس الامن المدني بطبيعة الحال ، وهناك فارق بين المفهومين كما أتصور بكل بسا طة .هل هو أمن وما زالت المناطق المشتركة الهوية يسودها الشك والريبة ، ويحوم في ضمير كل واحد من اهلها تفكير عن بديل فيما لو كان قد حصل ما لا يحمد عقباه ؟لسنا في ضمائر الناس ، ولكنه الواقع الذي نعرفه جميعا ، بلا مواربة ، وبلا تحايل على الحقيقة المرّة ...هل هو أمن والمسؤول في درجة وكيل وزير يحيط نفسه بالسيارات المصفحة ، ولا يركب الا سيارة مظللة،وتقطع بسببه الطرقات والشوارع ، وتتخذ الاجراءات الاحترازية وغير الاحترازية بشكل مذهل ومخيف بحد ذاته ؟هل هو أمن والسفارات لا توافق بحماية من الدولة بل بحماية هي تختارها ، وهي تعمل على تدريبها؟(4)ليس من شك هناك تحسن أمني ، ولكن أن نترجم هذا التحسن بالمعنى العميق للامن ، فهذا ما ترفضه مقاييس الامن بالمعنى المدني والعلمي ، ما زالت الحواجز الكونكريتية ، وما زالت المظاهر العسكرية الرسمية سافرة (تزين) شوارع بغداد ، وما زالت الاختراقات حاكمة وفي مف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram