متابعة/ المدىمن تناقضات المشهد السياسي الحالي أن الكتل السياسية في الحكومة يلعب ممثلوها داخل البرلمان دور المعارضة، ويظهر ذلك واضحا في البيانات والتصريحات الصحفية والتركيز على الإخفاق الحكومي في جميع جوانبه، وسط الضغط الجماهيري على الحكومة بسبب ملفات عديدة في مقدمتها ضعف الخدمات. ويرى عضو دولة القانون النائب عباس البياتي أن الكتلة العراقية أكثر من يمارس هذا الدور وتحاول تضخيم السلبيات عبر وسائل الإعلام لتكون جزءا من المشكلة وليس الحل.
في حين دافع القيادي في العراقية شاكر كتاب في حديثه لإذاعة العراق الحر عن موقف كتلته تجاه الحكومة قائلا إن المالكي شكل لجانا رديفة أمام كل وزارة حتى تهيمن دولة القانون على كل القرارات والبرامج بحسب رأيه.ووصف كتاب موقف كتلته " بانها مابين الجنة والنار ، لا هي مشاركة بشكل حقيقي في الحكومة ولا هي قد اتخذت موقفها الجاد بالمعارضة". لكنه لم يستبعد اتخاذ كتلته قرارات مهمة بينها الانسحاب.ويرى مراقبون أن المحاصصة هي من قادت إلى مثل هذه التناقضات والتي أفرزت أن الجميع حاول الاستفادة من امتيازات الحكومة ، لكن الخلافات بين الكتل ظلت على حالها. ويؤكد عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد الدكتور هاشم حسن أن هذا الوضع جعل الحكومة أمام أزمات كبيرة تعيق تقدمها وقد تنشط أجندات خارجية في مقدمتها الإرهاب لخلخة الاستقرار.ويضيف حسن أن معارضة الحكومة أمر طبيعي لو كانت تنطلق من نوايا سليمة لكن اغلبها تدفعها اتجاهات سياسية واضحة.في المقابل نفت القائمة العراقية وجود أي مباحثات بينها وبين ائتلاف دولة القانون لتشكيل حكومة أغلبية سياسية لتكون بديلة عن حكومة الشراكة الوطنية المشكلة حاليا برئاسة نوري المالكي.وأبدت النائبة عن القائمة العراقية ناهدة الدايني استغرابها من بعض التصريحات التي أدلى بها نواب في ائتلاف دولة القانون حول هذا الموضوع، مشيرة إلى أن الاتفاقات التي جرت في اربيل لم يتم الالتزام بنصفها تقريبا فكيف يتم الحديث عن تشكيل حكومة أغلبية سياسية مع دولة القانون.وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون عزت الشابندر أدلى بتصريحات مؤخرا تحدث خلالها عن حصول تقارب كبير مع ائتلاف العراقية لتشكيل حكومة أغلبية سياسية، مؤكدا في الوقت ذاته أن حكومة الشراكة الوطنية نكتة يجب أن تنتهي، ويجب الانتقال إلى أدب وأخلاق تداول السلطة وليس تقاسمها كما هو حاصل الآن. وترى النائبة عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف أن الحديث عن تشكيل حكومة أغلبية سياسية أمر مرحب به في حال كان سيسهم في تحسين الأوضاع في البلاد، إلا أنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن الوضع في العراق معقد جدا ولن يتغير حتى لو تشكلت حكومة أغلبية سياسية.من جهته يشير النائب عن كتلة شهيد المحراب علي شبر إلى عدم قدرة أي طرف سياسي في العراق على تشكيل حكومة أغلبية، مؤكدا أن تهميش أي جهة سياسية ستكون له تأثيرات سلبية وسيؤدي إلى فشل أية حكومة قد تشكل مستقبلا.فيما يحذر النائب عن الكتلة الصدرية جواد الجبوري من تداعيات سلبية على مجمل الأوضاع في العراق في حال تم الذهاب إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية.وكان مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي كشف عن تقارب بين ائتلافي العراقية ودولة القانون لتشكيل حكومة أغلبية سياسية بدلاً عن حكومة الشراكة القائمة الآن، وفيما اعتبر التقارب بين القائمتين بأنه سيجعل الوضع العراقي أنموذجياً، أشار إلى أن إمكانية اتفاقهما على هذه المسألة وصلت إلى نسبة 99%. فيما توقعت القيادية في حركة الوفاق والنائبة عن ائتلاف العراقية فائزة العبيدي سحب الثقة من الحكومة الحالية بعد 6 أشهر من أداء اليمن الدستوري لوزرائها، وذلك بسبب إخفاقها بتأدية واجباتها.وقال النائب عن دولة القانون عزت الشابندر لـ"السومرية نيوز": إن "التركيب الطبيعي لوضع سياسي نموذجي وسليم في العراق يكمن في التقارب بين العراقية ودولة القانون، وأن ما يجمع بينهما أكبر مما يفرقهما"، مبيناً أن "الرغبة بأن تتكامل القائمتان أكبر من الخلافات القائمة بينهما". وأضاف الشابندر: أنه "حين يقترب الجانبان مع بعض يمكن القول أنهما قادران على تشكيل أغلبية سياسية والذهاب إلى نظام حكومة الأغلبية"، مؤكداً أن "إمكانية حدوث مثل هذا الأمر يصل إلى نسبة 99% لأن هناك رغبة وتوجهاً قوياً للمضي في ذلك، خصوصاً من قبل العراقية باستثناء رئيسها إياد علاوي، مثلما هي رغبة دولة القانون". وأشار الشابندر الى أن "هناك من يضع قدما مع الحكومة من أجل الحصول على الامتيازات الخاصة، ولكن عند الحديث عن تحمل المسؤولية فأنه يعتبر نفسه معارضاَ لغرض تحقيق مكاسب أخرى"، معتبرا أن ""حكومة الشراكة الوطنية نكتة يجب أن تنتهي، لكي يذهب القادة السياسيون إلى إقامة حكومة أغلبية سياسية، للانتقال إلى أدب وأخلاق تداول السلطة وليس تقاسم السلطة كما هو حاصل الآن". وأكد الشابندر أن "على بعض الأطراف السياسية أن تتحمل وجودها في المعارضة وتتنكر لذاتها"، مشيراً الى أن "القائمة العراقية لم نعرف هويتها حتى الآن فهي عند تحمل المسؤولية تكون في المعارضة، وفي حال الامتيازات فإنها تقاتل من أجل أن تحقق امتيازاً لها"، بحسب تعبيره. وكانت حدة الخلافات قد تصاعدت بقوة بين العراقية ودولة القانون، اكبر ائتلافين فازا في ا
كتل سياسية: حلفاء في الحكومة.. معارضون في البرلمان
نشر في: 29 إبريل, 2011: 09:46 م