متابعة وتصوير:أفراح شوقي بعد غياب عن العراق استمر لأكثر من خمسة أعوام احتفى الصالون الثقافي لمنتدى المسرح في دائرة السينما والمسرح بالفنان الرائد يوسف العاني بحضور حشد كبير من الفنانين والمثقفين... ويأتي هذا الاحتفاء بمناسبة عودة العاني إلى بلده وأيضاً لذكرى اعتلائه خشبة المسرح قبل أكثر من ستة عقود،
والاحتفاء الذي دأب المسرحيون العراقيون ومحبو الفنان العاني على استذكاره كل عام.قدم الاحتفاء الذي تخلله تقديم عددا من الأغاني للفنان حسن بريسم ومعزوفات موسيقية لفرقة أنغام الرافدين، المسرحي الشاب سعد عزيز عبد الصاحب الذي أشار إلى أهمية الاحتفاء بمبدعينا الرواد وهم مازالوا يتواصلون في عطائهم الإبداعي الثر وهو تقليد تعتمده كل الشعوب المتحضرة اعتزازا برموزها الثقافية. بعدها تحدث الفنان المحتفى به عن سيرته الحياتية والإبداعية متوقفا عند اهم المحطات فيها والتي أسهمت في صياغة شخصيته الفنية عبر ما قدمه من انجازات في مختلف حقول الإبداع الفني تمثيلا وإخراجاً ، وتأليفا... فضلا عن الكثير من المؤلفات في مجال المسرح والسينما التي أضاء جوانب مهمة فيهما، قائلاً: ايها الأصدقاء والأحبة ، لا ادري كيف ابدأ ، انا أحبكم جميعا لسبب بسيط، هو انكم تجلسون في ارض تنتمي الى المسرح ، صحيح ان المسرح يجمع عددا كبيرا من المشاهدين ولكن مجيئكم هذا اليوم ، وانا هنا ثقوا لا ادري بالاحتفال سوى انني دعيت لان يحتفى بي ، ولا ادري من سيحضر ولا ادري بوجود هذه الصورة التي تقف خلفي ولا ادري من سيتحدث ولا ادري ماذا سأتحدث ؟ ، لانني رأيت هذه الأيام مناسبتين عزيزتين كريمتين عندي في تاريخي المسرحي ، الأولى : انني لا اعلم متى كان يوم ميلادي سوى انني ولدت على سطح عال قرب نخلة تمر البربرن في الفلوجة ، اما في اي يوم ثقوا بي لا ادري !!، لكن ادري انني وقفت اول مرة على خشبة المسرح في يوم 24 شباط عام 1944 .وواصل العاني بالقول: وقفت وقتها ولا ادري ما التمثيل سوى إنني كنت اقلد النسوان اللواتي يأتين الى بيت اخي وكيف يتحركن ويتهامسن وما الى ذلك، واقلد المدرسين ومن أعجب بهم ومن لا اعجب بهم أيضا، في ذلك اليوم الذي وقفت فيه على تلك الخشبة قبل 67 سنة وجدت نفسي مخرجا لأنني كاتب (التمثيلية) وليست المسرحية كما كنا نسميها، ولكن مدرس اللغة العربية صحح لي وانا أقول (تمثيلية) فقال : قل : مسرحية ، ومن هو الذي يحرك الجالسين في مقهى (جايخانة) مقهى صغيرة وقعت فيها حادثة طريفة جدا فأعجبتني هذه الحكاية فسطرتها كما يحلو لي ولا ادري كيف ، واجتمعنا نحن خمسة شخصيات في الصف الرابع الثانوي وشخصان من الخامس ، واتفقنا على ان نقدمها على المسرح ، وكانت في حفلة تعارف للطلبة ، المشرف على تلك الحفلة ، مدرس مادة النبات، في الثانوية المركزية ببغداد ، قلت له انا عندي تمثيلية أريد ان أقدمها في الحفلة ، فقال (هل هي تُضحك؟) فقلت له : نعم .. تُضحك!!، أجبته بسذاجة ، وقلت له تضحك وتقهر ايضا ، قال لي : اذن قدمها ، لكنني قلت كيف سأقدمها ؟ فقلت لأصدقاء لي ، الله يرحمهم ، انا الوحيد بينهم ما زلت حيا ، من الذين مثلوا معي، اذكر منهم مصطفى الخضار ورشيد النجار وغيرهما ، فقرأنا فكلنا نريد ان نمثل ، والمكان كان مقهى تخيلتها كما شاهدت الحادثة فيها في سوق حمادة، أنت اجلس هنا وأنت هنا وكذا وكذا والفكرة كانت بسيطة وطريفة ، تلك هي اولى محطاتي مع المسرح التي تعلمت منها الكثير.وكان العاني قد مارس كتابة النقد الفني في صحف عدة منها الأهالي والشعب والإخبار، كما كتب أكثر من خمسين مسرحية طويلة أو من فصل واحد من أبرزها، (القمرجية) أول مسرحية له من فصل واحد، و (مع الحشاشة)، و (طبيب يداوي الناس) عام 1948، فيما تعد "رائحة القهوة" من ابرز الأعمال التلفزيونية التي كتبها للتلفزيون المخرج عماد عبد الهادي.وحصل العاني على العديد من الجوائز التقديرية تكريما لإعماله المسرحية ومنها تكريمه خلال انطلاق فعاليات المسرح الاردني الخامس عشر في دورته العربية السابعة في 16 من تشرين الثاني الماضي لدوره في إنعاش الفن العراقي والعربي. واختياره في بيروت لقراءة الورقة الخاصة بيوم المسرح العالمي.وتحدث خلال هذه الاحتفالية عددا من من الفنانين من تلامذة الفنان الكبير... كما تضمنت فقرات الاحتفاء توزيع كراس صغير توجز سيرة الفنان العاني .
بعد غياب خمسة أعوام عن وطنه منتدى المسرح يحتفي بالفنان يوسف العاني
نشر في: 15 إبريل, 2011: 06:50 م