اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شباب: علاقات الانترنت الافتراضية تمرد على القيود الاجتماعية

شباب: علاقات الانترنت الافتراضية تمرد على القيود الاجتماعية

نشر في: 15 إبريل, 2011: 07:08 م

 البصرة/ عماد كاملإن شبكة الانترنت استطاعت أن تفك العزلة عن كثير من الناس في هذا العالم، وأن تُسمع صوتهم، وتنقُل صورتهم وحقيقة حياتهم وأمزجتهم وطبائعهم وأحلامهم وأوهامهم ومعاناتهم حيثما كانوا إلى كل بقاع العالم،فحاجتنا لهذه المنظومة بدأت تتسع كثيراً بشكل سريع في هذا العالم الذي يوصف بالقرية الصغيرة، وما عاد يخفى عن أذهاننا شيء من حقيقة تلك القرية الكونية العجيبة، لكثرة ما يتدفق الآن عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة من صور ثابتة ومتحركة،
 وأخبار، وفضائح وجرائم وحروب، وعروض بيع وشراء لكل شيء، حتى للعهود والمواثيق والذمم، وأكل وشرب، وعهر وشذوذ، ومع اتساع آفاق المعرفة بدأنا نضيع ونتلاشى تدريجيا أمام سطوة الحياة الصناعية الرقمية، فحين نتحدث عن الإنسان علينا ان ندرك ونركز عن أي إنسان يمكن أن نتحدث الآن، وعن أي أنموذج ثابت من السلوك البشري يمكن أن نرسمه أو نحدد معالمه بعد كل هذه الانقلابات الهائلة في المبادئ والقيم فكل ما كان استثناء أصبح الآن قاعدة، فكل ما كنا نتقيد به من قيم وأعراف بالسابق نرى أنفسنا اليوم قد ابتعدنا عنها مسافات كبيرة.rnالعلاقات الافتراضية والعلاقات الافتراضية على شبكة الانترنت تعتبر نوعا من الانقلاب الجذري لكل ما هو معروف عن حالات العلاقات السائدة المحكومة بالعادات والتقاليد،والعلاقات المبثوثة على الشبكة العنكبوتية غالبا ما تعمل بسرعة الهروب لا المواجهة لهذا يعتبرها البعض كذبا ابيضَ،ونظرا لما ترسمه هذه العلاقات من مسالك مغايرة للمنجز العاطفي والأخلاقي القديم فقد بدا للبعض انخراطا طوعيا بعالم الوهم والخيال.ومن السلبيات التي يسجلها البعض عن هذه العلاقات وخصوصا علاقات الحب عبر دائرة الانترنت انه يسلك مسالك مغايرة للمنجز الجنسي المعروف،فقد عده البعض أشبه ما يكون بالتنويم المغناطيسي والخدر الذي يشبع الرغبات المؤقتة العابرة،فالعلاقات عبر شبكة الانترنت (العلاقات الافتراضية) يعتبرها البعض مسرحا جنسيا لا يبحث في نواة الحب إلا في إطار الجسد الجائع للرغبة،أي حب مبني على الوهم أكثر منه على الحقيقة إلا انه يخلق نوعا من السعادة،بينما اعتبره آخرون بحثا عن علاقات إنسانية خصوصا في ظل غياب العلاقات الإنسانية السليمة والتواصل الإنساني الراقي.rnعشّاق على الانترنتإذا وبدوافع عديدة توزعت المواقع التي تساعد على بناء هذا النوع من العلاقات العاطفية والتي تقوم باستدراج العشاق لهذه العوالم الجديدة بل لهذه الأرض العذراء المليئة بالسحر والبهجة والمتعة والجمال. وهذه العلاقات تضع العشاق أمام تحديات وضغوط ولكن هذه المرة ليست ضغوطا من قبل الأهل والمجتمع إذ بإمكانهم التحرر من تلك القيود إنها الضغوط النفسية، إذ تثير هذه العلاقات العديد من الأسئلة فهذه العلاقات هل هي الجحيم ام الجنة؟ وهل باعثها الرغبة في معرفة الآخر أم استدراجا للمراهقين؟.rnالشعور بالانتصاريقول علي حسين طالب في كلية الزراعة (20عاما) لقد حققت لي العلاقات الافتراضية على شبكة الانترنت الكثير من الرضا عن نفسي خصوصا بعد ان جوبهت بالرفض من قبل الجنس الآخر فتولد بداخلي شعور بغض وكراهية للآخر على الرغم من قناعتي بأن للجنس الآخر أسبابا عقلانية لرفضي ولكن لم يفارقني الشعور بالهزيمة، مما ولد عندي انقلاب على الذات وقد وجدت في العلاقات الافتراضية حلا امثل وانجح لمشكلتي التي كانت بالنسبة لي عصية على الحل والفضل في هذا يعود إلى تقرير شاهدته على إحدى القنوات الفضائية يؤكد إن الإنسان يجب أن يبني علاقات ولو مع الحيوان لان الوحدة تخلق نوعا من الفراغ الذي قد يؤدي إلى الانتحار في بعض الأحيان.rnفخ الكترونيأما (نوال ك) طالبة في كلية الطب البيطري تتضاحك وتقول انه الم الاضطرار تعتمده بعض الفتيات لئلا تسقط في فخ الفضائح التي تسببها العلاقات الطبيعية في الواقع، خصوصا وان اغلب هذه العلاقات ينظر إليها المجتمع نظرة تحريم ويعتبرها جرما ومن يفعله يجب أن يقتل لان القبلية حلت محل المدنية في المجتمع العراقي، كما إن الحكومات التي تعاقبت على العراق كرست النزعة القبلية في المجتمع العراقي.rnزواج من نوع جديدويرى امجد فالح (30عاما) إن شبكة الانترنت وفرت له فرصة الاقتران بزوجته إذ يقول: بفضل الشاشة الفضية تعرفت على زوجتي الحالية وعبر النت استطعنا أن نرسم حياتنا المستقبلية إذ كانت تلعب دورا هاما في توجيه إرادتي باتجاه حبها إلى إن تعلقنا ببعضنا كتعلق الشمعة بنارها، واستطعنا تفريغ شحنات عواطفنا بعيدا عن تسلط الأهل وتدخلهم في شؤون أبنائهم.سلام ومريم طلبة من كلية الهندسة لهم رأي يخالف زملاءهم إذ يرون إن الانترنت يسلب حرية العاشق ويصبح عبدا للآلة إذ يفقد الحب معناه عندما يتحول إلى شهوات مسطحة ورغبات هلامية تبعد الإنسان عن إنسانيته، كذلك فأن هذه العلاقات تبيح الخيانات وتجعلها أمرا مشروعا وهذا منافٍ للقيم التي ينبغي مراعاتها في الحياة الزوجية. الأمثلة كثيرة وأساليب متنوعة تدعم تلك العلاقات الخفية التي تتبع السرية الكاملة والتي تعقد في الخفاء بعيدا عن أعين المتطفلين ليتنامى ويمضي رحلته التصاعدية ليرسم صورا على أديم الأحاسيس واغلب الأحيان يبث الشباب عبر شبكة الانترنت كلمات في منتهى الجاذبية منتقاة في الأغلب من قصائد الشعراء أو أقوال الحكماء لتترك أثرها على قلوب هؤلاء المتأهبين لتقبل الحب الذي يغذيه الخيال وتستدعيه الرغبة الجامحة المكبوتة في داخل ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram