بغداد/ اياس حسام الساموكأكدت اللجنة المالية في مجلس النواب عدم معرفتها حتى اللحظة بأوجه إنفاق المبلغ المخصص لاستعدادات القمة العربية، التي تبلغ 206 مليارات دينار لهذه السنة فقط، واصفة في الوقت نفسه هذه المبالغ بالخيالية، مشددة على عزمها التحقق من الأمر بعد غلق هذا الملف أما بإقامة القمة أو إلغاؤها. جاء ذلك في حوار عبر الهاتف أجرته "المدى" مع عضو اللجنة فالح الساري الذي أكد وجود متغيرات كبيرة في مدينة بغداد بعد عملية الإنفاق من خلال اكساء شوارع المنطقة الخضراء والطريق التي تربط بينها وبين مطار بغداد الدولي فضلا عن شراء سيارات فخمة امتلأ بها مرآب الجندي المجهول لنقل الوفود.
واعتبر الساري وهو نائب عن الائتلاف الوطني أن استضافة قمة بغداد هي من الأمور المهمة سواء على الصعيد السياسي اوعلى المستوى العربي والإقليمي، مشيرا إلى أن الجميع كانوا بانتظارها في بغداد.وعن حجم المبالغ المنفقة يقول الساري إن لجنته وصلها كتاب من مجلس الوزراء بـ206 مليارات دينار، وبالتالي المبلغ أضيف بالكامل على مخصصات قديمة صرفت العام الماضي دون ان يستقطع منه اي شيء.ونفى الساري علم لجنته بحجم التفاصيل وأبواب صرف المبلغ، سواء كان على البنى التحتية واكساء الشوارع وترميم بعض البنايات أو على الاستعدادات اللوجستية كشراء سيارات فخمة لنقل الرؤساء وبعض المراسيم الخاصة.وتابع الساري بما انه لم يتم عقد القمة العربية مع عدم إتمام هذا المشروع لا بد أن يتم الانتهاء من صرف المبالغ حين ذاك سيكون هنالك تدقيق لاحق لهذه المصروفات، مشددا على ان التكهن بحجم المبالغ التي صرفت والطريقة ومعرفة هل يوجد فساد مالي، قد يكون مبررا في بعض الأحيان ومبالغا فيه أحيانا أخرى، مبينا أن هنالك مبلغا آخر رصد في سنة 2010 يتضمن وضع الاستعدادات للقمة العربية.ووصف عضو اللجنة المالية حجم المبالغ المرصودة لإقامة القمة العربية بالخيالية وتفوق التوقعات، مستدركا بالقول إن المختصين هم من وضعوا المبالغ على أساس الكشوفات والجهات المختصة، الأمر الذي يدعو إلى الانتظار من عملية الصرف حتى تكون هنالك نظرة شاملة للمبلغين اللذين صرفا خلال هذه السنة والتي قبلها من قبل الجهات الرقابية في مجلس النواب والحكومة لاسيما مع وجود حملة كبيرة لمكافحة الفساد المالي يتبناها مجلس النواب ودليله في ذلك ما تمت مناقشته في البرلمان في الفترة الأخيرة من استجواب للمفوضية العليا للانتخابات وقراءة قوانين النزاهة والمفتشين العموميين والرقابة المالية، وبالتالي فان مجلس النواب جاد في تفعيل الرقابة على المال العام.ورد على تساؤل لـ"المدى" حول ما تم تحقيقه من تقدم على صعيد البنى التحتية خلال الفترة الماضية فأوضح الساري أن المتجول في بغداد يلحظ وجود تطور كبير، لاسيما داخل المنطقة الخضراء التي أكسيت شوارعها بالكامل فضلا عن استحداث جزرات وسطية وإلغاء بعض الساحات، مبينا انه في نصب الجندي المجهول توجد ساحة ممتلئة بالسيارات الفخمة ذات اللون الأسود وهي مهيأة لاستقبال الوفود، بالإضافة إلى الطريق الرابط بين مطار بغداد الدولي والعاصمة او الى فندق الرشيد او المنطقة الدولية التي تدعى بالخضراء هنالك اكساء وتشجير وتزيين.وأكد الساري انه من الصعب التكهن بالمبلغ المصروف على هذه الاستعدادات خلال هذه الفترة ومعرفة ما تبقى منه، مشددا على انه لا يستطيع تخمينه، منوها الى انه حتى اللحظة لم يصدر اي قرار لإلغاء القمة العربية، ولكن هنالك فترات تأجيل والتي بدورها قد تعطي المساحة والوقت للجهات المختصة في تنفيذ أعمال تتناسب مع هذه المناسبة.الساري أشاد بهذه التحضيرات معتبرا ان اغلبها هي بنى تحتية تستفيد منها كل العاصمة خلال انعقاد القمة او بعده، متسائلا في الوقت نفسه هل اكساء شارع في هذه المناسبة يعني انه سيصبح غير نافع بعد انتهائها، مشددا على ان العملية هي تطويرية للبنى التحتية، معتبرا اياها موازنة تكميلية اخرى تضاف الى موازنة بعض الوزارات ذات العلاقة.وأكد الساري ضرورة معرفة كيفية الإنفاق من خلال تدقيقه، لكي تستطيع اي جهة أن تضع علامات الاستفهام عليه والتشكيك بوجود فساد وأن تطلع عليه، مناشدا وسائل الإعلام بأن تتخذ الحيادية والشفافية منهاجا لها في طرح مثل هكذا أمور مهمة وتعمل على نقل الحقيقة وحجم المخالفات المالية وكيفية إدارة أموال الشعب.وتشير تقارير صحفية الى أن العراق انفق 450 مليون دولار على غرس أشجار نخيل بمحاذاة الطرق السريعة وعلى إعادة رصف طرق وترميم قصر لصدام لاستضافة القمة العربية التي تأجلت الى العام المقبل.وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه تم إرجاء القمة العربية الى مارس آذار 2012 بعد تأجيلها مرتين هذا العام في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن تجديد العاصمة الذي شمل ترميم ستة من فنادق بغداد الرئيسة وإعادة رصف طريق مطار بغداد احد اخطر طرق السفر في ذروة الحرب كلف البلد الذي يعاني شحا في الاستثمارات 450 مليون دولار.إلا أن علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء قال انه واثق من أن الأموال لم تذهب هباء، موضحا أنه كان من المستحيل تجاهل فنادق بغداد وتركها على حالها.وتم إنفاق 140 مليون دولار من مجموع المخصصات على ترميم القصر الجمهوري الذي كان مقرا للسفارة الأمريكية لبعض الوقت ومقرا للقيادة الأمريكية في العراق بعد 2003.
نائب: البرلمان يجهل مصاريف بغداد على ضيافة القمة العربية
نشر في: 6 مايو, 2011: 08:46 م