تيري غليام* ترجمة: نجاح الجبيليتقريباً كل فيلم شاهدته قد غير حياتي لكن هذا الفيلم أحدث نقلة واضحة فيها.إنه فيلم يدور حول معركة في الحرب العالمية الأولى لكنها في غاية السخافة لأن كل فرد على وشك أن يموت ومع ذلك يدّعي الجنرال إنهم يحرزون تقدماً على القمة التي يصلون إليها وتكون الكارثة. لكن بدلا من القبول باللوم فإن الجنرالات يتهمون القوات بالجبن ويجري اختيار ثلاثة منهم بالقرعة فيحاكمون ويعدمون. لقد جعلني في منتهى الغضب وجود هذا النوع من الظلم وأن الناس ماتوا بسبب أخطاء الآخرين. وكانت تلك لحظة حاسمة بالنسبة لي.
كان عمري ما يقارب الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة حين رأيت هذا الفيلم لأول مرة وكان هذا عمراً حساساً وخطراً لأن أمراً بسيطاً مثل مشاهدة فيلم يمكن أن يغير إدراكك للعالم. قبل ذلك كنت شاهدت أفلاماً لغرض التسلية لكن هذا الفيلم حالة خاصة إذ يتعامل مع قضايا خطيرة وأدركت بأنك يمكن أن تستخدم الفيلم لتقول أشياءً مهمة. كان هذا أول فيلم أصبحت من خلاله واعياً للكاميرا. ثمة لقطات متحركة خلال الخنادق: لم أر أبداً شيئاً مثله إذ أصبح ميكانزم الفيلم المدهش وكيفية صنعه يثير اهتمامي. وربما كان هذا الفيلم هو الذي أدى بي إلى أن أصبح مخرجاً.يمكنكم أن تروا في بداية فيلمي "البرازيل" بأن اللقطات الضخمة المتحركة قد جرى استلهامها و(سرقتها!) من فيلم "ممرات المجد". ذلك هو ما يحدث حين تصنع الأفلام: تحاول أن تنافس الصور التي كان لها تأثير عليك. بالنسبة لي كان هذا الفيلم من أفضل أفلام كوبريك. فهو يصنع أشياءً بطريقة واقعية ومثيرة. تعلمت بأن الكاميرا ممكن أن تصنع الأشياء بدلاً من أن تسجلها: فتصبح على نحو مؤثر شخصية في القطعة الفنية.rnــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ* تيري غيليام: مخرج وكاتب سيناريو بريطاني من أهم أفلامه "12 قرداً" و"البرازيل" " الدكتور برناسوس"
الفيلم الذي غيّر حياتي..ممرات المجد لستانلي كوبريك – 1957
نشر في: 13 إبريل, 2011: 06:16 م