النجف / المدى طالبت الحكومة المحلية في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) بإعداد قاعدة بيانات موحدة لجميع الدوائر لمنع التلاعب بأملاك الدولة والمواطنين، فيما وصف مدير هيئة النزاهة في النجف مزوري عقارات الدولة والمواطنين وبيعها بـ (المافيا) التي تهدد الأمن الاجتماعي.
وطالب رئيس مجلس محافظة النجف الشيخ  فائد الشمري، أثناء استقباله المعاون الفني لمكتب المفتش العام في وزارة البلديات والأشغال المهندسة غيداء عبد الرسول "بإعداد قاعدة بيانات موحدة لجميع العقارات لمنع التلاعب بأملاك الدولة والمواطنين".وأشاد رئيس مجلس المحافظة "بعمل مكتب المفتش العام في وزارة البلديات والأشغال"، مشيرا إلى انه "يجب توفير جميع الإمكانات لتقوم هذه الدائرة بدورها في تأشير حالات الخلل وملاحقة المفسدين". من جهتها أكدت غيداء عبد الرسول ان "دائرة تفتيش النجف رفعت تقارير عدة حول حالات التزوير في قطع الأراضي لا سيما في قضاء النجف والعباسية والمناذرة وهناك إجراءات عدة ستتخذ بحق المتورطين والمفسدين".وقالت عبد الرسول انه "تم استرجاع عدد من قطع الأراضي في الكوفة والحيدرية ومركز المحافظة، وان التنسيق مستمر بين مكتب المفتش العام ووزارة العدل من أجل القضاء على هذه الظاهرة نهائياً".من جانبه قال مدير هيئة النزاهة في النجف ان هناك "مجموعات تقوم بتزوير عقارات الدولة والمواطنين وبيعها وهي في ذلك تهدد الأمن الاجتماعي" وقال امير الشبلي مدير هيئة النزاهة في النجف: أنه "توجد (مافيا) في محافظة النجف تقوم بعمليات تزوير واسعة لعقارات الدولة والإفراد خصوصا من العسكريين وغيرهم من غير أهل النجف الذين حصلوا  على قطع أراض في النجف، تشترك في هذه (المافيا) عناصر وجهات عدة من دلالين وموظفين ووسطاء".وأوضح: إن هذه (المافيا) تقوم بطريقة معقدة عبر دفع رشا تصل إلى 500 ألف دينار للحصول على ملف القطعة المراد تزويرها من داخل المديرية المختصة وبعد ذلك يقومون بلصق صورة مكان صورة صاحبها الأصلي وتزوير أوراق ثبوتية من جنسية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن وغيرها من الأوراق مطابقة لما موجود في ملف قطعة الأرض الأصلية ويقومون بعمليات البيع والشراء من دون علم صاحب الأرض الأصلية".وشدد الشبلي على ان "استمرار هذه (المافيا) بإعمالها يهدد الأمن الاجتماعي في المحافظة وهي في نظري اخطر من شبكات الإرهاب".ولفت الشبلي: قائلا انه "من أجل كشف أعمالها اقترح تشكيل لجان متخصصة من هيئة النزاهة والمفتش العام لوزارة البلديات وابرز موظفي وزارة العدل ومديرية التحقيقات الوطنية والأمن الوطني لمتابعة هذا الملف ووضع حد لتلاعب المجرمين بمقدرات البلاد والعباد". وأشار الشبلي إلى ان "مدير التسجيل العقاري في النجف السابق محمد كرماشة قد تعرض لعمليتين إرهابيتين بسبب كشفه لهذه (المافيا) تم فيهما تفجير منزله مرتين عام 2005، كما ان رئيس محكمة استئناف النجف السابق القاضي موحان الشويلي قتل عام 2004 بسبب تحفظه على ملفات مهمة تخص قضايا تزوير الأراضي وسرقت السجلات من سيارته إذ انه كان لا يأمن عليها ويحملها أينما ذهب.