الناصرية / حسين العامل أثار ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية خلال الأسبوعين الماضيين حول ضبط كمية من المخدرات في محافظة ذي قار تقدر بنحو 38 كغم وعبر عمليتين نوعيتين قامت بهما الجهات المختصة في مديرية شرطة ذي قار العديد من التساؤلات حول حجم النشاط الفعلي لتجارة المخدرات في المحافظة التي كانت تعد حتى عام 2003 من المحافظات العراقية شبه الخالية من تعاطي وترويج تلك المادة .
ففي معرض إعلانه عن اكبر عملية لضبط المخدرات في محافظة ذي قار أكد مدير شرطة ذي قار اللواء صباح الفتلاوي في تصريحات سابقة عن ضبط شحنة من المخدرات تحوي 34 كيس حشيشة مسلفن يزن الكيس الواحد منها كيلوغراما واحدا وقد خبئت داخل سيارة صغيرة من طراز قديم.فيما أعلن مصدر امني آخر يوم الثلاثاء الماضي عن اعتقال شخصين وضبط 2 كغم من مادة الحشيشة بحوزتهما وان احد المتهمين كان مطلوباً للجهات القضائية وفق المادة 41 مخدرات .وبضبط هذه الكمية الكبيرة التي يمكن ان تخدر قضاءً كاملا من اقضية محافظة ذي قار أعطى مكتب مكافحة المخدرات في المحافظة مؤشرا حقيقيا على مدى جديته في ملاحقة المتاجرين والمروجين للمخدرات الذين أخذت أعدادهم بالتزايد خلال الأعوام الأخيرة .ويرد المختصون أسباب انتشار ظاهرة تعاطي وترويج مادة الحشيشة والحبوب المخدرة في ذي قار الى عدة عوامل رئيسية من ابرزها ضعف السيطرة على المنافذ الحدودية للبلاد ولا سيما مع ايران التي تعد المصدر الرئيسي لتوريد المخدرات للعراق والدول الخليجية المجاورة وكذلك لقرار الحكومة المحلية في المحافظة القاضي بمنع بيع وتعاطي الكحول في جميع الوحدات الادارية التابعة للمحافظة المذكورة . وكان مصدر طبي مسؤول في محافظة ذي قار قد حذر في وقت سابق من توجه المزيد من المتعاطين للكحول نحو تعاطي المواد المخدرة نتيجة منع بيع المشروبات الروحية في بعض المدن العراقية كاشفا عن ترويج نوعيات مغشوشة من الكحول المهربة ملوثة بمادة الرصاص. وقال أخصائي الأمراض النفسية في مستشفى الحسين التعليمي الدكتور احمد حسن خلال ندوة عقدتها محافظة ذي قار في وقت سابق من هذا العام: أن منع الكحول من المؤكد أن يؤدي بالمدمنين من الشباب إلى البحث عن مصدر آخر، فعند منع الكحول يتجه البعض من متعاطي الكحول إلى تعاطي الحبوب والمواد المخدرة.وأكد المصدر خلال الندوة التي حضرها رئيس وعدد من أعضاء مجلس محافظة ذي قار ومدير الشرطة وممثل نقابة المحامين ونقيب الصحفيين في ذي قار تسجيل عدد من حالات الإدمان وتعاطي المخدرات بين مراجعي وحدة الصحة النفسية في مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية واوضح قائلا:"هناك مابين 20 - 25 حالة تعاطي وإدمان تراجع الوحدة النفسية شهريا ولم يمر أسبوع لم يراجعني فيه احد المدمنين". ودعا اخصائي الأمراض النفسية الى إنشاء مركز تخصصي لمعالجة حالات الإدمان على الكحول والمخدرات والى التعامل مع الشخص المدمن على انه مريض وليس شخص مجرم. وإزاء ذلك دعا عدد من المختصين إلى معالجة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تضطر شريحة الشباب لتعاطي المخدرات والى تشديد الرقابة على المقاهي والكازينوهات التي تقدم الأركيلة لزبائنها مشددين في الوقت نفسه على أهمية متابعة حالة المدمن بعد سجنه، منوهين إلى إمكانية دخول المواد المخدرة وتعاطيها داخل المواقف والسجون.وكانت ادارة السجن الاصلاحي في الناصرية قد ألقت القبض على احد منتسبيها الشهر الماضي اثناء محاولته تهريب كمية من المواد المخدرة لنزلاء السجن المذكور. كما شدد المختصون على فتح مركز متخصص لمعالجة المدمنين والمتعاطين للمواد المخدرة ونشر الوعي عن مخاطر المخدرات بين شريحة الشباب وعبر تكثيف الندوات في المدارس ومراكز الشباب ومعالجة مشكلة البطالة بين الشباب وتفعيل دور الإعلام في الكشف عن مضار المخدرات من الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية كما اكدوا على اهمية تشديد الرقابة على المقاهي والمحال التي تحيط بها الشبهات ومحاسبة أصحاب الصيدليات والمذاخر وباعة الأرصفة الذين يتاجرون ويروجون للمواد المخدرة .
حرب المخدرات في ذي قار .. نشاط مكثف للتجار والمروجين
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 13 إبريل, 2011: 05:17 م