بغداد/إيناس طارق كان يتكلم مع صاحبه بصوت عالٍ  ليقول له" لما لاننصب سيطرة وسط الشارع ونقضي بعض الوقت بالتكلم مع السائقي ،فبادر الآخر" الشارع لك  والي يعجبك سوي" .هذا الكلام ليس فصلا من مسرحية او نكتة تقال لكسر الملل، انه مشهد حقيقي حدث امامنا عندما كنا نروم المرور من احدى شوارع بغداد الجديدة،
 حيث قام احد رجال الامن وهو بزي شرطة بالنزول الى وسط الشارع ووضع المثلث الفسفوري وعمل على تضييق الشارع ليسمح بمرور عجلة واحدة وبشكل مفاجئ .و لحسن الحظ او لسوئه  كنا نقف بالقرب منه ، بسيارة اجرة ، وفضولنا دفعنا  الى سؤاله بحذر شديد وبابتسامة "ما الغاية من هذه السيطرة في شارع تسير العجلات فيه بانسيابية "؟  لم يتردد الرجل  بالاجابة ليقول "لتقضية الوقت لانه ممل بالنسبة لنا". يشير مراقبون الى ان المواطن يعيش يومياً في كابوس يحسب له الف حساب بسبب المعاناة اليومية التي تسببه تلك السيطرات الامنية حتى باتت تؤرقه ليلاً ويفكر كيف يمكن ان يصل مبكراً الى عمله،وحقيقة هناك الكثير من السيطرات هدفها الاول هو اذلال المواطن واهانته بتصرفات لا تنم عن ثقافة امنية ولاحتى احترام بند واحد من بنود حقوق الانسان ،وعلى الرغم من وجود تلك السيطرات التي لا تعد ولا تحصى إلا أن الخروقات الأمنية للمسلحين  وزيادة عمليات القتل بالاسلحة الكاتمة والعبوات مازالت مستمرة ولم تفلح تلك السيطرات بالقضاء على الارهاب بشكل كامل .rnمضار السيطرات ويؤكدون ان السيطرات الأمنية تسبب أعباء اقتصادية ومشاكل بيئية ونفسية، اضافة الى الصعوبات التي تواجه المواطن.فأن الازدحامات التي تسببها السيطرات ، تفرض اعباء مالية على المواطن من خلال استمرار بقاء محرك السيارات يعمل  لساعات طويلة، ما يستنزف وقود السيارات من جهة ويؤدي إلى زيادة انبعاث  المحروقات الملوثة للبيئة بشكل اكبر من جهة ثانية. والجدير بالذكر ان في بغداد وحدها تنتشر ما يقرب عن (250) سيطرة! .وبحسب الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد فأن "الوزارة  توزع يوميا 15 مليون لتر من البنزين في البلاد، بينها سبعة ملايين في بغداد" ، ويضيف إن "السيارات التي تسير ببطء على مدى ساعات بسبب الازدحامات تستهلك كميات هائلة من الوقود".وفي احصائية تقريبية يبلغ عدد السيارات التي تتحرك في مدينة بغداد 1.5 مليون تستهلك وقودا قيمته حوالي 2.68 مليون دولار يوميا، وفقا لاسعار البنزين المحلية. ويحترق 40% من هذه الكمية تصل قيمتها الى اكثر من مليون دولار، بلا  فائدة بسبب الاختناقات في عموم بغداد.ويبدي عدد من المواطنين  استياءهم من انتشار السيطرات الامنية  وساعات الانتظار الطويلة الذي يقضونها للوصول الى العمل او البيت.لاسيما وانهم يعتقدون ان لا جدوى من وجودها، مؤكدين انهم سئموا مشاهدة رجل الامن وهو يحمل جهاز الكشف عن المتفجرات والذي اثبت فشله في اكثر من مناسبة.  ويشيرعدد من المواطنين الى ان عناصر الشرطة في احيان كثيرة تتكلم في الموبايل بينما يؤخر مرور السيارات في السيطرة. تقول المواطنة ابتسام حسن من سكنة منطقة حي القادسية : يستغرق وقت وصولنا الى العمل ما يقارب الساعتين والمسافة بين دائرتي والبيت لا تستغرق أكثر من نصف ساعة في اسوء الاحوال، لكن السيطرة المتواجدة بالقرب من تقاطع البياع هي المتسببة بزحمة السير.ابتسام تؤكد  أهمية السيطرات وإنها تعمل لأجل استتباب الأمن، لكنها بالمقابل تعتبر تصرفات عناصر الشرطة مستفزة للمواطن.فيما يشير مروان ثامر وهو سائق سيارة اجرة  ان السيطرة التي تقف على الخط السريع المؤدي الى منطقة الغزالية وحي الجامعة تسببت بحوادث كثيرة نتيجة المزاج المتقلب لرجال الامن. ثامر يؤكد ان السيطرة تفاجئ الجميع بأنها في أوقات كثيرة تقطع السير دون مبرر ويتركون السيارات واقفة لمدة ربع او نصف ساعة ومن ثم يعاودون  فتحها وهكذا تستمر اللعبة ، موضحا لقد سببت تلك السيطرات بقطع ارزاق الناس وخاصة اصحاب سيارات الاجرة .اما الطالبة سرى كاظم في جامعة النهرين فتؤكد :نخرج من منازلنا كل يوم الساعة السادسة صباحاً ونحن نسكن في منطقة حي الجهاد والمسافة ليست بطويلة لكن السيطرة الموجودة على جسر الجادرية تفتعل الازدحام بعد ان تغلق المنافذ الثلاث وتفتح مررا واحداً .اما سائق سيارة الاجرة ابو هند فعلق ليقول : سائقو سيارات الأجرة يقضون وقتا طويلا في الزحام وينفذ الوقود . مشيرا الى ان كل سيطرة لها مزاج خاص، عادا وجود بعض السيطرات بغير المبرر لانها لم تلق القبض على اي ارهابي ولم تحبط محاولة تفجير او اغتيال بكاتم صوت على الرغم من وقوفها ليلا نهارا والحوادث تجري امامهم.rnاللجنة الأمنية بينما يشير رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد الى ان عمل السيطرات الامنية سوف ينظم في الايام القادمة من اجل تقليل الازدحامات في الشوارع لانها تتسبب بتأخير للمواطن .عبد الكريم ذرب وفي تصريح لـ(المدى) اكد انه سيتم  نصب الكاميرات التي تعمل بشكل مساعد للسيطرات في مراقبة الشوارع وتنظيم سير المركبات