اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هـل شيـعـت الجماهير أحـزابـهـا السـيـاسـيـة وودّعـتـهـا ؟

هـل شيـعـت الجماهير أحـزابـهـا السـيـاسـيـة وودّعـتـهـا ؟

نشر في: 20 إبريل, 2011: 06:10 م

طارق الجبوريكانت وما زالت السمة البارزة لتظاهرات الاحتجاج العربية ، التي بدأت في تونس لتتطور وتنضج فيها وتتحول الى ثورة الياسمين ، أنها لم تكن مسيسة ولاخاضعة لسلطان حزب او نظام ولاحتى لنقابة او منظمة بحد ذاتها ، فالعفوية أمدت التظاهرات بزخم غير متوقع ، جعلت من احتجاجات ودعوات شباب الفيس بوك ظاهرة جديدة تسود ساحة العمل السياسي العربية وتقوده بدون رابط يجمعها غير التوق الى التغيير والمطالبة بحقوقها المسلوبة في الحريات .
وكان الشباب في كل تلك التظاهرات يتواصلون ويتحاورون على مضامين الشعارات وتطوير مدى الاحتجاجات من خلال اجهزة الاتصال . اسلوب جديد اثبت فاعليته في تونس ومصر وليبيا واليمن والعراق، رغم اختلاف الظروف فيه عن غيرها من البلدان العربية ، فتحولت التظاهرات الى ثورات مرشحة لتشمل بلدان اخرى ، بل إحداث تغيير جذري في كل المنطقة في القريب العاجل.لقد كسرت التظاهرات الشبابية حالات الجمود التي خيمت على اساليب العمل في كل الحركات السياسية دون استثناء ، وإذا عرفنا أن كل الأحزاب في المنطقة العربية بشكل خاص، اليسارية منها واليمينية ، القومية  والماركسية ، العلمانية والدينية ، تعتمد على شريحة الشباب والطلبة لديمومة عملها ، لعلمنا مقدار  ما يواجه هذه الاحزاب من تحديات تتعلق باستمراريتها وديمومة تأثيرها وفعلها في الاحداث التي تمر بها المنطقة ، بعد أن بدأت تفقد الكثير من قاعدتها سواء الشباب غير المنضمين لحزب او حركة سياسية أو القادة الفعليين للتظاهرات أو الفئات العمرية الأخرى من أبناء الشعب ، التي استجابت لنداءات الاحتجاج الشبابية وتفاعلت معها . ربما من المبكر القول بشكل قطعي او جازم بان التيارات والاحزاب العربية القديمة والجديدة انتهت ولم يعد لها من تأثير فعلي ، لكن الشيء الاكيد ان الحركات الشبابية تجاوزت هالة قدسية الايدلوجيات بأنواعها وانطلقت بعفوية لتعلن عن انطلاق عصر مرحلة جديدة عميقة وكبيرة ، كما أنها ، أي التظاهرات الشعبية ، أظهرت الخطأ المزمن والازلي للاحزاب والحركات السياسية العربية المتمثل بجمودها وعدم استجابتها للمتغيرات التي اجتاحت العالم بشكل حقيقي ، وانكماشها على نظريات  ومناهج عمل اثبتت التجارب فشلها ، في نفس الوقت فان الاحتجاجات الشعبية قد عرّت الأنظمة جميعها التي استمدت سر تسلطها على الشعب ، باصطناع معارك  مع اعداء كان الخاسر الكبير في جميعها المواطن الذي تحمل طيش انظمة واحزاب تاجرت بقضاياه لتخوض حروباً لم توفر اهم مستلزماتها المتمثلة بالعنصر البشري ، الذي حولته الى اشبه بآلة تؤمر فتطيع . المهم وفي ضوء ما افرزنه التظاهرات من واقع جديد ، لابد من تساؤل يفرض نفسه يدور حول مواقف الاحزاب السياسية مما جرى ويجري من تظاهرات ؟ وبطبيعة الحال فاننا لانقصد هنا مواقف التأييد التي وجدت بعض هذه الحركات نفسها مضطرة الى اتخاذها لمجاراة الموجة الشبابية العارمة ، بل ان جوهر التساؤل يتعلق في  مدى استجابة الحركات والاحزاب السياسية العربية للحالة الجديدة وما تستدعيه من فهم ناضج تفرض على هذه الاحزاب مراجعة نقدية شاملة لبرامج عملها ونظريتها ، وتتوقف عن سر فقدانها المجس الذي كانت من خلاله تتفهم احتياجات الجماهير فتتجاوب معها ، إضافة إلى مناقشة جريئة لهياكلها التنظيمية وانظمتها الداخلية التي احتفظت بقوالبها القديمة حتى مع ما حصل في بعضها من تغيرات شكلية لم ترتق بكل الاحوال الى مستوى التحدي الذي تواجهه . ونحسب ان مقتل هذه الاحزاب القديم منها والجديد كان وما يزال ، هي في كونها تحولت الى ظل للانظمة في كثير من الاحيان . وسمحت ، خاصة من تسلّمت دفة الحكم منها ، الى ان تحول نفسها الى تابع امين ومخلص الى السلطة واجهزتها . ولأن لامكان للآخر في عقلية وثقافة احزابنا ، فإنها عملت على صب جهودها للاستحواذ على الحكم وتصفية من يخالفها الرأي  وعده العدو الاول لها، والانكى من ذلك أن الأحزاب التي لم يقدر لها لاسباب  لامجال للخوض فيها هما ،تسلم مقاليد الحكم ، الشيوعية بشكل خاص ، تعاملت مع احزاب السلطة في العراق وغيره بكثير من حسن النية التي لامكان لها في العمل السياسي ، كما أن اعتماد اغلب الاحزاب على طابع الشخصنة وتأليه القائد وعدم تخطئته ، أدت في الكثير منها الى الانقسام والتشظي  والضياع في ما بعد . إزاء هذه الصورة المتحجرة لعقلية الاحزاب كان لابد من هزة قوية تصحح الاوضاع الخاطئة التي عاشتها منطقتنا العربية منذ عهود الاستقلال وما تبعها من انقلابات عسكرية .واذا كان الكثير منا قد عوّل على ان يحدث التغيير الذي حصل في العراق في 2003 هذه الهزة ، فان الإجراءات التي رافقت عملية التغيير واعتماد مفاهيم المحاصصات  وغلبة روح  الصراع  بين اطرافها وغيرها قد شوهت العملية السياسية وجعلتها تعاني إشكالات عديدة حالت دون ان تكون في موقع التأثير الكبير في المنطقة . فهذه العملية بدلا من ان تكون مركز استقطاب واسع ، صارت بفعل صراع اطرافها والمحسوبين عليها عرضة لاجندات اقليمية وعربية وخارجية ، عرضتها للخطر في كثير من الاحيان .  لم يكن ازاء ما يشهده العالم من تحولات عميقة ، بُدّ من ان ينهض الشباب بمهمة عجزت النخب السياسية عن إنجازها ، بل عرقلت بأنانيتها مسيرة  الت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram