كتب: المحرر السياسي "زلماي في العراق.. وسيحاول صياغة مشهد سياسي جديد مع اقتراب موعد الانسحاب النهائي". هذا ما تراه مصادر سياسية "عليمة" حين تقرأ زيارة الدبلوماسي الامريكي السابق للعراق أمس الأحد.الخارجية الاميركية قالت إن الهدف الأساس من زيارة السفير زلماي خليل زاده
هو لبحث "جملة من القضايا التي تخص العراق والمنطقة والجيش الاميركي في العراق".الزيارة تفصح عن مخاوف أمريكية على مستقبل العملية السياسية في العراق خصوصا مع تعقد المشهد السياسي وتوجه أركانها إلى فض الشراكة القائمة، الإدارة الاميركية تخشى من تحولات دراماتيكية قد تحصل قبل نهاية العام الجاري، ويعني ذلك أن تتغير "الخارطة السياسية" قبل وقت قصير من الانسحاب الامريكي.وهذا يدفع الاميركيين إلى وضع سيناريوهات محتملة قبل حدوث مفاجآت عراقية، منها الضغط على الحكومة العراقية من اجل الحصول على تمديد آخر لعام أو عامين، بينما يلزم هذا أي حكومة قد تمنح الثقة خلال الشهور القادمة بدلا من وزارة المالكي، وهم يستندون في هذا "الاحتمال" إلى طبيعة التطورات السياسية الحاصلة الآن، وما يبذله الفرقاء السياسيون في إعادة صياغة المحاصصة وضرب الخصوم والحلفاء بعضهم ببعض.يذكر أن وزير الدفاع الاميركي زار العراق قبل يومين وبحث مع المسؤولين العراقيين، موضوع تمديد بقاء القوات الاميركية إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك.وقال غيتس إنه إذا أراد العراق بقاء القوات الأمريكية، فيمكن التفاوض على اتفاق لفترة طويلة أو لمدة عامين أو ثلاثة أعوام.ومن المقرر انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق نهاية العام الجاري بموجب اتفاقية تفاوضية أبرمتها في عام 2008 الإدارة الأمريكية تحت رئاسة جورج بوش، وأصبح من الواضح أن التمديد أصبح محتملا بشكل كبير، رغم البيانات العامة المتكررة على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي وغيره من المسؤولين بأن القوات الأمريكية غير مطلوبة لفترة أخرى.وفى تصريحات للقوات الأمريكية في معسكر ماريز، قال غيتس إنه في محادثاته مع مجموعة كبيرة من كبار المسؤولين العراقيين أشاروا إلى مصلحة من تمديد بقاء القوات الأمريكية.أما السيناريو الآخر، فهم قد يفضلون تقوية الحكومة الحالية وجعلها مكتملة قبل أن تتدهور الأمور، بمعنى الإسراع بشغر المناصب الأمنية.وعلى ما يبدو فان القلق الامريكي بدأ يتصاعد منذ حادثة اقتحام مجلس محافظة صلاح الدين، وما أسفر عنه من قلق استدعاء قوات أمريكية في عملية تحرير الحكومة المحلية هناك من (أربعة أو خمسة) عناصر فقط ينتمون إلى القاعدة.القلق يتصاعد في هذا الخصوص مع إعلان التيار الصدري رفع التجميد عن جناحه المسلح جيش المهدي في حال إعلان تمديد القوات الاميركية.وقد يرون أن الوقت غير مناسب لفتح صفحة أمنية جديدة في الشارع العراقي، وقد يكون خيار مساعدة الحكومة الحالية أفضل من التمديد.وربما يكون اختيار زلماي لمهمة صياغة السيناريو المناسب هو قدرته الكبيرة على ذلك، فضلا عن علاقاته الواسعة بالطيف السياسي العراقي.خليل زاده عمل سفيرا للولايات المتحدة في العراق عام 2007، بعدها أصبح ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. ويعمل الآن مستشارا في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية.وفي عهد الرئيس جورج بوش شغل زاده منصبا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الذي رأسته في ذلك الوقت كوندوليزا رايس، وتخصص السفير خليل زاده في شؤون منطقتي الخليج وآسيا الوسطى.تتلمذ خليل زاده سياسيا على يد نائب الرئيس الراهن رتشارد تشيني الذي كان وزيرا للدفاع أثناء عمل خليل زاده فيها.قبل ترشيحه سفيرا أمريكيا جديا في العراق كان زاده سفيرا أمريكيا في أفغانستان، بلده الأصلي. وهناك أسهم في إرساء هيكل الحكومة وأشرف على جهود إعادة الإعمار وعلى أول انتخابات رئاسية.وصفته وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس بأن له مقدرة واضحة في التوفيق بين الآراء المتناحرة وفي تحقيق نتائج في طل أوضاع صعبة.لكن خليل زاده يعرف أيضا بلسانه "غير الدبلوماسي" الذي أغضب منه زعماء بعض الدول.أصبح تلميذاً ومساعداً لبول وولفويتس وصديقاً حميماً لديك تشيني. وفي عام 1984 عمل في الخارجية الأمريكية أيام حكم ريغان حيث كان رئيسه المباشر بول وولفويتس أيضاً. وخلال تلك الفترة ساعد زاد في التخطيط الأمريكي لتسليح قوات المجاهدين الأفغان التي كانت تقاتل السوفييت.وقبل آذار 2003 كان زلماي (الذي يعرف في أوساط الحكومة في وشنطن باسم "كينج زاده" أو (الملك زاد) مبعوثا أمريكيا إلى ما سمي في ذلك الوقت بالعراقيين الأحرار، في إشارة إلى المعارضة العراقية في المنفى.
زلماي في العراق: محاولة أميركية لهندسة الانسحاب
نشر في: 10 إبريل, 2011: 08:37 م