بغداد/ وائل نعمةفي الوقت الذي تتواتر فيه ردود أفعال المواطنين الاميركيين المعبرة عن فرحتهم بمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، اعتبر صالح الحيدري مصرع بن لادن "راحة" سيتمتع بها كل المسلمين في العالم.رئيس الوقف الشيعي صالح الحيدري أكد في اتصال مع "المدى" أن القاعدة هي مافيا تسعى باسم الإسلام لتدمير وقتل وسفك دماء كل من يختلف معهم، وهي لا تحترم ولا تقبل الرأي الآخر. مشددا على أنها سعت في كل مكان من العالم سواء في شرقه أو غربه إلى القيام بأعمال إجرامية باسم الإسلام لقتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية، وكل ما تحت يدهم من منشآت، وزرع الرعب بين الأهالي، ما أدى إلى عزوف الكثير من شعوب العالم عن الإسلام.
وأوضح أن القاعدة أثرت وبشكل سلبي على الجاليات الإسلامية في كل دول العالم، وإنها تعيش بقلق في تلك البلدان، لان المسؤولين هناك ينظرون إليهم نظرة الريبة والخوف، معتبرين أنهم جزء من مخططات القاعدة الإرهابية. عاداً في الوقت نفسه العراق هو الساحة التي استخدمها التنظيم الإرهابي لتنفيذ النوايا التي تسعى إلى إراقة الدماء، مهما كانت، دماء طفل أو شيخ كبير أو امرأة عجوز، والأرقام التي حصدتها القاعدة بقتلها الأبرياء لا يمكن الحديث عنها لأنها بالآلاف ذهبت ضحايا التنظيم الإجرامي.من جهة أخرى أكد رئيس الوقف الشيعي أن القاعدة وزعيمها يمثلون التطرف البعيد كل البعد عن الإسلام، وهو بريء منهم، فهم يفجرون الدور ومكائن الماء والكهرباء باسم الإسلام ويسرقون الدواء من المستشفيات باسم الإسلام، حتى اعتبر العالم أعمالهم أنها لا تمت إلى الإنسانية بشيء وإنها ليست من صنع بني البشر.وذهب الحيدري إلى أن كل الأعمال الإرهابية التي حدثت في العراق كانت بموافقة ومباركة بن لادن، فهو يجازي ويمدح ويدفع الأموال الكثيرة لأجل اقتراف الجرائم بحق الأبرياء. معتبرا أن الإنسانية ارتاحت عندما أصبح هذا الشخص خارج الساحة، والإنسانية تتمنى زوال مثل هكذا عقول متحجرة، تتحدث باسم السنة وتدعي تمثيلها وهي لا تمثل أي مذهب من مذاهب الإسلام المحترمة.من جانب آخر أبدى الحيدري تخوفه من محاولة البعض إثارة الفتنة من جديد في العراق وإشعال فتيلها، بدعوة أن البعض لا يريد خروج المحتل من البلاد، معتبرا أن هذا الحديث غير دقيق لان الجميع يريد للقوات الاميركية مغادرة ارض العراق، وهم بذلك يريدون أن يحدثوا المشاكل لإبقاء القوات الأجنبية في البلاد بينما يدعون عكس ذلك.ولا ينسى رئيس الوقف الشيعي الجرائم التي اقترفتها القاعدة بحق الطائفة المسيحية وتدمير الكنائس، مؤكدا "أنهم حاولوا إثارة العالم الغربي والمسيحي ضد الشعب العراقي، وهم الذين سكنوا مع بعضهم لسنين طويلة، متحابين ومتآخين، وكأنهم جسد واحد".فيما اعتذر وكيل الوقف السني محمود الصميدعي الحديث عن مقتل زعيم القاعدة بسبب انشغاله بمقتل شقيقه يوم أمس على أيدي تنظيم القاعدة.يشار إلى أن معهد "ستراتفور" للدراسات الاستخباراتية المعروف بقربه من المخابرات المركزية الأميركية سرب بعض التفاصيل عن العملية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.وذكر أن العملية نفذتها قوات أميركية خاصة في مدينة أبوت باد الواقعة على بعد 56 كيلومترا عن العاصمة إسلام آباد، وسط معلومات عن تعاون استخباراتي باكستاني في تقديم المعلومات الخاصة بالعملية.وذكر أيضا أن بن لادن كان يختبئ في مبنى جديد لا يزيد عمر بنائه على خمس سنوات، مما يعني أنه أعد أصلا كمخبأ لبن لادن. ونقل تقرير المعهد لشهود عيان في المدينة، أن "طائرات هليكوبتر أميركية شاركت بالعملية، وسقطت إحداها".وينقل التقرير عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "العملية استغرقت أربعين دقيقة اشتبك فيها بن لادن وحراسه مع المجموعة المغيرة التي قتلت بن لادن وعددا من حراسه، وسط معلومات عن مقتل ابنه أيضا لدى اقتحام المجمع".وخرج الآلاف من الأميركيين أمام البيت الأبيض بعيد خطاب أوباما بدقائق محتفلين بمقتل زعيم القاعدة، فيما بثت شبكات التلفزة الأميركية صورا للمحتفلين وهم يلوحون بالعلم الأميركي وينشدون الأغاني، ويهتفون باسم بلادهم.
الوقف الشيعي: مقتل بن لادن "راحة" لكل المسـلمـين
نشر في: 2 مايو, 2011: 08:30 م