ترجمة: عدوية الهلالي في باريس، أجرت صحيفة الفيغارو حوارا مع الكاتب الأمريكي العملاق (جيمس ألروي) بعد صدور سيرة حياته الجديدة التي تناول فيها عشقه للأدب ولبتهوفن وللنساء عموما ووالدته –خصوصاً..ولدى سؤاله عن ألروي الجديد وان كان يختلف عن السابق لم يقدم جوابا آخر فهو ألروي ذاته كما يقول وأدبه مغرق
في الحزن وشديد التوتر ومدهش وكلماته تسير في قطار الى الجحيم، فهو كاتب الـ(أنا) كما يطلق عليه رغم انه من طبقة متوسطة ..يحمل كتابه الجديد عنوان (لعنة هيليكر) وهو يحمل نفس اسم والدته التي وجدت مقتولة في ربيع عام 1958 بينما كان ألروي في سن العاشرة ..وتوجد نقاط تشابه كثيرة بين كتابه هذا وسيرته الذاتية التي نشرت عام 1995 تحت عنوان (أماكني في الظلام)، واهم تلك النقاط استذكاره جميع النساء اللواتي مررن في حياته ومازالت ذكرياته معهن تسكن روحه كالوسواس ....ولا يعد كتاب ألروي الجديد كتاباً سهلاً كما انه يخلو من الخيال والأحداث المتسارعة التي اشتهرت بها كتبه السابقة ..ورغم اعتراض ناشره الأمريكي (سوني ميهتا) على محتوى كتابه إلا انه نجح في إقناعه بقوله : " أنا احصل دائما على ما أريده " وهي جملة وردت في الكتاب أصلاً ..كما وردت أيضا على لسان إحدى شخصيات كتابه (تحت عالم الولايات المتحدة) ..يذكر ألروي في سيرته الذاتية انه ابن قس بروتستاني كلفاني من اسكتلندا وكان والده يوصيه بألاّ يخاف أبداً..ومنذ بداياته أي منذ 30 عاما ، اثبت الكاتب العصامي انه لم يتوقف عن نسج كلماته بضراوة وشراسة وأن يشكلها كالصلصال، كما يريد ويختار كل شيء باهتمام كبير حتى اسم اصغر شخصية ثانوية ..كما وصف كيف يغلق عليه باب مكتبه الشبيه بحجرة محصنة لساعات متواصلة يكتب فيها ويقف أحياناً ليمثل بعض الشخصيات الأدبية لشدة جنونه بالأدب..لم ينس ألروي أياً من النساء اللواتي مررن في حياته لكنه ركز بشكل خاص على ذكرى والدته التي كان يحبها إلى درجة العبادة ثم كرهها الى درجة المقت، متمنياً موتها الذي تحقق له بمقتله..في (لعنة هليكير) ، سنجد اعترافات رجل حرم من طفولته وغادر المدرسة في فتوته وافتقد الحب باحثاً عن ملاذه في الخيال وتوهم الأشياء....كان قد شرب وتناول المخدرات وسطا على المنازل أملاً في العثور على أي اثر لأنثى ....وفي قصة ألروي هذه ، يوجد شيء مؤثر حقا ومثير للشفقة ، ويمكن الاستدلال على ذلك من عبارات " مجنون مسكين " و"فنان خائب " و" كبرياء مفرط وغطرسة وعزلة " أو " انا شرير ومستبد ، وتربيت بشكل سيّئ، فانا اجتذب الناس ثم أبعدهم عني .."..رغم ذلك ، وبدلا من الاستغراق في وصف ذاته بأبشع الصفات ، نجح ألروي في تذليل جميع الصعاب بعناد وإرادة حديديين ..كان يفضل العيش في عزلة لغرض التأمل ن وفي كتابه ذكر شيئا عن علاقته بالدين، اذ كانت والدته تتركه في كنيسة لوثرية بالقرب من منزلهم لعدة ساعات ثم تعود لتأخذه ، ويقول ألروي انه لم يعتبر تلك اللحظات يوماًُ واجباً إجبارياً ومفروضاً بل كان يعتبر الدين ملاذا ووجد في سيرته الذاتية الجديدة فرصة أخيرة لتحرير مشاعره كلها ..والغريب في الأمر ان عمله هذا لم يفهم في بلده وتلقى انتقادات رهيبة وساخرة بشأنه، فالولايات المتحدة حيث السلطة والنفوذ لا يمكن التلذذ بالرومانسية وبأن يتحدث الكاتب عن التفاهم بين زوجته الثانية هيلين وعشيقته الشابة جدا اريكا او ان يتحدث بولع عن الدين ، أما في فرنسا فقد حصد نجاحا كبيرا كما شعر في انكلترا بان إدراك الناس قريباً من إدراكه ..ترجمت سيرة ألروي الذاتية (لعنة هيليكر) التي تقع في (278) صفحة الى الفرنسية من قبل جان بول غراتيا وتولت نشرها دار ريفاج الفرنسية للنشر...
(لعنة هيليكر).. لعنة عشق النساء وخيانة الأم..
نشر في: 2 مايو, 2011: 05:57 م