TOP

جريدة المدى > سينما > حديث ذو شجون عن المتقاعدين

حديث ذو شجون عن المتقاعدين

نشر في: 17 إبريل, 2011: 06:13 م

ناديـة الجورانيهموم المتقاعدين باتت كثيرة وكبيرة ، لقد أهملت هذه الشريحة المهمة التي تعد القاعدة الحقيقية لبناء البلد ،بل إنها ضربت أعلى الأمثلة في التضحية من أجل هذا الوطن، فقدموا كل وقتهم وعمرهم له وكانوا ينتظرون الفرج القريب  مع ما قدموه لكن أعيدت عليهم الكرة، ونالوا المزيد من الظلم والاضطهاد مع تعاقب الحكومات.
إن المشكلة الكبيرة التي تؤرق الكثير من المتقاعدين هي انخفاض الراتب و تحوله إلى راتب بسيط لا يكفي إلا لعدة أيام في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها   نحن نتكلم هنا عن معاناة حقيقية، عن أناس أفنوا سنين حياتهم في خدمة الوطن، ثم تحولوا الى هامش، يركضون ويلهثون وراء أبسط الحاجات والمتطلبات لكي يعيشوا، لذا بات من المهم أن تسلط الحكومة الضوء عليهم، وتضع حلا مناسبا ينصفهم ويعطيهم حقوقهم.   ولقد قمنا بهذه الجولة القصيرة بين المتقاعدين والتي تحمل ملاحظات وتعقيبات حول هذا الموضوع،  المتقاعد الحاج سالم الفتلاوي، (69 عاما) ، التقيناه وهو يراجع احد المصارف لكي يستلم الراتب التقاعدي كل شهرين، وينتظر الحاج -حاله حال معظم المتقاعدين- في طابور طويل ليتمكن من دخول المصرف ويستلم الراتب، وخاصة أيام الأعياد والمناسبات، حيث يتزاحم المتقاعدون  ، وبعد عناء  طويل من تعب الوقوف تمتم الحاج علي بهذه الكلمات: نحن هنا مثل المتسولين ننتظر ونسمع كلاما وتوبيخا من هذا وذاك غير لائق بنا، لقد أفنيت عمري في خدمة بلدي وهذه هي النتيجة ، بعض الدنانير التي لا تسد الرمق، فلم نر زيادة حقيقية، ولا منحا أو قروضا ميسرة وسهلة دون تعقيد، المتقاعدون هنا في العراق عانوا الأمرين وهم في أغنى بلد نفطي في العالم، يعني أنا مثلا أفنيت ما يقارب ثلاثين عاما في خدمة الوطن وراتبي التقاعدي لا يكفي لشهر واحد واعتقد أن هناك الكثيرين مثلي لأننا نعيل عوائلنا، ومتطلبات الحياة كثيرة، من مستلزمات ضرورية الى اشتراك المولدة والإيجار والمواصلات ومصاريف الأدوية، وما الى ذلك، ولن تنتهي المعاناة. الذي يحصل لا يليق بنا وخصوصا إننا كبار السن، ونحن لا نريد الثراء الفاحش من راتبنا التقاعدي، بل نريد فقط أن نعيش عيشة كريمة ونضمن حقوقنا، ونعيش بمستوى لائق، ونحن لا نرضى أن نهمش.   لنطلع على معاناة متقاعد آخر، وكان المحامي سعد عبد العظيم (مشاور قانوني):  إن في جعبتي عدة اقتراحات نرجو من خلال جريدتكم أن تطلع الدولة عليها وتأخذ بها.اـ فتح منتديات تجمع هؤلاء المتقاعدين  كل واحد  حسب ميوله فمثلا يكون هناك  المنتدى الاقتصادي والمنتدى الأدبي والتربوي والسياسي يتجمعون فيها وتكون مجالس سمر يقضون فيها اوقاتاً ترفيهية وكذلك يمارسون هواياتهم وميولهم الشخصية.2ـ تكريمهم سنويا بيوم معين يسمى يوم المتقاعد.3ـ إشراكهم في المؤتمرات أو الندوات  التي تقيمها الدوائر والوزارات واكتساب الخبرة الإدارية منهم وتحفيزهم بمكافآت رمزية. أما الخبير الاقتصادي سامي البكري (الذي كان مع مجموعة من المتقاعدين) فقال: إن احتساب رواتب التقاعد لم يكن منصفا مقارنة بالموظفين بعد الاحتلال، فلقد احتسبوا التضخم الذي أصاب الدينار مقارنة بالدولار فكانت الزيادة مناسبة للموظف  نوعا ما لكن بالنسبة للمتقاعد لم تكن منصفة ، ولقد تمكن مجلس النواب من إصدار قانون تقاعدهم الخاص وخمنوا النسبة   حتى بعدم حضور النائب الى مجلس النواب، في حين أن قانونا يخص شريحة مهمة مثلنا اجل وعدل مرات عديدة   إننا نضع آلام المتقاعدين وهمومهم على طاولة المسؤولين، ولا بد من الإشارة هنا الى أن جميع الدول تتفق على أهمية قانون التقاعد الذي يضمن حقوق المواطنين بعد إحالتهم الى التقاعد، وفي العراق عانى المتقاعدون كثيرا وتواصلت المعاناة حتى بعد إقرار القانون، وهنا نضع الهموم والمشاكل وتعديل القانون أمام مجلس النواب والوزراء من جديد للنظر بعين الاعتبار والإنسانية الى احتياجات المتقاعدين وتوفير ابسط متطلبات الحياة لهم، ففي القانون الدولي ومنذ ولادة الطفل وحتى موته يحظى بمخصصات معيشية فمتى يحظى المتقاعد العراقي بما يكفيه وأسرته حتى يلقى الله تعالى من غير أن يشكو بلده الذي أمضى في  خدمته الطويلة والحسرة تملأ صدره على ثلاثين عاما أو أكثر من عمره قضاها في مؤسسات الدولة ؟ 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram