عن: أفكار عن العراقمؤخرا اجتاحت العراق، مثل بقية دول الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، تظاهرات مناهضة للحكومة. و رغم أن هذه التظاهرات حملت اسم (ربيع العرب)، فقد بدأ أول احتجاج في تونس في كانون أول 2010، بينما أول احتجاج في العراق كان في 30 كانون ثاني 2011.
في البداية قامت الصحافة الاميركية والبريطانية بتغطية هذه الأحداث مثل صحف نيويورك تايمز وسي أن أن و بي بي سي. في شباط 2011 كانت هناك قصص عن الاحتجاجات، إلا أن تلك القصص انتهت لأن الأخبار تناست هذا البلد. اليوم لا نجد شيئا عن التظاهرات المستمرة في العراق. اظهر مسح للصحف الاميركية الكبرى بان هذه الصحف كانت تنشر الكثير من القصص عن العراق. صحيفة نيويورك تايمز كانت لها 20 قصة ما بين شباط و نيسان، من بينها 16 على الاقل ذكرت الاحتجاجات في العراق، الأولى كانت عن "المالكي يخفض راتبه إلى النصف" في 5 شباط، في الحقيقة لم تكن القصة عن التظاهرات نفسها.الواشنطن بوست كان لها تسع قصص من شباط إلى نيسان، بدايتها كانت أيضا عن قول المالكي بأنه لن يرشح لرئاسة ثالثة. في آذار كان هناك تقريران، ثم واحد فقط في نيسان، وعلى صفحتها على الشبكة "اضطراب الشرق الأوسط و شمال إفريقيا" كان لها رابط واحد لأحدى قصصها عن العراق بعنوان "في الاحتجاجات العراقية، جيل الشباب يجد صوته" في 21 آذار..اما كريستيان ساينس مونيتر فقد نشرت 4 قصص عن التظاهرات في العراق، ثلاث في شباط، وواحدة في آذار ولا شيء في نيسان. أخيرا، صحيفة لوس انجلس تايمز وصحيفة ماكلاتشي، فأنها لم تكتب أبداً عن الاضطراب في العراق. كان لصحيفة نيويورك تايمز الحظ الأوفر في التغطيات لأنها الوحيدة من بين الهيئات الإعلامية التي بقي لديها مكتب في بغداد، إذ أن اغلب المصادر الأخرى كانت قد سحبت مراسليها وأغلقت مكاتبها بداية عام 2008 عند انتهاء الحرب الأهلية.الصحف البريطانية لم تكن أفضل حالا من نظيراتها الاميركية. فقد أرسلت بي بي سي 4 تقارير في شباط، و2 في نيسان اثنان منها عرضت على شاشة التلفاز، بينما لم تنشر صفحتها على الانترنيت شيئا عن العراق. التلغراف كانت لها قصة واحدة هي "مقتل 15 شخصا في يوم الغضب العراقي" يوم 25 شباط. الفاينانشيال تايمز كانت لها أيضا قصة واحدة فقط عن الاضطراب الإقليمي بشكل عام، ذكرت فيها العراق.لم يكن للاندبندنت شيء عن العراق، بينما كان للغارديان قصتان في شباط و قصة واحدة في آذار. أبدت الصحافة البريطانية نفس الاهتمام الهامشي الذي أبدته الصحافة الاميركية بخصوص تظاهرات العراق. حسب (مشروع مركز بحوث بو) الخاص بامتياز الصحافة، فان العراق لم يصل إلى مستوى ابرز القصص خلال اي من تلك الأسابيع. لم يكن هذا مفاجئا، ففي شباط كانت معظم الهيئات الإعلامية تنشر قصة واحدة فقط عن العراق. ترجمة: عبد الخالق علي
صحافة واشنطن ولندن تتجاهلان ساحة التحرير
نشر في: 7 مايو, 2011: 09:26 م