اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > هذه القمة التي لن تنعقد

هذه القمة التي لن تنعقد

نشر في: 23 إبريل, 2011: 09:08 م

 عبد الزهرة زكيليس في بغداد ولا في أية عاصمة أخرى، ستنعقد القمة العربية المنحوسة. لم تكن القمة تحتاج إلى أزمة العراق ـ البحرين ليجري تأجيلها. لقد كانت التصريحات المنفعلة لبرلمان وحكومة العراق بشأن البحرين،
وبعدها المواقف الأشد انفعالا لحكام الخليج هي الباب الذي انتظرت الجامعة العربية مفتاحه لتخرج عبره من محنة الموعد الذي يزحف والأعذار التي استنفدت والقمة التي لا ينبغي لها أن تنعقد.كان ديوك القمم وطواويسها من رؤساء وملوك هم الأقلية بين دجاجات رئاسية وملكية تشكل الأغلبية التي تأتي بصمت وتذهب بمثله..لتختتم القمم، ولم يبق منها سوى فصل ساخر يخلفه العقيد القذافي بين ملوك ورؤساء لا يقوون على رد السفاهة والإهانات التي يتلقونها من زميلهم، ويبقى فيهم من يداري خجله بالضحك وفيهم من يزعل إلى حين، معللاً النفس بأن لا عتب على سفيه.rnلا ينبغي لهذه القمة أن تنعقد.لقد اختفى عن المشهد كبير الديكة، مبارك، قبل نتف ريش ديك تونس..فيما طاووس القمم السفيه منشغل بفصل دموي أخير، وهو الرئيس السابق للقمة المنتهية ولايتها المكلف بالتسليم للرئيس اللاحق للقمة التي ستعقد لها الولاية.وليس القذافي براغب للحضور في بغداد وليس مزاج بغداد بالمهيأ لقبول وفادة مجنون يلهو بالدم.سوى هؤلاء فإن الدنيا قائمة في أكثر من مكان عربي ولا أحد يعرف كيف ستقعد..فما يحدث اليوم، هنا وهناك في عواصم العرب، هو غير ما كان قد حدث في تونس ومصر..وربما تكون تجربة اليمن أقرب إلى سابقتيها لكن تجربة البحرين، حتى الآن، هي الأشد نأيا عنهما، وبالتالي فإن هذا المناخ المشحون بإرادة التغيير وبتعثرها وبكمون بعضها الآخر لا يدع مجالا للقمميين للتفكير بقمة يعرفون هم أكثر من سواهم أنها لا تقدم ولا تؤخر، وهي بالنسبة لهم ليست أكثر من قطعة حلوى ترمى لترتفع مئات ملايين الأيدي العربية لتتلقفها..لكن الأيدي الآن منشغلة بالتلويح في ميادين التحرير من أجل حرية ما وليس قطعة حلوى.ليس حباً بالعراق جرى التأجيل الأخير..وإلّا ماذا يمكن لعمرو موسى وفريق وزراء الخارجية أن يضعوا من جدول أعمال لقمة لا يُعرَف اليوم من سيغيب عنها غدا..لم تعد فلسطين بالقادرة على تصدر أعمال القمة المنحوسة، لم يعد العراق مادة لكلام مزايدات ومنابزات عاشت عليها قمم ومؤتمرات كثيرة..فيما الأخوة الليبيون يطلبون اليوم قوات برية لتعينهم على سفيههم الوالغ بدمهم، بينما قطر ودويلات ودول أخرى تشارك الجهد الجوي الغربي في العملية التي لم تعد كافية للجم شهوة المجنون للقتل في مصراتة.rnكيف لهذه القمة أن تنعقد؟لنتخيل ملكا أو رئيسا ينتظر دوره في التغيير جالساً في قاعة القمة والى جنبه رئيس طارئ جديد على القمم، كيف يُحتَمَل المشهد؟ لقد استساغ الرؤساء والملوك على مضض وجود العراق خلال قمم ما بعد 2003..لكن الحال الآن يختلف.rnلا يمكن لهذه القمة أن تنعقد.ما يريده القادمون الجدد غير ما يريده هؤلاء الذين تيسّر الأقدار بقاءهم في القمة..وعمرو موسى المنتهية ولايته قريباً لم يعد يفكر على وفق الهوى السياسي التقليدي العربي، وهو يفكر برئاسة دولة ديمقراطية جديدة، ما يزال شعبها متمسكاً بمواقعه في ميدان التحرير لمواجهة أية زلّة من حكامه الجدد قد تفكر بالعودة بمصر القهقرى.هذه القمة انتهت..ومعها يمكن أن تنتهي جامعة الدول العربية بنظامها الميت منذ عقود.لم تعد الجامعة مؤسسة مناسبة لواقع الحال الراهن ولا الواقع المستقبلي الذي تفترضه مسيرة التغيير.فمع التغيير القريب المنتظر في دولتين في الأقل، مثل ليبيا واليمن، ستختل موازين القوى داخل القمة ومعه تتغير صورة العلاقات الإقليمية..ناهيك عن التداخل الذي وضعت قطر نفسها فيه، وهي تقود الأمة في اتجاهين: التغيير والثبات..والتداخل نفسه حدث للسعودية والإمارات اللتين شجعتا تغييراً وتمنّعتا على آخر وقاومتا ثالثاً وتداريان حيرتهما في رابع.كعادتهم يعبث الرؤساء والملوك العرب بالتكتيك على أنه ستراتيج.. فيضيع منهما الاثنان، ولكن هذه المرة قد يضيعون هم أنفسهم، ومعهم تضيع الجامعة العربية.هذه العاصفة، إن استمرت، ولا مؤشر على توقفها..سترمي بالجامعة، بنظامها هذا، إلى حيث يرمي التغيير برؤساء وملوك تتمكن منهم قبضات شعوبهم الملوّحة في هواء الحرية..سيتعرف العرب على مفهوم جديد للتوحد، والعمل المشترك بقي مغيباً عنهم طوال عقود من حكم المنادين بالعمل القومي والوحدة العربية والقضايا المركزية والذين أضاعوا العمل القومي وأضاعوا الوحدة كما أضاعوا القضايا المركزية..وضاعوا هم أخيراً.لتطمئن بغداد..لقد حفظت لها الأقدار ألّا يزورها، حتف أنفها، من شجع عليها وحرّض ضدها..لن تكون بغداد مكاناً لقمة ميتة..فلتنتظر ما لا يقل عن عامين لتكون مكاناً لأول قمة للعالم العربي الجديد، بالقادة الجدد وبمن يستطيع أن يؤهّل نظامه لمواكبة روح التغيير العاصف..ذلك إذا أدركت بغداد طبعا قيمة وجودها في هذا العالم الجديد ورتّبت حالها..وأعدّت نفسها لذلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram