ترجمة/ ابتسام عبد اللههناك إحساس ما ان فرنسا على أعتاب موجة سينمائية جديدة، لم تنبع من الراديكاليين السياسيين كما جرى في الخمسينات من القرن الماضي، بل من قبل مخرجات شابات يقفن اليوم في المقدمة. والأسماء التي يتم تبادلها اليوم هي: ميا هانسين- لف، ربيكا زلوتوفسكي وكيتل كوبليفير، وقد أثارت أفلامهم الأحاسيس والمشاعر في فرنسا وهي في طريقها الى الانتشار عالمياً.وبطبيعة الحال لا يوجد شيء غير اعتيادي في أفلام المخرجات الفرنسيات. فمن آغنس فارادا الى كلير دينيز، كولن سيرو والى آغنس جاوي، عبرت المرأة – المخرجة عن حضورها في السينما الفرنسية. كما عبر عن ذلك الناقد السينمائي لمجلة الفيلم (بوزييتف)،"إنما ليست موجة بل مطر غامر، ظاهرة ظلت متدفقة منذ أكثر من خمسين عاماً.
وفي الحقيقة بدأ الأمر من عام 1896، فمن يتذكر الفرنسية أليس غوي، أول امرأة- مخرجة ومنتجة في العالم؟في الغالب خريجات الفلسفة أو الأدب- ومنهن على سبيل المثال ربيكا سلوتفسكي، الذي اختير فيلمها الأول "حسناء إيبين، للعرض في اسبوعي المخرجين- مهرجان كان. هناك أيضاً كيتل كويليفر، والتي عرض لها في لندن مؤخراً فيلم "حب كالسم". ومعظم المخرجات الفرنسيات، تدربن على فن الإخراج في معهد الايكول العالي للسينما. أما أليكس ديلابور- (ملائكة) فاختير لمهرجان البندقية في أيلول الماضي.وكانت مساعدة سيلين سكياما، التي أخرجت الفيلم المعروف "زنابق الماء"، وستعود قريباًُ بفيلم،"تومبي"، الذي اختير لمهرجان برلين، هذا العام.ويبرز سؤال في هذا المجال، وهو هل تتشابه أفلام المخرجات؟ أجل هناك ما يجمعهن معاً وهما الحيوية المشتركة والجنس. وبشكل عام فان أفلامهن تتناول موضوعات غير متوقعة."غير المتوقع" قد يكون مفتاحاً لفهم مجموعة المخرجات الفرنسيات. واختياراتهنَّ واسعة المدى وأصيلة. فنجد مثلاً المخرجة كوييفيري في،"حب كالسم"، حيث تدور أحداثه في بريتاني، عن صراع صبي في الـ14 من عمره مع ايمانه الكاثوليكي. أنه موضوع غير مألوف عن سن المراهقة، فقد أخرجت فيلمها الأول في عام 1896 وهي في سن الـ23. وفي عام 1906، قدمت فيلمها الكبير،"حياة المسيح"، وبعد انتقالها إلى كاليفورنيا مع زوجها مدير التصوير هيربرت بلاشي، أخرجت أكثر من 600 فيلم لشركة شارلي شابلن والإخوة وارنر.وكريستوفر ليبارك، الذي يدير "أسبوعي المخرجين" في مهرجان كان الحالي وأول من أسس،"مهرجان أفلام المرأة في عام 1979 المكرس لعرض أفلام المخرجات (مئة فيلم في العام)، تجذب إليها أكثر من 20,000 شخص، يقول :"اعتقد ان النظام الفرنسي يشجع على إظهار المواهب، نساء ورجالاً، عبر تأكيده أن الثقافة فن. وفي الأعوام الثلاثين الماضية، كان التركيز بشكل خاص على مساعدة المرأة لتعزيز موهبتها في السينما. ليس هناك فارق بين الرجل والمرأة في سينما الحاضر".وإن كانت المخرجات يتناولن مختلف الموضوعات، فإن الجيل الجديد منهن يكرهن الأفلام الرومانسية الكوميدية. وقد يعود السبب إلى إن السينما في فرنسا تعتبر فناً وليست تجارة. والمخرجات الشابات هنّ معجبات بمخرجين مثل بريسن، كافاليير وبرغمان، التي تقول:"إن السينما منحتني مسافة صحية عن الدين. والسينما عملية تحررية".إنهن كما يتفق النقاد من نوع آخر فجيرالدين ناكاشي، 30 سنة، حققت نجاحاً غير متوقع عبر فيلمها،"كلَّ ذلك التألق، الذي جذب 1,4 مليون متفرج في فرنسا. ويتحدث عن فتاتين الأولى مسلمة والأخرى يهودية، يحلمان بباريس وشراء الأحذية الثمينة والأماكن المعروفة ولأنهما نشأتا في ضواحي باريس، فإنهنّ يعانين من انتمائهن إلى الطبقة الوسطى، وليستا من النخبة. إنه فيلم يتحدث عن فرنسا التي لا يرد ذكرها في الثقافة الشعبية. وعلى الرغم من إن،"كل ذلك التألق"، هو فيلمها الأول فإنه يعكس حكمة الرجال الكبار. فالحوار حاد وذكي وسريع. انه يتحدث عن شباب فرنسا في الحاضر، هل أفلام المخرجات الجدد، تتحدث عن قضية المرأة؟الجواب إنهن يكرهن عبارة "قضية المرأة"، على الرغم من كونهن الأكثر استقلالاً وحرية. وإن سئلن فتكون الإجابة:"نحن مخرجات فقط. هناك أفلام جيدة وأخرى سيئة". عن/ الغارديان
هل هناك موجة جديدة للسينما فـي فرنسا؟
نشر في: 6 مايو, 2011: 06:13 م