TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل يحتاج العراق القمة؟

هل يحتاج العراق القمة؟

نشر في: 16 إبريل, 2011: 06:57 م

حسين علي الحمدانيالبعض توقع ثمة عائقاً سيحول بين العراق والقمة القادمة ، وأسباب هذا التوقع تكمن في إن المنطقة العربية الآن  غير مهيأة لقمة عربية وهذا ما دفع مجلس الجامعة العربية لتأجيلها من نهاية آذار – مارس – الماضي إلى العاشر من مايو/ أيار القادم ، وبالتأكيد كانت هنالك أسباب مقنعة لهذا التأجيل ،
 والآن تدور مناقشات عربية لتحديد مصير القمة على ضوء ما تردد من تقديم دول مجلس التعاون الخليجي طلبا لتأجيلها أو إلغائها على خلفية التصريحات العراقية سواء الشعبية أو الرسمية على أحداث البحرين وموقف العراق منها .ولكوننا متابعين لكل صغيرة وكبيرة في منطقتنا التي تعاني كثيرا مشاكل، سياسية منها واقتصادية واجتماعية خاصة في الأشهر الأخيرة ،بعد الأحداث التي حصلت في مصر وتونس  وليبيا واليمن وسوريا ،وأجد بأن العراق حريص على القمة العربية القادمة لأسباب عديدة تأتي في مقدمتها بأن هذه القمة التي لو قدر لها وعقدت في بغداد في موعدها ستخرج العراق من تبعيات الاحتلال الأمريكي الذي ظل هو الحاجز الكبير بين العرب وتعاملهم الإيجابي مع العراق من جهة، ومن جهة ثانية ستكون رسالة ود يرسلها العرب للعراق مفادها: إننا معكم وستكون صفحة جديدة في العلاقات العراقية العربية التي شابها الحذر والجمود في السنوات الماضية . القادة العرب تقع عليهم مسؤولية احتضان العراق بسنته وشيعته وعربه وكرده ، لأن ترك العراق معاقبا عربيا يعني في ما يعنيه بأنه قد يجد في تركيا وإيران وأمريكا ما يسد به الفراغ العربي الذي سيتراكم أكثر فيما لو تم إلغاء القمة العربية التي  لم تستعد لها الحكومة العراقية فقط  بل استعد لها الشعب العراقي بكل مكوناته وبالتالي فإن ثمة خيبة أمل ستصيب الشعب العراقي من جراء هذا الإلغاء أو التأجيل خاصة وإن دوافع هذا التصرف ناجمة من إتخاذ موقف شعبي عراقي أملته القيم الإنسانية والرسالات السماوية ولم يكن موقفاً سياسياً بقدر ما هو إنساني داعم لنضال الشعوب في حريتها  .وهذا الفراغ الذي ربما يتصوره البعض دبلوماسيا فقط بل هو يتعدى ذلك للكثير من مفاصل الحياة العامة في  العراق وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي المهم جدا، خاصة إذا ما عرفنا بأن حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران مثلا اقترب من عشرة مليارات دولار سنويا، وأكثر من ستة مليارات سنويا مع تركيا ، مضافا إلى ذلك انفتاح العراق على دول آسيوية مثل كوريا الجنوبية واليابان عبر شركاتها التي تتهيأ للعمل في العراق في مجالات عدة ، مع وجود تحركات عراقية كبيرة صوب الاتحاد الأوروبي ، كل هذه من شأنها أن تقوض  الحاجة العراقية للعرب كشركاء .السبب الثاني الذي يحرص عليه العراق يتمثل بأن هذه القمة ستعطيه الشرعية العربية التي افتقدها منذ أبريل/ نيسان 2003 وما زال يفتقدها حتى هذه اللحظة ، وبالتالي فإن انعقاد القمة في بغداد كحدث سياسي من شأنه أن ينعكس اقتصاديا على دول المنطقة التي لها مصالح اقتصادية كبيرة في العراق، ومنطق العقل والتعقل يفرض المحافظة على هذه المصالح لا التفريط بها خاصة وإن هنالك أكثر من دولة غير عربية قادرة على أن ترسل شركاتها واستثماراتها للعراق كما أشرنا لذلك وشهدناه في جولات التراخيص النفطية والغازية .أما العرب فتقع عليهم مسؤولية كبيرة في احتضان العراق وعدم تركه يبحث عمّن يحتضنه ويسد الفراغ العربي في هذا البلد الذي يتعطش لعلاقات  جديدة وجيدة مع أخوته وجيرانه قائمة على أساس متين وليس واهناً ينقطع برغبات البعض .وخلاصة القول: العراق يحتاج العرب ، خاصة وإن أبرز النقاط المسجلة عربيا على النظام السياسي في العراق انه بأهواء إيرانية  كما يروج الإعلام العربي لذلك فلماذا لا تكون أهواؤه عربية ؟ فمن المقصر في هذا الجانب يا ترى ؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها في الشارع العراقي وفي الوسط الثقافي العراقي وحتى في وسائل الإعلام وأحد أهم هذه الأسئلة هو أين الدور العربي في العراق ؟ خاصة وإن هذا السؤال برز بقوة في الأسبوع الماضي في مناقشات إعلامية عن الانسحاب الأمريكي نهاية العام الجاري وإمكانية حلول قوات عربية في بعض المناطق من العراق ( رغم تحفظ قوى سياسية من حيث المبدأ على الفكرة) ، وبالـتأكيد فإن قدوم قوات عربية يحتاج لأرضية مهيأة تكون قادرة على أن تجد حواضن ترغبها وتتعامل معها بشكل سلمي وصحيح . أجد في القمة القادمة الفرصة الأخيرة لأن يستعيد العرب العراق وأن يغادروا مناطق الخوف والتردد وأن يتعاملوا مع مكونات الشعب العراقي على إنها عراقية وبهويتها العراقية لا تفرعاتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram