 بغداد/ وائل نعمة ساد الهدوء، وانعدمت الرؤيا. اختفى المارة والسيارات، وأصبحت الإسعافات سيدة الشارع بعد أن حملت العشرات من المصابين بحالات الاختناق إلى المستشفيات في وقت لا يجرؤ سائق للمجازفة بالقيادة في ظل عاصفة ترابية. فقدت استقبلت مستشفيات العراق أكثر من 3000 حالة اختناق يوم أمس الأول حسب إحصائيات طبية أولية.
وأشارت مصادر طبية إلى أن مستشفيات بغداد في جانب الرصافة استقبلت لوحدها 1471 حالة، وأكد الدكتور كريم بهار مدير قسم العمليات في دائرة صحة بغداد "أن 21 شخصا ادخلوا مستشفى النعمان، و350 بمستشفى الإمام، 34 بالمدائن، و232 في الزعفرانية، فضلا عن 437 بمستشفى الشهيد الصدر.وكان مدير قسم العمليات بمدينة الطب الدكتور عدنان ناجي كشف أن المدينة استقبلت 91 شخصا بسبب العواصف الترابية.وشهدت صلاح الدين حالتي وفاة بسبب الاختناق من أصل 200 حالة استقبلتهم مستشفيات المحافظة يوم أمس، فضلا عن 500 شخص في الناصرية، و300 آخرون في الشطرة.وانخفض مستوى الرؤية إلى معدلات متدنية جدا، وعانى معظم سائقي السيارات من صعوبة القيادة، ورجحت  مديرية المرور العامة وجود حوادث على الطرق الخارجية بسبب انخفاض معدل الرؤية.وأشار العميد نجم عبد الجبار الناطق باسم مديرية المرور العامة في اتصال مع "المدى" بان الحوادث في داخل العاصمة لم تعرف إلى الآن، مرجحا حدوث حالات اصطدام بسبب العاصفة الترابية في الطرق الخارجية. بالمقابل تساءل عدد من المواطنين حول مشروع الحزام الأخضر الذي كان من المفروض الانتهاء منه قبل فترة طويلة، وكان من المؤمل أن يحد هذا المشروع من العواصف الترابية التي تهب على البلاد بفعل التغيير المناخي وشحة المياه وازدياد المساحات الصحراوية.من جانبها أكدت وزارة البيئة حسب الناطق الرسمي باسم الوزارة مصطفى حميد في اتصال مع (المدى) انها تحاول الضغط على الجهات المسؤولة بتشجير الشوارع وزيادة المساحات الخضر وإنهاء مشروع الحزام.بالمقابل أشارت أمانة بغداد إلى أن المشروع سينتهي العمل به خلال سنة، كاشفة انه مازال  في مرحلة الإعداد والإنشاء.حكيم عبد الزهرة مدير الإعلام في الأمانة أكد في اتصال مع "المدى"  أن الأخيرة أحالت المشروع إلى إحدى الشركات المختصة، وإنها تقوم بمراحل الإنشاء والإعداد، ووفق العقد المبرم مع الشركة سينتهي العمل بعد عام واحد.وأوضح عبد الزهرة أن المشروع سيتضمن تشجير مساحة 1040 دونما حول بغداد من شمالها إلى جنوبها، وتحويل جانبي قناة الجيش إلى مساحات خضر تعادل ضعف مساحة متنزه الزوراء بثلاث مرات.