بغداد/ الإخباريةتوقع خبراء زراعيون حصول عجز في إيرادات نهري دجلة والفرات يزيد عن 43 بالمئة في العام 2015. وقالوا :إن العراق يقع في منطقة جافة إلى شبه جافة، بحيث لا يزيد المعدل السنوي للإمطار عن 200 ملم، مشيرين إلى أن نصف مساحة العراق تقريباً منطقة صحراوية لا يزيد الساقط المطري فيها على 50 ملم/السنة.وأشار الخبراء إلى أن معظم ما تبقى من العراق يستفاد من تساقط يتراوح مابين 150 ـ 450 ملم/السنة،عدا بعض المناطق الجبلية المحدودة في الشمالي الشرقي من العراق التي يصل فيها التساقط الى نحو 1000 ملم/السنة.
وبين الخبراء بحسب الوكالة الإخبارية للإنباء أمس الأحد: ان وزارة الموارد المائية ترتبط بدرجة كبيرة بكمية الأمطار والثلوج التي تتساقط في أحواض الأنهر الرئيسية (دجلة وروافده والفرات)،وكذلك بسياسة تشغيل السدود والخزانات المقامة في أعالي الأنهر المشتركة في كل من تركيا وسوريا وإيران ولا توجد اتفاقية دولية لقسمة المياه بين العراق وهذه الدول، مما يجعل الموارد المائية المتاحة للعراق متذبذبة من سنة إلى أخرى، وتتدهور نوعيتها نتيجة الخزن وبسبب المياه الملوثة المصرفة إليها من مختلف الأنشطة الصناعية والزراعية والاستخدامات البشرية، مؤكدين أن العراق سيشهد مزيداً من النقص في الموارد المائية وتدني نوعيتها بعد استكمال تركيا مشاريعها الإروائية، حيث تسعى كل من تركيا وسوريا إلى استزراع أكثر من 2.4 مليون هكتار تروى في حوض الفرات وحوالي مليون هكتار تروى في حوض دجلة.ونوه الخبراء إلى انه سيترتب على ذلك حصول عجز في إيرادات نهري دجلة والفرات يزيد عن 43 بالمئة في العام 2015،مرجحين ان تقوم وزارة الموارد المائية بتحديث الموازنة المائية للعراق (التخطيط الشامل لموارد المياه والأراضي)، وعلى ضوء نتائج هذه الدراسة سيتم وضع السياسات الخاصة بإدارة واستثمار الموارد المائية والأراضي بالشكل الأمثل. وأوضح الخبراء الزراعيون انه على الصعيد الخارجي يتطلب التحرك الدبلوماسي للوصول الى قسمة عادلة للمياه تضمن تقليل الأضرار الناتجة عن شحة المياه وبصورة مكثفة مع الدول المتشاطئة لغرض الحصول على حقوق العراق المائية المكتسبة ضمن اتفاقيات ومعاهدات إستراتيجية مبنية على حزمة المصالح المشتركة مع هذه الدول.فيما حذر باحثون في محافظة نينوى، من خطورة إنشاء سد تركي على نهر دجلة، داعين الحكومة إلى اللجوء للقانون الدولي لحل تلك المشكلة.وقال الأستاذ في قسم هندسة الموارد المائية بجامعة تكريت رعد رزوقي خلال ندوة علمية عقدها قسم الموارد المائية في جامعة الموصل،إن شروع تركيا ببناء سد (اليسو)على نهر دجلة والذي يتجاوز خزنه للمياه 11 مليار مكعب من الماء سيؤثر سلبا على كمية المياه الداخلة للعراق من دولة المنبع تركيا،مبينا أن التأثير سيشمل الزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية وجوانب اخرى.ودعا رزوقي الحكومة إلى اللجوء للقانون الدولي لمعالجة هذه المشكلة من خلال الاستغلال المشترك للمصادر المائية بين الدول المتشاطئة،مشددا على ضرورة الإدارة المثلى لاستخدام الموارد المائية من خلال اتخاذ تدابير مستقبلية بإقامة السدود والخزانات واستغلال المياه بصورة عامة،فضلا عن معالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة منها.ويعتبر سد أليسو الذي تقوم تركيا ببنائه على نهر دجلة،أكبر سدود تركيا،وسينتج لها طاقة مائية كبيرة تؤمن لها احتياجاتها من المياه،ومن المقرر أن ينتهي العمل بهذا السد في حلول عام 2013.من جانبه قال المهندس مسعود محمد حسين من المديرية العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية الشمالية في تصريحات صحفية،إن 75 بالمئة من الطاقة الكهربائية تذهب هدرا جراء هدر مياه نهري دجلة والفرات والجداول الأخرى وضياعها في البحر،داعيا الجهات المعنية الى استغلال هذه المياه من خلال إنشاء السدود وبناء المحطات الكهربائية للاستفادة منها وتعزيز ومعالجة النقص الحاصل حاليا في الطاقة الكهربائية.فيما قال الأستاذ في قسم هندسة الموارد المائية بجامعة الموصل باسل خضر داود في تصريحات صحفية،إنه قدم عدة مقترحات للجنة المشرفة على الندوة تتضمن حلول لمشكلة الواقع المائي في العراق،لافتا الى أن الورقة بينت إمكانية معالجة مشكلة الموارد المائية داخل العراق من خلال استغلال مياه الأمطار التي تتساقط في فصلي الشتاء والربيع.
خبراء يتوقعون عجزاً في إيرادات نهري دجلة والفرات
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 إبريل, 2011: 08:02 م