اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مثقفون إسرائيليون

مثقفون إسرائيليون

نشر في: 19 إبريل, 2011: 07:42 م

فريدة النقاشأطلقت مجموعة تسمي نفسها باسم «روح جديدة» تضم نحو ستين من المثقفين الإسرائيليين اليهود الشباب المنحدرين من أصول عربية مبادرة صاغوها في شكل رسالة مفتوحة إلى المثقفين العرب يدعونهم إلى حوار إقليمي معمق يستهدف دمج اليهود ذوي الأصول العربية والشرقية في تاريخ المنطقة العربية وثقافتها التي هم تاريخيا جزء أصيل منها.
وقالت الرسالة التي نشرها المثقف الفلسطيني أنطوان شلحت «إن هؤلاء المثقفين يتطلعون إلى تصحيح وترميم كل ما تم تدميره في الفترات الأخيرة» على صعيد العلاقات العربية اليهودية بين كل من المسلمين والمسيحيين واليهود. وأشار هؤلاء المثقفون إلى مرحلة ازدهار العلاقة بين أبناء الديانات الثلاثة في الأندلس حيث اتسمت السيادة الإسلامية على اليهود بالتسامح والكرم، وأطلقوا على فترة الازدهار هذه وصف «العصر الذهبي»، ذلك أن المسلمين العرب في الأندلس نسجوا علاقات تعاون وتفاعل خلاق مع كل من المسيحيين واليهود عبر ثمانية قرون أضاءت العالم، وكانت عاملا رئيسيا في خروج أوروبا من العصور الوسطى.. من الظلام إلى النور.وفي إشارة إلى المستقبل كما يتطلعون إليه قال المثقفون إن أساس هذا المستقبل يتمثل في الإعلاء من قيم المواطنة والديمقراطية والعدالة في توزيع الموارد الاقتصادية وتأمين فرص العمل للجميع والمساواة بين الرجال والنساء وقبول بني البشر كافة، بصرف النظر عن معتقداتهم ولون بشرتهم وجنسيتهم ومكانتهم وميولهم الاجتماعية والعاطفية والوصول إلى هذه الأهداف من خلال الحوار المتواصل بين سكان المنطقة كلهم، فضلا عن الحوار مع يهود من جماعات متعددة داخل إسرائيل وخارجها.وتقول الرسالة: إن العرب ارتكبوا خطأ كبيرا بتصويرهم اليهود كافة بعد نشأة إسرائيل على أنهم أوروبيون مع طمس وتهميش حقيقة أن الشرقيين منهم كانوا جزءا أصيلا من تاريخ المنطقة وثقافتها وتراثها، حيث برزت هذه المشاركة في مجالات مختلفة مثل الموسيقى والصلوات الدينية واللغة والأدب، وفي هذا الصدد يدلنا التاريخ الحديث لمصر على الأدوار المهمة التي لعبها اليهود المصريون في كل المجالات من الطب للعلم من السياسة للأدب.وكتب هؤلاء المثقفون رسالتهم بعد اندلاع الانتفاضات العربية في عدد من البلدان ومنها بلد محوري مثل مصر، كاشفين عن أشكال التعالي العنصري لنظام الحكم في إسرائيل الذي يقدم نفسه في صورة ديمقراطية مستنيرة بينما هو يمارس إهدارا فظا للحقوق الاجتماعية والاقتصادية لغالبية السكان، ويهمش الثقافة الشرقية اليهودية والعربية، حيث كان الشعار الإسرائيلي عن وحدة الشعب والإجماع مجرد أسطورة لإسكات الأقليات، وفي كل مرة يفضح مثقف شرقي مسألة وجود عنصرية في إسرائيل سواء ضد العرب مسلمين ومسيحيين أو ضد اليهود الشرقيين يجري اتهام هذا المثقف بأنه إشكنازي «يهودي شرقي» عنصري ومتطرف ثم يكون إسكاته.ويتجاوز بعض الموقعين على الرسالة مسألة التمييز العنصري ضد اليهود الشرقيين إلى موقف أكثر جذرية ناقدا موقف اليسار الإسرائيلي من قضية الشعب الفلسطيني، فهذا اليسار كما تقول الرسالة يبقى مناصرا للفلسطينيين طالما لا يطالبون بحق عودة اللاجئين وطالما هناك جدار وتقسيم، وطالما أن الفلسطينيين متنازلون عن بيوتهم في أحيائهم ومدنهم الأصلية وطالما بقيت إسرائيل دولة يهودية غربية.واتهمت المبادرة بعض فرق اليسار الإسرائيلي بأنها تتسم بنفس العمى والاستعلاء العنصري.لا نعرف نحن العرب إلا أقل القليل عن المجتمع الإسرائيلي، وتكشف لنا هذه الرسالة والمبادرة عن الكيفية التي توغلت بها الثقافة العنصرية والنزعة الإمبريالية التي نشأت علي أساسها إسرائيل ككيان استيطاني عنصري، مشيرا إلى طرق الخروج لكن تبقى إسرائيل ككل مجتمع طبقي في العالم قائماً على الاستغلال وتهميش قطاعات واسعة من السكان هي هنا العرب الذين يعيشون في إسرائيل واليهود الشرقيون الذين نزحوا إليها من كل البلدان العربية ويتعرضون بدورهم للتمييز والاضطهاد جنبا إلى جنب فقراء اليهود الأوروبيين والفلاشا القادمين من أثيوبيا.وتدعونا هذه المبادرة للإنصات ومن ثم لإحياء شعار الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين التي يعيش فيها كل سكانها على قدم المساواة بصرف النظر عن دياناتهم وألوانهم وجذورهم.. وبناء مثل هذه الدولة سوف ينشأ على قاعدة اجتماعية متينة تضم ما يزيد على نصف سكان إسرائيل، ولكنها ليست مع ذلك عملية سهلة بل تحتاج لنضال طويل للقضاء على كل أشكال العنصرية والاستغلال التي قامت عليها إسرائيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram