TOP

جريدة المدى > محليات > مناشدات بإيجاد حلول..أهوار ميسان.. نقص المياه يهدد الصيادين بالهجرة

مناشدات بإيجاد حلول..أهوار ميسان.. نقص المياه يهدد الصيادين بالهجرة

نشر في: 16 إبريل, 2011: 07:44 م

 ميسان/ احمد البهادلي لوحة فنية اقل ما يقال عنها تلك التي تجسدت في  مناطق الأهوار  فالسماء والماء كأنهما أخذا بالتعانق   وبيوتات بنيت من الطين والقصب والبردي مشاهد تسر الناظر وتبعث الامل  على عودة الحياة من جديد الى ربوع اهوار ميسان والتي  أمنت على مدى سنين طوال معيشة الأهالي فيها اعتمادا على صيد الأسماك والطيور وتربية الحيوانات والزراعة
لكن هذه اللوحة  باتت اليوم مهددة بالجفاف وهجرة الاهالي بسبب نقص المياه  حالها في ذلك حال بقية مناطق العراق وخصوصا التي تعتمد على الزراعة .    ( المدى ) زارت أهوارَ ناحية السلام التي تقع الى الجنوب الغربي من مدينة العمارة بمسافة 40 كم وبدأنا تجوالـنا في مياه الأهوار بزورق يطلق عليه (الشختورة). برفقة بعض ِالأهالي من اهالي المنطقة ، وبينما كنا نشق طريقنا وسط البردي الذي عاد يعبر عن شموخه من جديد  شاهدنا بعض صيادي الاسماك وهم يمارسون المهنة التي اعتاد على ممارستها سكان تلك المنطقة منذ القدم حيث التقينا احد صيادي الاسماك وكان برفقته احد أبنائه فيقول ابو حميد  الذي يبلغ من العمر 45 عاما وهو يمسك بيده عصا مربوط بمؤخرتها شبكة يطلق عليها ( الشكف) ويتوسط مركبه الذي يسمى ( البلم) مولدة كهربائية صغيرة يقول  ان صيد السمك في الوقت الحاضر اقل مما كان عليه سابقا بسبب شحة المياه التي تؤثر في كمية السمك المتوفرة في مياه الاهوار كما ان هناك عدم اهتمام من قبل الجهات المسؤولة بالمسطحات المائية اما عن طريقة الصيد في الأدوات المذكورة فاضاف ابو حميد: نحن نستخدم في الوقت الحالي المولدة الكهربائية في إحداث (نتلة) صعقة كهربائية بالمياه مما يجعل السمك يطفو الى السطح ومن ثم نقوم بجمعه عن طريق الشبكة التي يطلق عليها الشكف, وفي بعض الحالات نستخدم الشبك في عملية الصيد عندما تكون المياه في ذروتها ولا تكون هناك حاجة لمولد الكهرباء  اما ابو كاظم  وهو أحد وجهاء مناطق أهوار السلام (55 عاما) الذي رافقنا في تجوالِنا عبر الشختورة، فيقول إن 80 في المئة من أهالي الأهوار تعتمد في معيشتها  على صيد الأسماك, فضلا عن الاعتماد على تربية الحيوانات كالجاموس والدجاج والبط والطيور المائية ودجاج الماء ويزاولون الصناعات الشعبية اليدوية كصناعة القصب والبردي ( الحصران ) والذي يعد مهنة الكثير من أبناء الاهوار وتابع ابو سلام الا اننا نلاحظ اختفاء انواع من الطيور والاسماك التي كانت تزخر بها المنطقة في السابق قبل التجفيف .  مشيرا  الى النقص الكبير في المياه الذي بدأت تعاني منه مناطق الاهوار  مما يجعل الكثير من الاهالي يفكرون بالهجرة الى المدينة وخصوصا الذين يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وصيد الاسماك .ونحن نشق طريقـنا وسط القصب والبردي، شاهدنا بعض الشباب الذين جاؤوا من مدينة العمارة لقضاء يوم جميل في أهوار السلام. (زيد محمد  ) برفقة زملائه يحمل بندقية البرنو كما يطلق عليها التي تستخدم في صيد الطيور يقول انني لم ارَ هكذا مناظر خلابة حيث الطبيعة بكل معنى الكلمة والطيور  والناس الطيبون وكرمهم الذي تعجز الكلمات عن وصفه ولكن اردف زميله عمار  قائلا للأسف ان هكذا اماكن لم تمتد اليها يد الدولة للارتقاء بها وتحويلها الى منتجعات سياحية يرتادها الناس من الداخل والخارج انها ثروة تضاف الى ثروات العراق المتعددة لكن وللاسف نلاحظ عدم ايلاء هذه المناطق الاهتمام المطلوب .  وبعد ان شارف قرص الشمس على المغيب وكأنه سيهبط وسط مياه الاهوار لمعانقتها قررنا العودة الى اليابسة لافتقار المركب الذي يقلنا (الشختورة ) الى مصابيح والتقينا (ابو تحسين) رجل يبلغ من العمر 50 عاما وهو من اهالي المنطقة حيث طالب الحكومة بمنح الشركات الأجنبية دورا في تنفيذ المشاريع الخدمية في مناطق الاهوار وايجاد الحلول لمشكلة شحة المياه  واشار الى حاجة المناطق الى العديد من المشاريع   في حين شكا ولده تحسين البالغ من العمر 24 عاما من انعدام الخدمات وانتشار الحشرات كالبعوض الذي ربما يحول دون تشجيع العوائل على التردد على الأهوار  واشار الى اعتمادهم على ما يطلق عليه ( الكله)  وهي عبارة عن قماش خفيف يستخدمونها عند النوم للوقاية من البعوض الذي يتواجد بكثرة في مناطق الاهوار. وتقول  (ام جاسم 56 عاما) وهي ترتدي (الشيله) وهي عبارة عن فوطة توضع على الرأس مصنوعة من خيوط البريسم  وهي  كانت منهمكة قرب تنور الطين تعد الخبز  اصرت ان  نتذوق من خبزها وعند سؤالنا لها عن سر عدم استخدام تنور الغاز في  تحضير الخبز بدل تنور الطين قالت ان اسرتها لا تستطعم غير الخبز الذي يخرج من الطين لانه يكون ألذ واطعم  فضلا عن  ان تنور الغاز يكون مكلفا . وبينت ام جاسم ان مناطقهم تعاني من شحة المياه وهي تتناقص يوما بعد يوم  وهي تمثل حياتهم في هذه المناطق. الى ذلك  شدد  الخبير في شؤون الأهوار جاسب المرسومي   على أن شحة المياه إذا بقيت بدون علاج ستؤدي إلى جفاف أهوار ميسان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن
محليات

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن

 صدور أوامر قبض واستخدام المداهمات الأمنية للقبض على ناشطين عبروا عن آرائهم في مواقع التواصل ذي قار / حسين العامل أعربت أوساط مجتمعية في ذي قار عن استهجانها من استخدام أسلوب المداهمات الأمنية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram