ميسان/ احمد البهادلي اجمع مواطنون ومراقبون في محافظة ميسان على ان التجربة التي مر بها العراقيون طيلة الاعوام الثمانية منذ سقوط النظام السابق لم تأت بما كان ينشده العراقيون في الخروج من دائرة الدكتاتورية والاضطهاد إلى فضاء التقدم والازدهار وتحقيق المساواة بين أطياف المجتمع. ويرى الناشط في مجال المجتمع المدني ضياء عبد الحسين أن تفشي الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة أدى إلى خلق حالة من التدهور في جميع المجالات وخصوصا ما يتعلق منها في تقديم الخدمات للمواطنين، مما افقد الثقة بين المواطن والمسؤول.
ويضيف عبد الحسين وينطبق هذا الحال على المنظومة السياسية التي بنيت على أساس المحاصصة الحزبية والتمسك بالمناصب الحكومية دون النظر إلى المصلحة العامة وخدمة المجتمع وبالتالي قاد ذلك إلى خلق فجوة بين المواطن و المسؤول.فيما يقول التربوي زكي طارش إن ما شهده العراق من تغيير منذ ثماني سنوات لم يضف إلى قطاع التعليم التربوي ما كان يصبو إليه من تطور ملموس فما زالت المدارس الطينية وغيرها من التي بنيت من قصب البردي منتشرة في أصقاع المحافظة. ويردف قائلا كما أن هناك مدارس آيلة للسقوط بسبب قدمها ناهيك عن الدوام المزدوج لطلاب المدارس وما يسببه من ارباك للكوادر التعليمية كما ان مستوى الخدمات المقدمة في مدارسنا هذا اليوم وخصوصا الصحية منها تكاد تكون معدمة، ويتساءل التربوي طارش أي مستوى ننشده من الطلبة أن يقدموه في ظل هكذا أوضاع يعيشها الطالب والأستاذ معا.أما الصحفي حيدر العلاق فقال إن نصيب الإعلام من التغيير بعد التاسع من نيسان والى يومنا هذا كان في زيادة كم المؤسسات الإعلامية المرئية و المسموعة أو المقروءة منها دون الاهتمام بالمضمون عند الكثير منها وهذا ما خلق فوضى إعلامية. ويضيف العلاق أن المتلقي بدأ يميز بين المضامين الإعلامية التي تحملها تلك المؤسسات ويميل إلى ما هو جيد وبناء وترك الآخر ما جعل العديد من تلك المؤسسات تختفي بسرعة البرق التي بدأت بها، وهذا نتاج طبيعي في مجتمع يضم متلقين أذكياء.أم حسن صاحبة الخمسين عاما وهي أم لخمسة أبناء فقدوا أباهم منذ عشرة سنوات وآثار التعب والإجهاد بدأت عليها لأنها هي من تكفلت برعاية الايتام، تقول كنت انشد الراحة والاستقرار والمستقبل المشرق لأبنائي الخمسة، إلا أن رياح التغيير لم تدق بابي، اثنان من أبنائي أكملوا دراستهم بفضل الله و ماكنة الخياطة هذه, التي أخذت كل ما املك من قوى ولكن هم الآن عاطلون عن العمل والسبب واضح ليس لدينا أناس متنفذون في الحكومة. وتتابع أم حسن أما أبنائي الثلاثة الباقون فمازالوا في دراستهم الابتدائية وفي انتظار أن ينظموا إلى إخوتهم الاثنين ويبقى الحال على ما هو عليه. وذكر محمد قاسم صاحب محل لبيع الخضراوات يبلغ من العمر خمسة وستين عاما انه يعمل بهذه المهنة منذ عشرين سنة، وانه واكب الكثير من الأحداث التي مر بها العراق إلا أن الذكرى الثامنة للتغيير مرت علية كسابقاتها من السنين دون أن يشهد البلد والمحافظة الشيء اليسير مما يطمحون إليه، ويقف في مقدمتها مشكلة بل معضلة الكهرباء التي بقيت تراوح في مكانها وكأن السياسيين واصحاب الكراسي لا يسمعون نداءاتنا ومعاناتنا وعوائلنا حتى بدأنا نكيف أنفسنا مع وضعنا الجديد يصح أن نقول إنها ثماني سنوات عجاف على أمل أن تأتي بعدها سني الخير. ويتابع قاسم أن هناك بلداناً لا تملك ربع ما نملكه من ثروات وخيرات وهي تعيش في نعيم ورفاه لان فيها أناساً وضعوا مصلحة البلد والمواطن فوق كل اعتبار والتظاهرات التي نشهدها في بلدنا اليوم ما هي إلا البداية لغضب المجتمع من خيبة الأمل التي أصيب فيها من الواقع المرير الذي نعيشه اليوم من نقص الخدمات وتفشي الأمراض والبطالة.
مواطنـون في ميسان:تفشي الفساد المالي أدى إلى التدهور في جميع المجالات
نشر في: 10 إبريل, 2011: 08:05 م