اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مليار دولار تصرف سنوياً على إيفادات لم تجدِ نفعاً

مليار دولار تصرف سنوياً على إيفادات لم تجدِ نفعاً

نشر في: 24 إبريل, 2011: 06:21 م

بغداد/ إيناس طارق جيش من الفقراء يعيش في العراق، فالأيام أثبتت أن الصناعة الأكثـر ازدهاراً عند مسؤولينا هي صناعة الفقراء والمعوزين، ووفق التقارير الدولية الأخيرة فإنهم يشكلون أكثـر من ثلاثين في المئة من سكان العراق، وتؤكد التقارير أن العراق واحد من 22 دولة تضم 166 مليون شخص يعانون من الجوع والفقر،
ولا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، وسط هذا كله أكدت تقارير حكومية أن العراق ينفق نحو مليار دولار، يمكن أن يصدمك الرقم لكنها الحقيقة، العراق ينفق نحو مليار دولار سنويا على ايفادات المسؤولين، هذه الميزانية التي يمكن لها بناء مدينة سكنية يسكنها أهالي حي التنك وحي طارق، لكن الفساد المالي والإداري الذي استشرى في معظم مفاصل الحياة في العراق، وتسعيرة الايفادات معروفة فالوزير يمنح عن كل يوم 600دولار، فيما يتقاضى وكيل الوزير مبلغا اقل نوعا ما، فيما حصة المدير العام 400 دولار يوميا.   ...ومن اجل أن تعم الفائدة الجميع فان عددا من المسؤولين يصطحبون معهم مدراء مكاتبهم والسكرتيرات والحاشية المقربة, بل أن منظمات تعنى بشؤون طبقات مسحوقة في العراق  دخلت على خط الايفادات لنجد أن مؤسسة تعنى بالشهداء  تقدم طلبا لإيفاد عدد من موظفي المحكمة الجنائية العليا وهيئة النزاهة ومؤسسة الشهداء واللجنة الدولية لشؤون المفقودين وبرلمانيين إلى عدد من الدول الأوربية لحضور معرض للصور سيكلف ميزانية الدولة ثلاثة ملايين دولار، ويتساءل المواطن المسكين: من هم هؤلاء أعضاء مؤسسة الشهداء الذي يحتاجون إيفادا إلى  برلين وبروكسل و لاهاي واستكهولم وكوبنهاكن وأوسلو وباريس, لمشاهدة معرض للصور. النائبة مها الدوري طالبت بإقالة رئيس مؤسسة الشهداء بعد فضيحة الايفادات، لكن الحكومة وكالمعتاد "أذن من طين وأذن من عجين" .المناقشات التي دارت في البرلمان كشفت أن مبالغها الحقيقية فاقت عشرات أضعاف المبالغ التي تم تخفيضها من رواتب الرئاسات الثلاث، وطالب عدد كبير منهم بكشف أرقام المبالغ التي تم صرفها على الإيفادات "غير الضرورية"، في حين كان بالإمكان استثمارها لحل معضلات اقتصادية واجتماعية كبيرة تواجه العراق. الإحصائيات تقول إن مبالغ الايفادات والتي تجاوزت المليار دولار في السنة فيما تبلغ ميزانية وزارة الصناعة والزراعة مجتمعتين اقل من نصف ميزانية الايفادات، احد النواب وصف هذه الايفادات بأنها "عبارة عن نزهة للمسؤولين لقضاء الوقت وهو ما يخالف ميثاق الشرف الذي قطعه الوزراء على أنفسهم في المحافظة على المال العام بعيدا عن الرغبات الخاصة والشخصية".rnماذا تعني كلمة إيفاد؟ بحثنا في قواميس اللغة العربية عن معنى كلمة إيفاد فلم نجد لها أثرا في القواميس القديمة، إلا أن القواميس الحديثة وضعت مقابلها كلمة بعثة، ولكننا يمكن أن نعطي تعريفاً مبسطاً للإيفاد بأنه إرسال موظف أو مجموعة من موظفي الدولة إلى خارج القطر لغرض الاطلاع والتدريب واكتساب المهارة والمشاركة في دورة أو مجموعة دورات تدريبية في مجال تخصصهم, فالحكومة العراقية عبر مؤسساتها وعن طريق علاقاتها توفر كل الإمكانات والدعم من اجل أن توفد بعض موظفيها إلى خارج القطر.ولا يختلف اثنان بان الإيفاد عمل رسمي, كون الدولة هي التي تقوم بتكليف هذا الموظف أو ذاك وتوفده إلى خارج العراق, وهي من يتحمل النفقات المالية المترتبة على الإيفاد, وذلك عن طريق عقدها اتفاقيات وبرتوكولات تعاون مع الدول المضيفة, كذلك تتحمل تكاليف السفر والسكن والإطعام ومصروف الجيب وغيرها, وهذا بطبيعة الحال يعني صرفها لأموال طائلة, ولكن للأسف نرى تحول الإيفاد من ميدان عمل رسمي إلى سفرات سياحية وترفيهية مجانية (على حساب الدولة) لبعض الموظفين الكبار  فعند عودة الموظف الموفد إلى العراق لا يعرف ولا يتذكر شيئاً من فترة إيفاده إلى خارج القطر, سوى زيارته إلى عدة أماكن سياحية وترفيهية, وجلبه مجموعة كبيرة من الصور التذكارية التقطت له هناك, وهذا يعني صرف الأموال بدون الحصول على الفائدة الحقيقية والمرجوة من إيفاد الموظفين وان كانت موجودة فهي ضئيلة ولا تلبي الطموح.rnنواب يعترضون حين طرحنا تساؤلاتنا حول أهمية الايفادات في تطوير كفاءة العاملين في قطاعات الدولة وجدنا العديد من النواب يقف موقفا معارضا ويعتبر بعض الايفادات نوعا من الهدر غير المبرر للأموال، فيما قال البعض أنها غير عادلة مطالبا بمساواة الجميع بهذه المنافع، فيما أكد آخرون أن الايفادات تعتمد على العلاقات والقرابة والأحباب من المقربين من المسؤول.  النائبة ميسون الدملوجي عضو لجنة الثقافة والإعلام  قالت  في حديث لـ"المدى" إن الايفادات تتوزع في البرلمان على الكتل السياسية والتي بدورها تقوم بترشيح الشخصيات وإذا لم يتم الترشيح المباشر تجري قرعة بين أعضاء الكتلة ويتم الاختيار الأشخاص حسب هذا السياق.وأشارت الدملوجي إلى أن بعض الأعضاء في القائمة العراقية يتبرعون بايفاداتهم إلى الأعضاء الراغبين بالسفر والتعرف على البرلمانات الأخرى العربية والعالمية وبشكل عام الايفادات قد يفضل بها العنصر الذكوري من قبل الكتل السياسية لأسباب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram