اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > إشكالية الجنس والدين فـي الـفـــن الـتـشـكـيلـــي الأوسـطـــي المعـاصر

إشكالية الجنس والدين فـي الـفـــن الـتـشـكـيلـــي الأوسـطـــي المعـاصر

نشر في: 8 مايو, 2011: 07:34 م

علي النجار 3-3 إننا عبر صورة الجسد لا نملك سوى ضعفنا  ( رولان بارت) يتمثل عرض ختاري في كونه عرضا جسديا إشكاليا بشكل رئيسي،الأزياء التي اقترحتها لهذا العرض ما هي إلا تبرير لتمرير مفهومها الخاص أو ربما العام والسائد عن إشكالية الحجاب في الوسط الفرنسي. فالعرض يظهر الجسد الأنثوي مغطى تماما أو جزئيا
(بما يسمح به عرف الحجاب الإسلامي العام). وتقدمه أيضا برفقة الجسد الأنثوي العاري أو بإكسسوارات تغطي الأجزاء الحساسة منه فقط. عرض مزدوج تتجاور، أو كما تقترحه تتحاور في حدود فضائه ثقافتان متعارضتان، لكن ليس بعيدا عن الجدل الدائر في الوسط الاجتماعي الفرنسي عن حظر الحجاب أو النقاب . لقد تفننت ختاري في تصاميم براقعها،مستعينة بإرثها المغربي والشرقي عموما،حلية تغطي ملامح أجساد ربما هي أجمل من كل ذلك. هي تضعنا أمام مقارنة لما يقدمه الجسد الأنثوي العاري،المكشوف. والجسد المتخفي،أو الملغي بفعل خفائه. ومن اجل أن تكتمل المقارنة’ صممت الفنانة جلابيب تغطيها صور لوجوه نسائية شرقية جميلة،ربما هي نفس الوجوه المحجوبة التي ترتديها أجسادها.                الصورة و كثقافة  معاصرة لا تحتمل فعل حجبها أو طمرها. والصورة البشرية بركة إلهية (وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم). لكنها هنا(في أعمال ختاري) لا تتعدى كونها إعلانا عن بضاعة ثقافية يراد لها أن تخترق إشكالية الحجاب الإسلامي من خلال اندماجها بمشهديه العرض وغير بعيد عن إشكالية تابو الجسد الملغوم دينيا في ارث بلدها الأم (المغرب) وتداعيات تبعاته في بلدها الثاني بإرثه الحداثي ما دام هذا البلد حاضنا لكلا الثقافتين. لكن يبقى السؤال واردا عن كون الفنانة وهي التي تقيم في باريس: هل بإمكانها ان تعرض مشروعها الجسدي هذا المغلف ببضاعة إشكالية أزيائه في بلدها العربي والامازيغي الإسلامي الأم. وهل ستنجو من الملاحقة العرفية قبل الرسمية. أم سوف تواجه تهمة التحريض على ممارسة أنشطة شهوانية بحثا عن الشهرة الإعلامية.للفنانة (شروق أمين) رسم يمثل أربع  نساء بجلسة محادثة عصرية(ساق على ساق) مرتديات ملابس قصيرة تكشف عن بعض أجزاء من سيقانهن. حاسرات الرؤوس،لكن وببراقع هي عبارة عن مناديل  ملونة شفافة قصيرة تغطي الوجوه فقط. فما هو دافع شروق للرسم بهكذا توليفة جسدية. هل لمجرد الدعابة العابرة. رغم كون غالبية الأعمال الفنية التي تناولناها لا تعدمها. فالنكتة أو الدعابة هنا تكشف عن تلاوينها المتعددة وحسب أغراض الفنان الاحتجاجية التعبيرية وبالتوافق وضوابط أوساط حواملها،أو تعارضها. وصورة شروق بوضعيات هيئاتها النسائية لا تختلف كثيرا عن هيئات بعض صور الفنانة العراقية الفوتوغرافية (جنان العاني). جنان هي الأخرى  تتناول في صورها إشكالية الاختلاف السلوكي الشخصي الظاهري والباطني لنسائها المتعددة الأجناس والانتماءات الجغرافية (الشمال والجنوب). إشكالية التعدد الثقافي المتمثل باختلاف مقاييس الأردية والتحفظ أو الطلاقة في الهيئة والتي تفصح بعضها عن  السلوكيات التي تناور مناطق التصادم العرفي الاجتماعي. فالعديد ممن هن محجبات غالبا ما يكشفن أكثر مما يخفين من نوايا حجبهن وللحد الذي أصبح فيه هذا السلوك ظاهرة ملفتة للنظر،وخاصة في الغرب حيث الفرز على أشده. تلك هي أفعال الغريزة المتمردة على ما تيسر من المجالات المتاحة وغير المتاحة ضمن  مساحة مناورة تابو الحظر الجسدي.قدم الفنان العراقي المغترب (علي عساف) صورته الواضحة التفاصيل عن ظاهرة الإرهاب الديني ,وكما تطرحه أدبياته أو تفسيراته أو تبريراته،في صورة هي عبارة عن عمل جسدي تتمثل فيه الثلاثية الكلاسيكية المعروفة والمشاعة عن هذا السلوك،وهي: الفريضة الدينية،ممثلة في الرجل الساجد لأداء الصلاة (حافز العبادة) في مقدمة العمل. والعسكري المقنع الجالس خلفه،المنفذ لإرادة التكليف الديني (الإرهابي). وأخيرا،المرأة في الخلف (الحورية، الجائزة) وان كانت لا تود أن تكونها مثلما هو باد في شكل وضعيتها القلقة. لكنه النص الديني الجسدي الذي ينوه عنه من طرف خفي والملغوم باشكالياته العدمية. فالجنس  حاضر في كل الأفعال الجهادية الإسلامية المعاصرة، بمؤجل الفوز بجائزته الجنسية.       الفنانة الانكليزية الشابة (سارة مابل) تعرضت للتهديد بالقتل على اثر عرضها لرسوم إشكالية. رسومها، وكما يدعي خصومها تمس بثوابت الدين الإسلامي وتتجاوز محظوراته العقائدية. هي لا تعتقد ذلك من وجهة نظرها. إذا نحن أمام إشكالية ثقافية. ما تلتقطه الفنانة من هذه الإشكالية, هو الذي تصوغه رسوما وصورا في أعمالها،وهي في كل ما تفعله لا تبتعد كثيرا عن محيطها الشخصي،ومساحة تشكل قناعاتها الذاتية،حيث تكون هي الموديل إن أرادت صورة لفتاة عصرية. أو والدتها إن بحثت عن محجبة. لكن في كل الأحوال تتعرض هذه الصور النماذج إلى الصيغة المفهومية التي تقترحها الفنانة. ما عرضها للتهديد هو كون  محجباتها(رسومها) لم تتقيد بالصيغ التقل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram