كربلاء / علي العلاوي ناقش متخصصون وأكاديميون دور الأم في ترسيخ أسس التربية البيئية الصحيحة ومدى تأثير العنف الأسري على تربية النشء الجديد من جهة وعلى المرأة من جهة أخرى عادين العنف الأسري احد الأسباب الموجبة للتدهور الأسري ولتغير الطباع لدى الأجيال وتأثير ذلك على بناء مجتمع سليم.
وقال الدكتور عامر الحيدري للمدى أمس وهو اختصاص الأمراض النفسية في كلية الطب بجامعة كربلاء خلال محاضرة له في الندوة التي أقامتها مديرية بيئة كربلاء وحملت عنوان أسس التربية الصحيحة : أن العنف الأسري يعد أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن عدم وجود تكافؤ بين الطرفين مما يؤدي إلى خلق جو أسري غير منتظم ينعكس على تربية الأبناء تربية غير سليمة سيكون لها آثار سلبية في المجتمع..وحدد الدكتور الحيدري أهم أنواع مظاهر العنف والمتمثلة بالعنف الجسدي كالضرب والتعذيب كذلك العنف بالعمل من خلال إجبار المرأة على ترك العمل أو القيام بأعمال لا تحبذها والعنف التعليمي المتمثل بإرغامها على ترك الدراسة والتعليم والعنف النفسي من خلال التأثير على نفسية المرأة ووضعها وصفات غير جيدة تولد الكآبة والإحباط النفسي فضلا عن العنف الجنسي عن طريق إطلاق الكلمات النابية البذيئة وإرغام المرأة على عمل أشياء غير مشروعة في حين قال الناشط في حقوق الإنسان حيدر الاسدي للمدى أن هناك أسبابا قاهرة لولادة هكذا ظواهر ومنها الظروف المعيشية القاسية والضغوط الخارجية التي يتعرض لها الرجل وتناول المسكرات بالإضافة إلى تدخل الأهل في الشؤون الأسرية وتدني المستوى التعليمي الذي يؤدي إلى ضعف الوعي في جميع المجالات فضلا عن الانعكاسات التي تنتج عن المبادئ التي تربى عليها الرجل وكل هذه الأسباب ستؤدي إلى آثار سلبية على المرأة فتفقد ثقتها بنفسها وتشعر دائما بالذنب ويتولد لديها شعور بالإحباط مما يودي إلى اضطراب في الحالة النفسية وعدم شعور بالاطمئنان والسلام النفسي والعقلي يجعلها غير قادرة على أداء مهامها ودورها في إعداد جيل يستطيع أن يخدم المجتمع ويساهم في بنائه . وتطرق محمد عوز مسؤول اعلام دائرة البيئة من أن هناك العديد من المعالجات للحد من ظاهرة العنف الأسري وقال انه على الصعيد الاجتماعي يجب خلق كفاءة متناسبة بين الزوجين من خلال الثقافة والوعي والصحة وعلى الصعيد الأمني لا بد أن تكون أجهزة تؤسس لحماية الأسرة لحل جميع المشاكل التي تحصل في هذا الكيان الكبير الذي يعد نواة المجتمع فضلا تشكيل لجان شعبية للمطالبة بحقوق المرأة وحمايتها من العنف كذلك غرس القيم والمبادئ والأخلاق في نفوس الأبناء من الصغر ليكونوا جيلا صالحا مؤثرا في المجتمع وتنمية المهارات والقابليات لديهم والمشاركة الحسية والمعنوية وإتباع الأساليب الواعية في التحاور معهم حتى تكون هناك لغة تفاهم بين الآباء والأبناء من خلال هذه المعالجات سيكون للام دور في ترسيخ مبادئ البيئة السليمة في نفس الطفل وتوعيته إلى مدى ارتباطه بهذه البيئة حيث من المهم ان يفهم مدى هذا الارتباط ليساهم بشكل أساسي في بناء بيئته وبذلك تخلق بيئة سليمة من خلال ترسيخ أسس سليمة لجيل كامل كما يجب على الأم متابعة ما يشاهده الطفل في أجهزة التلفاز والتركيز على المواضيع التي تهتم بالبيئة وتستعرض بالإضافة إلى التركيز على ميل الأطفال إلى اللعب أو الرسم من إيجاد لعب توضح عمل حديقة مدرسية وما إلى ذلك وضرورة ان تتضمن المناهج الدراسية مواضيع تخص البيئة من شانها خلق جيل سليم صحيحا نفسيا .
متخصصون يناقشون أسباب العنف الأسري
نشر في: 9 إبريل, 2011: 07:19 م