TOP

جريدة المدى > سينما > (ميرال).. دعوة للتعايش السلمي من دون اساءة او ابتذال

(ميرال).. دعوة للتعايش السلمي من دون اساءة او ابتذال

نشر في: 6 مايو, 2011: 06:17 م

ليث عبد الكريم الربيعييستند الفيلم (الايطالي، الفرنسي، الإسرائيلي، الهندي) المشترك (ميـرال: 2010) للمخرج الاميريكي (جوليانشنابيل) الى يوميات كتبتها الصحفية الفلسطينية الأصل (رولا جبريل)، وفيه تقدم القضية الفلسطينية بشكلها الإنساني بعيدا عن الدماء والدمار،
 وذلك من خلال حكاية اربع نساء فلسطينيات تسوقهن ضراوة الحياة الى خلق حالة من التعايش السلمي عبر عدة قرارات قد نتفق او نختلف معها.-الحكاية الأولى: هنديفتتح الفيلم مشاهده بتكفين وتغسيل امرأة عجوز نكتشف فيما بعد انها (هند الحسيني/ هيام عباس) الناشطة الاجتماعية،التي تُنشئ دار الأيتام ومن ثم مدرسة للفتيات بمبادرة شخصية منها وبمساعدة ضابط أمريكي (ويليم دافو)، وذلك عقب تشرّد50 طفلا فلسطينيا في أزقة القدس تصادفهم هائمين على وجوههم وهي في طريقها الى عملها، بعد أن ارتكبت العصابات الصهيونية مجازر بحق عائلاتهم في نكبة العام 1948، وتضطر للاعتناء بهم وتتعهد بحمايتهم وتُغذّيتهم. وبعد ثمانية أشهرِ،تأَخذ َالحسيني تقريبا 2000 طفلِ من الملجأ،وتكون معهد دار الطفل،وتعلم الأطفال معاني السلام والتعايش مع الآخر.- الحكاية الثانية: ناديةيستهل الفيلم حكايته الثانية بمشهد اعتداء جنسي من قبل زوج الأم على (نادية: ياسمين المصري) التي تضطر للهرب من عائلتها لتمتهن الرقص في ملهى ليلي، وتدخل السجن لمدة ستة اشهر بسبب ضربها سيدة يهودية على انفها ترى زوجها يتبادل نظرات الاعجاب بها وتصفها بالعاهرة، وهناك تتعرف الى (فاطمة). وبعد خروجها من السجن تتزوج من مؤذن الحرم القدسي جمال (الكسندر صديق)، وينتهي بها مطاف الصراعات النفسية إلى الانتحار غرقا،وتترك ابنتها (ميرال) التي تنشأ في دار هند الحسيني للأيتام.- الحكاية الثالثة: فاطمة(فاطمة:ربيبلال) ممرضةساعدت مصابين أردنيين علىالهرب بعدما كانوا يقاتلون في حرب الـ1967، وتنضم بدورها الى المقاومة وتودع السجن وتُحكم بثلاثة مؤبدات لزرعها قنبلة في صالة سينما في ذلك الحين يرتادها الجنود الإسرائيليون مع فتياتهم. - الحكاية الرابعة: ميراليركز الفيلم على حكاية (ميرال: فريدا بينتو) كونها تشكل محور الفيلم والرابط بين حكاياته السالفة، وبعدما يقدمها طفلة في دار الأيتام ويتركها ليستعرض الحكايات الأخرى يعود ليقدمها وهي بعمر السابعة عشرة، اذ تهدد دورية إسرائيلية مدرسة الحسيني بالإخلاء ويتم تهديمها على مرأى ومسمع المواطنين، ما يستدعي خروج الطلبة بمظاهرات ضد الجنود الإسرائيليين، وتصاب على اثر ذلك صديقتها، ما يضطرها لولوج خلية انتحارية تؤمن بطريق الجهاد للخلاص من ربقة الاحتلال، وتتعرف على (هاني: ) وتفجر معه سيارة معطلة على الطريق، وتودع السجن ويحقق معها وتعذب بقساوة للاعتراف على اعضاء الخلية، ويفرج عنها بسبب تعرضها للتعذيب.الفيلم ككل محبوك بشكل جيد اللهم الا بعض الهنات التي لم تؤخذ بالحسبان ولم يتكفل السيناريو بمعالجتها، اذ تشكل (ميرال) الرابط بين كل القصص، الا ان حكاية (فاطمة) تأتي هامشية ولولا تعرف (نادية) عليها في السجن لما ورد ذكر لها، فضلا عن الارتباك الحادث في القص بسبب الميل الى الايجاز والاختزال خصوصا في القصص الثلاث الاولى، ويبدو ان المخرج (جوليا نشنابيل) عمد الى ذلك ليعطي لقصة (ميرال) الزمن الكافي في العرض، مما اثر على حجم الادوار وفعلها داخل منظومة الفيلم، ما يخيل ان الفيلم وفضلا عن تعدد قصصه ومحاوره الا انه بدوره مقسوم الى نصفين الاول فيه عدة حكايات لعدة شخصيات، والثاني حكاية واحدة لشخصية واحدة، غير هذا فان المخرج اضفى الكثير من الواقعية على مجريات الاحداث من ناحية شكل ومضمون كل لقطة، فسعى جاهدا وبلغة سينمائية سلسة خلق حالة من التعاطف مع الحدث بمجمله، ولا يدع مجالا للشك بما يولده الاحتلال الاسرائيلي من بشاعة ودمار بين الفلسطينيين، وقد تجسد ذلك عبر الانتقالات المدروسة بين حدث واخر، واستخدام الوثيقة التاريخية لإضفاء الكثير من المصداقية على الحدث، فضلا عن الكاميرا الذاتية التي يبدع في استخدامها في كثير من مشاهد الفيلم، والتي تضع المشاهد مكان الشخصية ما يخلق حالة من التماهي وتبادل الادوار بين المشاهد والشخصية المجسدة.اما على مستوى السيناريو فيبدو ان المخرج اجهد ليجد السبيل في طريقة تقديم ما كتبته الصحفية (رولا جبريل)، الامر الذي احدث بعض الارباك خصوصا في المشاهد الختامية، اذ تتسيد حالة من الرتابة في ايقاع الاحداث، او نوع من الخمول كون ان ما قدم على مدار زمن الفيلم مال الى التكثيف والايجاز الا انه التجأ الى الحشو في النهاية. وعلى صعيد الاداء التمثيلي فان(هيام عباس) تثبت أنها فنانة مقتدرة، وليس من فراغ نجاحها العالمي،فرصيدها السينمائي بلغ (25) فيلما قدمتها بإدارة كبار السينمائيين منهم: جيم جارموش (حدود السيطرةِ: 2009)وعاموس غيتاي (التحرر: 2007) و(منطقة حرة: 2005) وستيفن سبيلبرغ (ميونخ: 2005)، فضلا عن مشاركتها في أفلام: (أمريكا: 2009) للكندية من اصل مصري شيرين دعيبس، و(كل يوم عطلة: 2009) للبنانية ديما الحر، و(فجر العالم: 2008) للعراقي عباس فاضل، و(الجنة الان: 2005) للفلسطيني هاني ابو اسعد، (الحرير الاحمر: 2002) للتونسية رجاء

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram