بغداد/ هشام الركابي أكدت مصادر أمنية أن اغلب نسب تعاطي المخدرات هي في المناطق الساخنة والتي تشهد عمليات انتحارية، فيما تشير مصادر أخرى الى ان البعض من الشباب يتعاطون المخدرات في المناطق التي تشهد اختلاطا مع أشخاص من جنسيات غير عراقية. وأشهر الحوادث التي ارتبطت بتعاطي المواد المخدرة في العمليات الانتحارية مع الفتاة رانيا العنبكي في ديالى، التي قالت قبل الحكم عليها بالسجن، انها تناولت مادة مخدرة في عصير دون علمها، قبل ان تصحو وهي بقبضة القوات الأمنية قبل ان تتفجر عن بعد.
ويؤكد مصدر امني لـ(المدى) ان انتشار المواد المخدرة في المناطق الساخنة، بسبب عدم وجود رقابة كافية على حركتها، فضلا عن استخدام المواد المخدرة تلك في العمليات الانتحارية وتنفيذ العمليات الإجرامية الأخرى، وقال ان التنظيمات المسلحة تلجأ دائما الى هذا الأسلوب بسبب تخلي الكثير من إتباعها عن الخط التي انتهجته لان الأجندة التي تحاول تنفيذها في العراق أصبحت مكشوفة لذلك تعمد على استغلال الأعمار الصغيرة بين الفتيان والفتيات وتقوم بتزويدهم بأدوية مخدرة لتمكنهم من تنفيذ الهجمات الانتحارية من دون اي خوف او تردد. وفيما تشير مصادر مطلعة الى ان مناطق أخرى غير الساخنة شهدت تعاطي المخدرات، لكنها بغرض المتاجرة. ويقول ليث قاسم وهو ناشط حقوقي في مدينة النجف، ان المحافظة وبالقرب من المناطق المقدسة تشهد تعاطيا غير مسبوق للمواد المخدرة، وبالاخص تلك التي تأتي مع الزوار الايرانيين، واضاف في تصريح لـ(المدى): الامر هنا في النجف والمدن الدينية الاخرى التي تشهد اختلاطا بين الشباب العراقي وغيره من الجنسيات الاخرى ادى الى اتجاه بعض المراهقين والشباب نحو تعاطي المخدرات، وبالاخص الترياق وحبوب الهلوسة من باب الفضول، لكن هذه الممارسة تحولت فيما بعد الى إدمان، وهذا ما رصدناه من خلال اسعار الحبوب المخدرة التي ارتفعت خلال الفترة الاخيرة مقارنة مع السنوات الماضية. وتحول العراق وبحسب مراقبين، من كونه ممرا لتجارة المخدرات القادمة من افغانستان وايران نحو دول الخليج، الى مستهلك لهذه المخدرات وارتفعت ايضا نسب تعاطي المخدرات في العراق خاصة من الشباب، والأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة لا تمثل ابدا الرقم الحقيقي للمتعاطين، لاسباب تندرج ضمن الاعراف الاجتماعية في البلاد التي تمنع ادخال المدمنين الى المستشفيات للعلاج، باعتبار المدمنين يشكلون "عاراً" على عوائلهم. ويتابع الناشط الحقوقي: ان تجارة المخدرات مربحة جدا، وهناك مافيات في جميع دول العالم، وهي تدير تجارة ضخمة، وتتخذ من غسيل الاموال طريقة لها لتشغيل الاموال الضخمة الناجمة عن تجارة المواد المخدرة، ولا نستبعد انها دخلت العراق، لكن القلق الذي يصيبنا نحن كمؤسسات مجتمع مدني، هي الطريقة التي تدخل بها المخدرات الى العراق، وخاصة مع الزائرين من دول الجوار للمدن الدينية المقدسة، فبعض التجار ينتحلون صفة زائرين ويقومون بالمتاجرة بالمخدرات، وهذا خطر جدا ويصعب اكتشافه، الامر الذي يدعو الجهات الامنية المختصة والامن السياحي الى تفتيش الزوار الايرانيين وتشديد الرقابة في المنافذ الحكومية لمنع ادخال اية مخدرات الى العراق. ومؤخرا ألقت الأجهزة الأمنية المختصة القبض على عصابة كانت تنقل 15 كيلو غراما من مادة الحشيشة المخدرة جنوب الناصرية. وقال مصدر امني فضل عدم ذكر اسمه، إن عناصر شعبة مكافحة المخدرات اعتقلت شخصين على الطريق السريع جنوب الناصرية بعد أن ضبطت بحوزتهما 15 كيلو غراما موزعة بشكل عبوات بزنة 1 كيلوغرام من بودرة الحشيشة المخدرة.
مصدر لـ(المدى): القاعدة تروج المخدرات لتجنيد متطوعين للانتحار
نشر في: 25 إبريل, 2011: 08:36 م