اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > من هم الشباب الذين فجروا الانتفاضة الشعبية؟

من هم الشباب الذين فجروا الانتفاضة الشعبية؟

نشر في: 2 مايو, 2011: 05:49 م

كاظم حبيب (2-4) لعب الشباب المتعلم والمدرك لمشكلات الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في مصر والمتطلع للخلاص من هذا الواقع المزري وتكريس مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتوفير فرص عمل للعاطلين ومكافحة الفساد السائد دوراً طليعياً ومقداماً في تفجير وقيادة الانتفاضة الشعبية، سواء أكان باستخدام التقنيات الحديثة وممارستها بوعي ومقدرة لتحقيق شبكة
 واسعة من الصلات عبر أدوات التواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات وتطوير العلاقات وبلورة الأهداف والمهمات والاستفادة من تجارب شعوب أخرى، أم بتعبئة القوى الشبابية لتنظيم التجمع والتظاهر في يوم 25/1/2011 من أجل خوض عملية التغيير. لم يكن في بال منظمي هذه العملية أن يتحقق ما تحقق لهم، ولكن سلوك النظام وتداعيات الوضع هي التي سمحت بهذا التصعيد الثوري الناجح. وبهذا الصدد صرح الناشط السياسي وائل غنيم قائلاً بـ "إنه لم يكن يتصور هو ومن معه أنّ الأمر سيصل إلى إسقاط الحكومة بالفعل وتنحي الرئيس. فقط أرادوا أن يضغطوا على الحكومة ليتفاوضوا ويحسنوا أداءهم. لكن الإقبال الشعبي دفع الشارع إلى الارتفاع بسقف مطالبه". (راجع: صحيفة شروق آخر تحديث: الأحد 24 ابريل 2011. القاهرة).  لم تخرج تلك التظاهرات عن الشعارات التي أشرنا إليها في المقدمة وعن طابعها السلمي، بل حافظت عليه بقوة، ولكنها أبدت استعداداً عالياً للدفاع عن نفسها وعن المهمات التي خرجت من أجلها. كان المتظاهرون في الغالب الأعم من النساء والرجال الشباب الذين نصبوا الخيام في ميدان التحرير والذي أُطلق عليه أخيراً اسماً مرادفاً هو "ساحة الشهداء" لكثرة المناضلين الذين سقطوا برصاص الشرطة القناصة والبلطجية. ووفق المعلومات التي توفرت لدى لجنة تقصي الحقائق المصرية فإن الأوامر باستخدام العتاد الحيَّ وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن ميدان التحرير قد صدرت عن أعلى سلطة في البلاد، عن رئيس الجمهورية، محمد حسني مبارك، ووزير الداخلية حبيب العادلي. (راجع: تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ثورة 25 يناير. جريدة الوفد، الأربعاء المصادف 20 أبريل 2011، ص 5). وقد مورس هذا الفعل الإجرامي من جانب قناصة أجهزة الأمن القمعية والشرطة بصورة متوحشة من على سطوح العمارات المحيطة بالميدان ومن شِرف البيوت المطلة على ميدان التحرير والشوارع الفرعية ومن على جسر 6 أكتوبر الذي يمر بميدان التحرير. ونتيجة ذلك أُجبر المتظاهرون والمتجمعون على مغادرة ميدان التحرير في تلك الليلة ليعودوا لاحقاً بزخم أكبر وأروع. والمتتبع لهذه الأحداث يدرك تماماً بأن ليلة الخامس والعشرين على السادس والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير 2011 كانت في واقع الحال:** بداية النهاية والعد التنازلي المتسارع لرأس النظام وحاشيته وحكومته.** إذ بعدها مباشرة رُفع شعار "ارحل .. ارحل يا مبارك" و كذلك شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".** التفاف متعاظم لفئات الشعب حول المتظاهرين لإدراكهم أن النظام لم يعد قابلاً للإصلاح ولم يعد مؤهلاً للبقاء وأنه يستهدف المتظاهرين فرددوا بقوة وبجوقة إنسانية رائعة وصوت هادر ذات الشعارات التي رفعها المتظاهرون "ارحل...ارحل .." مضافاً إليها شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإقامة المجتمع المدني الديمقراطي الحديث وحقوق الإنسان وضد الفساد ...الخ. فما أن نزف الدم في شوارع مصر حتى هبَّ الشعب المصري كله فكان الثامن والعشرون من شهر كانون الثاني/يناير 2011 حيث تَجمعَ المحتجون ضد أساليب العنف والقمع التي مورست ضدهم. لم يكن النظام قادراً على استيعاب تجربة تونس واعتقد بأن الشعب المصري يختلف عن الشعب التونسي وأن محمد حسني مبارك يختلف عن زين العابدين بن علي وكذلك الاختلاف في الأجهزة القمعية، إذ سارع إلى استخدام أساليب القمع المعتادة، فزج بقوات الأمن وجماعات البلطجة في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به لتفريق المتظاهرين بكل قسوة، كما فعل زاهدي وقوام السلطنة في إيران بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا في عام 1953 حين أنزلوا جماعات البلطجة ليفرقوا المتظاهرين ويسقطوا حكومة الدكتور محمد مصدق. في هذه الليلة كان السقوط الفعلي لرأس النظام المصري والحكم الاستبدادي في مصر، لقد داست قوى النظام بغطرستها واستعلائها المشينين على العصب السحري الحساس للإنسان المصري، على كرامة المصريين في تلك الليلة التي أُطلق عليها "موقعة الجمل" إذ لم يُنزف الدم المصري مدراراً فحسب، بل وأهينت كرامة الإنسان المصري الذي لم يكن قادراً على تحملها، فكانت الحرائق في أكثر من 80 مركزاً للشرطة في القاهرة وأكثر من 1200 مركز في جميع أنحاء مصر، وكان الغضب قد تفجر ولم تنفع مسكّنات النظام في تهدئة الشعب، فكان بعدها السقوط والتداعيات المستمرة حتى الآن، كما فشلت مؤامرة سحب الشرطة من المدن لنشر الفوضى في البلاد مما يستوجب زج الجيش ضد الشعب المنتفض.وفي الوقت الذي كان الشباب المصري الذي فجر الانتفاضة الشعبية يسعى لتحويلها إلى ثورة شعبية جذرية، كانت قوى النظام المنهارة تسعى في الوقت ذاته إلى إعاقة هذه العملية وإجهاض جهود الشباب أو إيقاف زخم الثورة وجعلها تسير على طريقة "خطوة إلى الأمام.. خطوتان إلى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram