المدى الثقافياستطلاع/ محمود النمرباتت نشاطات المنتديات والملتقيات الثقافية بوصفها نوافذ يطل منها المثقف على تفاصيل المشهد الثقافي بالنقاش والجدل الذي يحاكي القضايا الثقافية ويطرح أسئلة لمشاكلها ملحوظة في الفترة الأخيرة إن كان من جهة الاحتفاء بالمنجز الجمالي..
أو من خلال طرح موضوعات تسهم في إغناء المشهد الثقافي.. وبينما وجد البعض فيها حراكاً ثقافياً محسوباً يرتبط في انشغالات الثقافة والمثقف العراقي.. يراها البعض الآخر ترفاً، لا يمكن لأثره إن يستمر مؤثراً، أو أن يحرك البرك الساكنة من اجل دور أعمق للثقافة في عملية البناء الاجتماعي. المدى في هذا التحقيق استطلعت الآراء المختلفة بجدوى مثل هذه الملتقيات لتسهم بدورها في إعادة النظر بأهميتها الثقافية.الباحث والكاتب حيدر سعيد تحدث عن أهمية الصالونات او المنتديات والأسباب التي كانت سائدة آنذاك ثم تحوّل تلك الملتقيات الى محفزات لنزول المثقف وتحريك الشارع ضد الفساد المستشري في دوائر الدولة وقال: هناك تقاليد في المنتديات الثقافية العراقية التي لم تستطع ان تخرج الى الشأن العام، وفي تصوري انها مازالت يديرها المثقف التقليدي الذي يعتقد انه من واجباته البقاء في إطار مناقشة الفن والأمور الجمالية، ولم تذهب هذه المنتديات الى مناقشة الشأن السياسي، وهذا الأمر الأهم، وأعتقد ان جمهور هذه المنتيدات او الصالونات جمهور واسع، لذلك العمل على توريط هذا الجمهور بالشأن العام ولاسيما ان الديمقراطية في العراق تمر الآن بمحنة حقيقية، أنا أعتقد ان الأمر مهم ليس على الوضع الثقافي فقط وإنما على عموم الوضع السياسي في البلاد، المثقف هو أسير قوانين تاريخية عزلته دائما عن الشأن العام، ولكن أعتقد ان تظاهرات 25شباط كانت نقطة انتصار إلى المثقف العراقي، وأخيراً استطاع ان يتحرر من القوانين التاريخية التي حكمته، وقد كانت تظاهرات عن الفساد وتطالب بالإصلاح الحكومي، ولكن سلطات الأمن في النهاية ذهبت الى مقهى المثقفين واعتقلت مثقفين وصحفيين وهددتهم وعذبتهم، المثقف يرصد الحرية والمنطق الداخلي للسلطات هو العذاب للحريات، لأن الحرية هي التي تكشف الفساد وهي التي تكشف احتكار السلطة، المثقف الآن بدأ يلعب دور المغايرة مع ما عرفناه من ادوار المثقف العراقي . فيما أكدت الروائية ميسلون هادي ان مثل هذه الملتقيات هي حلقة الوصل الوحيدة بين القارئ العراقي والكاتب بسبب ضعف توزيع الكتاب العراقي في الداخل وقلة ما يصل منه مطبوعاً في الخارج. وهي ضرورة من ضرورات التواصل بين الاثنين.ولكني ألاحظ ان التخطيط يغيب عن برامج هذه المنتديات فتستضيف من هم أمام النظر فقط .هناك الكثير من الأسماء الكبيرة المنسية هنا وهناك وبسبب الانزواء يتم تجاهلها بالرغم من وجودها داخل العراق..ومن الأفضل ان تكون هناك جهات من داخل وزارة الثقافة تحمل بيدها شمعدان الحنان وتبحث عن هذه الأسماء التي أنارت طريقنا بشموع الكلمات.. ..الروائي نصيف فلك يرى ان تتجاوز هذه الملتقيات الأطر التقليدية التي حكمتها لفترة طويلة من الزمن باتجاه تحسس نبض الشارع قائلا: الفعاليات التي تقوم بها المنتديات او الملتقيات او سمها ما شئت، ففيها الكثير من الاخوانيات وكذلك( العدوانيات) وفيها نوع من التكريم الذي لا يستحقه الكثيرون وفيه نوع من إضاعة وتمضية وقت لأنهم لم يسألوا أنفسهم المسائل الخطيرة مثلا " مصير الديمقراطية في العراق" ؟ لو اسمع احدهم يسأل عن هذا الموضوع المهم المحوري والذي من خلاله الكثير من الأشياء تسقط والكثير من الأشياء تسقط، وكأنما هي نفس النشاطات التي كان يقيمها النظام السابق وخاصة في مجال الأدب، فالأدب العراقي منقطع تماماً عن الشارع، أتمنى ان تقام تلك المنتديات في الشارع مثلا في حديقة الأمة أو تحت نصب الحرية أو في ساحة الفردوس، حتى يشعر المواطن إن الأديب والأدب قريب منه وليس بعيداً عنه، ولا يعيش الأدب في حالة من النفي داخل الوطن، فهناك الكثير من الروايات منفية داخل وطنها والكثير من الشعر يعيش حالة من الغربة، وإذا لم يقرأ ابن الشارع الأدب يبقى أدباً ميتاً.الشاعر احمد عبد الحسين وجد في الملتقيات ظاهرة صحية رغم تكرارها وهي بحاجة إلى حس تنظيمي عال ووجد في نشاط بيت الشعر نموذجا لما يجب ان تكون عليه هذه الملتقيات، حيث قال:إن تكاثر المنتديات والملتقيات والفعاليات هي حالة صحية، ولكن هذه الفعاليات هي مكررة ومستنسخة، ربما هو غياب حس الإبداع بتنظيم الفعاليات للنتاج الإبداعي، ونحن نملك مستويات عالية من المبدعين، ولكن عملية التنظيم تفتقد اساليب جديدة أخرى في إيصال النتاجات الأدبية للقارئ، لقد حاولنا نحن في بيت الشعر ان ننزل الى الشارع، وان نذهب إلى الجامعة وفي المقهى. واعتقد ان هذا أجدى حتى لا تتكرر نفس الأسماء بالنسبة للمشاركين والحضور، علينا ان نجتمع ونناقش مجموعة من الطرق والوسائل لإيصال هذا النتاج، علينا ان نمنح فضاءات أوسع للإبداع وربط جمهور آخر بالثق
كسر ثقافة الغرف الموصدة..الملتقيات الثقافية..بين الأطر النمطية وتحسّس نبض الشارع
نشر في: 3 مايو, 2011: 05:44 م