TOP

جريدة المدى > سينما > أفلام الحرب فـي خطوط النار

أفلام الحرب فـي خطوط النار

نشر في: 13 إبريل, 2011: 06:23 م

ابتسام عبد اللهمتى تم تسجيل أول معركة حقيقية على فيلم؟ بالتأكيد يكون الجواب: عندما تم اختراع آلة التصوير السينمية. ويقال انه في حوالي عام 1916، وكان القائد الثوري المكسيكي بانشو فيللا، قد اعتاد تصوير معاركه، عندما يكون ضوء النهار مناسباً.
وفي خلال الحرب العالمية الثانية، كان كل من المخرجين الكبيرين جون فورد وجون هيوستن،قد قاما بتصوير معارك حقيقية بواسطة عدسة( 16 فلم). ولكن ذلك العمل اعتبر مجرد أفلام دعائية في الغالب، ولم يحاولا إظهار الجندي ومدى تأثير الحرب عليه- الجوانب الفيسيولوجية، والسايكولوجية. إذ كان هدفهما إثارة الحماسة لدى المشاهدين وتحريك مشاعرهم إزاء الصراع الدائر في العالم. أما الأفلام الوثائقية عن الحرب في الوقت الراهن، فهي تركز على بشاعة الحروب ووحشيتها، ومدى معاناة البشرية منها، والثمن الذي يدفعه الإنسان لديمومتها.ومن أول تلك الأفلام،"فصيل بلاتون"، إخراج الفرنسي بيير شويندورفر، الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 1967. فهو يتتبع فيصل جيشاً في حقول الرز وغابات فيتنام الجنوبية. وعلى الرغم من ان النقاد يعتبرون "فصيل آندرسون"، اليوم من "أفلام المطوقة بإحكام"، مع كل ذلك الغموض الذي ساده، فإن المخرج نجح في تقديم حقيقة المشهد الحربي.ومع عجز آلة تصوير( 16 فلم)، فإن فيلم شويندورفر، يبدو تلقائياً وطبيعياً ونقياً حياً، مثل الأفلام الحديثة التي صورت الحرب في افغانستان او العراق، ففيه نشاهد فوضى المعركة ونحس بحركة (الكاميرا) المتأرجحة في حالة الفزع، ولقطات واضحة تصور معاناة الفلاحين إزاء تدمير حقولهم ومواشيهم، دون أن يعرفوا شيئاً عن الفيت كونك.إن فيلم ،"فصيل بلاتون"، يبدو اليوم، فيلماً استثنائياً عن تلك المرحلة من الحرب الفيتنامية، ويشبه الأفلام الوثائقية الحديثة"المطوّقة بإحكام"، ومنها"الجحيم والعودة منه"، الذي عرض في شهر كانون الثاني الماضي.ومن دون أي شك فإن هناك عوامل جديدة، ظهرت في الأعوام الأخيرة، كان لها تأثير واضح على السينما ومنها الوزن الخفيف لأجهزة التصوير السينمية، وكذلك التطور الذي حدث في مجال الأجهزة الرقمية، عوامل سهلت مهمة تصوير وإخراج الأفلام الحربية. وفي هذا النوع من الأفلام  يبدو لنا ان المشاهد المتأرجحة، وغير الواضحة، تعكس صورة أكثر حقيقية للمعركة من تلك التي تقدمها الأفلام الكلاسيكية التي تم تصويرها بدقة"بل أن هذه الصفات بدأت تنعكس مؤخراً في أفلام الإثارة التي تنتجها هوليوود. كما ان الأفلام الوثائقية عليها الوصول الى مناطق قتالية، لا تصلها الأفلام السينمائية الروائية.ومن تلك الأفلام، أرماديللو، إخراج يانوسبيديرسن، حيث انتقده الكثيرون لأنه قدم سينما "مصنوعة"، بشكل جيد ومشاهد شاعرية، وألوان متدرجة، ويحس المشاهد أن (الكاميرا) توجد دائماً في الوقت والمكان المناسبين باستمرار. كما أن تطور الشخصيات فيه والأحاسيس المختلفة، يجعله،"ارماديللو"، فيلماً اقرب إلى الأفلام الروائية الكبيرة. وهو لا يصف التجربة الأولى للحرب بالنسبة لجندي، بل عن الدوافع العديدة الحقيرة وغير الممكن تجاهلها والتي تدفع الرجال إلى الحرب، وكيف إن المعركة ليست بعملية بطولية بل انها عادة، غير إنسانية.فالفيلم يتتبع عدداً من المتطوعين الهولنديين المشتركين مع جنود بريطانيين في قلعة أفغانية تسمى،"أرماديللو"، ففي الأسابيع الأولى يتذمر الجنود من الضجر، يشاهدون الأفلام الإباحية، وألعاب الكمبيوتر وغيرها من أسباب التسلية.وفي أحد الأيام يرسلون جاسوساً لهم في طائرة بلا ملاّح، ويرى ثلاثة رجال يركضون ما بين الحقول. وبشكل ما يدركون انهم من (طاليبان)، وعند الإبلاغ عن ذلك، تقوم المدفعية بالإطلاق عليهم. وفي اللحظة التالية، وكما يحدث في الأفلام السينمائية تنفجر الصورة التي كنا نتطلع إليها ، الملتقطة من الجو باللونين الأسود والأبيض.وقبل زمن قصير من مغادرة الموقع، يسمع أبطالنا إن ثلاثة رفاق لهم في قلعة أخرى، قد قتلوا إثر انفجار، وكان عليهم على الرغم من تلك الصدمة الذهاب في مهمة تستهدف قوات طاليبان في المنطقة. وفجأة يندلع تبادل إطلاق النار مابين الطرفين، وتظهر للعيان مجموعة من مقاتلي طاليبان على الأرض إثر انفجار قنبلة، ويبدو انهم قتلوا بواسطة المدفع الأوتوماتيكي وهم في الخندق. ويلاحظ الجندي "مادس"، الذي رأى في البداية ان الحرب مجرد مغامرة، الفزع في كل مكان، وإن صديقه دانيال، المنتفخ كرامبو، قد أصبح في لهيب المعركة وهو يصرخ:" مت يا ابن الزنى، مت"، وهو لا يتوقف عن إطلاق مدفعه، وفي تلك الأمسية يستعيد ما حدث بمرح. ومن السهل الحكم بإدانة أولئك الرجال، ولكننا بعد مشاهدة الفيلم، نفهم موقفهم- الحزن والخوف الذي ينتابهم بعد مقتل عدد من أصدقائهم، خفقان قلوبهم وفزعهم ثم الفرح الذي يعمهم بعد نجاح المهمة.وفي تلك الليلة، يتصل احد الجنود بوالديه ويحدثهما عن بشاعة الحرب(ويشك المشاهد في مادسّ حالاً)، ويستدعي الجنود إلى اجتماع مع قائد الفصيل والشرطة العسكرية، ليقول ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram