متابعة/ المدىتتوالى التصريحات والتكهنات مع قرب موعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في نهاية العام الحالي، حول أهمية بقاء هذه القوات من عدمه.ولعل الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الى العراق عكست مدى جدية الولايات المتحدة في التعامل مع هذا الملف.الناطق الرسمي باسم السفارة الأميركية في العراق، مسؤول الشؤون العامة ديفد رانز أكد أن القوات العراقية أثبتت جدارة وكفاءة في إدارة ملفات أمنية عديدة منذ الشروع في تطبيق الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد، مشددا على التزام بلاده بالجداول الزمنية الواردة في تلك الاتفاقية.
وأكد رانز في تصريح لإذاعة العراق الحر ان بقاء القوات الأميركية في العراق يخضع لطلب الحكومة العراقية، نافيا في الوقت نفسه ما نسب لوزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس حول وجود مهلة زمنية محددة للحكومة لتقديم مثل هذا الطلب.وفي الوقت الذي أبدت فيه قوى سياسية عراقية مخاوفها من تدهور الأوضاع الأمنية حال انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الحالي، أكد الناطق باسم سفارة الولايات المتحدة في العراق ديفد رانز ان دور بلاده في مساندة القوات الامنية العراقية لن ينتهي بانسحاب القوات الاميركية، كاشفا عن وجود ثلاثة مراكز للتدريب موزعة على محافظات البصرة وبغداد واربيل. وسيقوم فنيون أميركيون فيها بتطوير أداء القوات العراقية ولكن بصفتهم المدنية وبإشراف مباشر من قبل السفارة الأميركية.وعما اذا كانت ثمة خشية لدى الجانب الأميركي من تعرض السفارة لهجمات بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق، اشار ديفد رانز الى وجود مثل هذه الخشية، لكنه أكد أن المظاهر المسلحة يجب ان تختفي في ظل مجتمع ديمقراطي في العراق.وكان مسؤول بالجيش الأميركي قال الأربعاء الماضي إنه لا ينبغي على العراقيين توقع عودة القوات الأميركية لمساعدتهم في حال وقوع أزمة, بعد الانسحاب في نهاية العام الجاري, "ما لم يكن هناك اتفاق مسبق".ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الذي لم تكشف هويته أنه يجب أن يكون هناك اتفاق, قبل افتراض العودة مرة أخرى. واقر بأن العراق سيكون أقل قدرة من جيرانه, في إشارة إلى موقف البنتاغون الذي يعتبر أن القوات العراقية بحاجة إلى التدريب والأسلحة لمواجهة ما سماها "التهديدات الخارجية" التي قال إنها لا تلوح في الأفق حاليا، مشيرا إلى أن هذه المشكلة لن تحل قبل أن يتمكن العراق "من شراء مزيد من المعدات ويكون قادرا على استخدامها".ولفت إلى أن القوات الأمنية العراقية لن تكون قوية في نهاية العام إلى الدرجة التي تسمح لها بإدارة الملف الأمني في البلد كما يعتقد البعض، وشدد على التزام الولايات المتحدة بعلاقة طويلة الأمد مع العراق.وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي أنهى قبل أيام زيارة للعراق قد حث العراقيين على تقدير مدى حاجتهم لبقاء القوات الأميركية بعد 2011, حيث يتعين الانسحاب طبقا للاتفاقية الأمنية بين الطرفين. يذكر أن رئيس هيئة الأركان العراقي بابكر زيباري قال في وقت سابق إن انسحاب الولايات المتحدة سابق لأوانه، وذكر أن القوات العراقية لن تكون قادرة على ضمان الأمن الكامل قبل العام 2020.وكانت الخارجية الأميركية قالت في تعقيب على نبأ زيارة الدبلوماسي السابق في العراق زلماي خليل زاده بان الهدف الأساس من زيارة السفير هو لبحث "جملة من القضايا التي تخص العراق والمنطقة والجيش الأميركي في العراق".وفي حينها أفصحت الزيارة عن مخاوف أمريكية على مستقبل العملية السياسية في العراق خصوصا مع تعقد المشهد السياسي وتوجه أركانها إلى فض الشراكة القائمة، الإدارة الأميركية تخشى من تحولات دراماتيكية قد تحصل قبل نهاية العام الجاري، ويعني ذلك أن تتغير "الخارطة السياسية" قبل وقت قصير من الانسحاب الأمريكي.وهذا دفع الأميركيين إلى وضع سيناريوهات محتملة قبل حدوث مفاجآت عراقية، منها الضغط على الحكومة العراقية من اجل الحصول على تمديد آخر لعام أو عامين، بينما يلزم هذا أي حكومة قد تمنح الثقة خلال الشهور القادمة بدلا من وزارة المالكي، وهم يستندون في هذا "الاحتمال" إلى طبيعة التطورات السياسية الحاصلة الآن، وما يبذله الفرقاء السياسيون في إعادة صياغة المحاصصة وضرب الخصوم والحلفاء بعضهم ببعض.يذكر أن وزير الدفاع الأميركي زار العراق قبل يومين وبحث مع المسؤولين العراقيين، موضوع تمديد بقاء القوات الاميركية إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك.وقال غيتس إنه إذا أراد العراق بقاء القوات الأمريكية، فيمكن التفاوض على اتفاق لفترة طويلة أو لمدة عامين أو ثلاثة أعوام. ومن المقرر انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق نهاية العام الجاري بموجب اتفاقية تفاوضية أبرمتها في عام 2008 الإدارة الأمريكية تحت رئاسة جورج بوش، وأصبح من الواضح أن التمديد أصبح محتملا بشكل كبير، رغم البيانات العامة المتكررة على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي وغيره من المسؤولين بأن القوات الأمريكية غير مطلوبة لفترة أخرى.وفى تصريحات للقوات الأمريكية في معسكر ماريز، قال غيتس إنه في محادثاته مع مجموعة كبيرة من كبار المسؤولين العراقيين أشاروا إلى مصلحة في تمديد بقاء القوات الأمريكية.أما السيناريو الآخر، فهم قد يفضلون تقوية الحكومة الحالية وجعلها مكتملة قبل أن تتدهور الأمور، بمعنى الإسراع بشغر المناصب الأمنية.
ديفد رانز: لن نجبر العراق على طلب تمديد الوجود العسكري
نشر في: 15 إبريل, 2011: 07:33 م