TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العلم والعلماء

العلم والعلماء

نشر في: 16 إبريل, 2011: 06:55 م

د. حسين أمين العلم والحرية لا يفترقان، فالعلم لا ينتعش ولا يزدهر إلا إذا استنشق العلماء نسيم الحرية، وفي المقابل فإن العلم يقدم أكبر دعم ومساندة للروح الحرة المتأصلة في داخل الإنسان ولا بد من أن ندرك أن هذه الروح الحرة ليست موهبة طبيعية فقط وإنما هي موهبة تتطلب منا تغذيتها وتنميتها حتى لا نفقدها.
وعظمة العلم والبحث العلمي أن العلم يحتل في حد ذاته قوة قاهرة تفوق في إمكاناتها أي قوة أخرى عرفها الإنسان على طول التاريخ حيث كل شيء في الحياة قابل للهزيمة والقهر ما عدا العلم. وليست هناك أمة تقدمت خطاها على طريق العلم والبحث العلمي بغير علماء نذروا أنفسهم للقراءة والبحث ووجدوا متعتهم في الحياة داخل المعامل البحثية بعد أن توافرت لهم الأجواء الصحية التي تشجعهم وتحفزهم على الإبداع والابتكار.ولعل ذلك ما يدفعني إلى القول بحاجتنا إلى العمل على سد الهوة الناشئة من ازدواجية التعامل مع العلماء وأن نعيد العلم إلى حظيرة الحياة كمشروع إنساني يحوي في باطنه اليقين وعدم اليقين والمرونة والذاتية والاعتماد على القدرة الإبداعية والإيمان الذي يسمح للعلماء بان يأخذوا مكانهم الملائم في المجتمع.وعندما يأخذ العلماء مكانهم الصحيح ويصبح للعلم قيمته ومكانته وهيبته في أي مجتمع يختفي الدجل ويتراجع مروّجو العلم الكاذب الذين يجدون سوقا رائجة في الدول التي يتوارى فيها صوت العلماء وتتكدس فوق أرفف المكتبات أنواع هزيلة من الكتب التي تنسب ظلما للتصنيف العلمي مع أنها في حقيقة الأمر ليس لها وصف دقيق سوى( العلم الكاذب).وفي اعتقادي أن أفضل وسيلة لمحاربة الدجل ومحاصرة (العلم الكاذب) تتحقق من خلال دور مؤثر للعلماء في توجيه الرأي العام عبر قنوات الاتصال الشرعية والأوسع انتشارا مثل: التلفزيون والإذاعة والصحف الكبرى الأمر الذي يؤدي إلى توسيع مساحة وحجم الاستنارة عند الرأي العام بحيث يكون قادرا على التمييز بين (العلم الصادق) و (العلم الكاذب)، ومعنى ذلك أن العلماء الحقيقيين هم الذين ينبغي أن يأخذوا مكان الصدارة في عملية الإطلال الدائم على الرأي العام عبر وسائل الإعلام لقطع الطريق على المدّعين والدجالين الذين يتسلل البعض منهم بين الحين والحين إلى صفحات الصحف وشاشات التلفزيون فلا يقدمون شيئا مفيدا وإنما تكشف أقوالهم عن شعور بالعظمة الكاذبة وادعاء العبقرية واتهام الآخرين بالجهل والغباء وعدم الأمانة.وأعتقد أن بعض ما تبثه فضائيات عربية عديدة من ترويج للدجل والخرافة ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار لليقظة والانتباه وإعادة الاعتبار للعلم والعلماء. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram