الكتاب: امرأة فريدةالمؤلفة: جاني سكوتترجمة:ابتسام عبد اللهيعرف الناس جزءاً من تاريخ حياة آن دونهام، والدة اوباما،"امرأة بيضاء من كاناس كما أشار إليها باراك اوباما خلال حملته الانتخابية عام 2008، تزوجت من مثقف أفريقي وأنجبت ولداً .امرأة صارمة ربت ذلك الولد وكانت تستيقظ فجراً للدراسة. درست الانثربولوجي (علم الإنسان) وأمضت عدة أعوام في البحث والدراسة في قرى اندنوسيا، وكانت في بعض تلك الفترة، دون ولدها. وعندما بلغت آن دونهام الـ52 من عمرها، أصيبت بالسرطان في عامها الأخير وعانت في سبيل دفع تكاليف العلاج. هذه بعض الأجزاء من حياتها والتي تعطي نموذجاً لتربية الأطفال والام الصالحة.
وكتاب جاني سكوت (امرأة فريدة) يعطينا تفاصيل عن قصة حياة السيدة دونهام. وفيه نلتقي مع امرأة غير اعتيادية، امرأة أطلق عليها اسم،"ستانلي آن دونهام"، لأن والدها يريد ولداً. وآن دونهام سارت على خطى والديها- أم تعمل في البنوك وأب في تجارة الأثاث- منتقلة في عدد من الولايات، حتى استقرت أخيراً في هاواي حيث التقت هناك بزوجيها ونالت شهادتها العليا، وفي ما بعد شهادة الدكتوراه في الانثروبولي.وبعد نيلها الشهادة الجامعية، سارت في طريق أصعب من والديها.. وكانت حركة الحقوق المدنية في أوجها، وكذلك حركة تحرير المرأة، مما سهّل الأمر عليها. وقد تزوجت دونهام رجلاً اسود، وأنجبت، وكانت تضع ابنها في عهدة والديها خلال عدد من رحلاتها إلى الخارج، كي يتعلموا في مدارس أمريكية.وقد تباينت خلفيات حياة والدي دونهام، التي تأثرت بالظروف التي مرّت في كانساس وأثرت على الحياة فيها ومنها، اكتشاف النفط ونهوض الصناعة بعد الحرب، وأيضاً صعود حركة كو كولكس كلان وأنشطتها.أما اندنوسيا التي نراها في الكتاب، فكانت تضم مشاهد العوائل المستقرة في راحة وحفلات أعياد الميلاد، وجلسات القهوة بين الأصدقاء في نهاية النهار. ولذلك بدت الحياة في جاكارتا أجمل والعلاقات أكثر دفئاً مما كانت عليه في ضواحي أمريكا وحتى هونولولو. وبدأت آن دونهام عملها هناك كباحثة مباشرة بعد المذبحة التي تعرض لها الحزب الشيوعي، 1965- 1966 والتي أدت إلى مقتل نصف مليون شخص عبر اندنوسيا. وكان بحثها هناك يتناول دراسة مهنة الحدادة في إحدى القرى، وهو في 1000 صفحة، وهو الذي تقدمت به لنيل الدكتوراه في ما بعد وتناولت فيه مدى صعوبة العمل في جزيرة جاوا الكثيفة الأشجار، التي اتخذت سكناً فيها. وقد صادفتها صعوبات تتعلق بمشاكل تتعلق بانعدام الثقافة في تلك القرى إضافة إلى حواجز الدين والمعتقدات وقلة المعلومات والمعرفة.وقد رأت في ذلك كله حاجزاً أمام التقدم الاقتصادي والقوة. وقد ساهمت هناك في تشكيل هيئة خاصة لمساعدة الفقراء وقد تحول اليوم إلى دعامة أساسية للتنمية.كانت دونهام باختصار منّظمة مجتمع.وكانت الحياة العاطفية دونهام في تلك الأعوام كثيفة وأحياناً عرضية أو قاسية. وكانت فتاة عذراء عندما التقت بباراك اوباما الأب، الذي كان يكبرها سناً ويتميز بشخصيته القوية، وذلك في عامها الجامعي الأول في هاواي. وقد علمت في ما بعد انه كان متزوجاً من قبل بامرأة كينية. وكان واحداً من الشباب الكينيين الذين أرسلوا إلى أمريكا، استباقاً لإعلان استقلال بلادهم.ولكن دونهام، بعدئذ أحبت اندونيسياً يدعى لولو سويتورو، يعمل في شركات النفط، وأنجبت منه ولدها الثاني وقد تم الطلاق بينهما بعد أعوام بسبب خلاف حول نوع وأسلوب الحياة التي تعيشها كزوجة وأم.وقد خصصت المؤلفة كتابها عن السيدة آن دونهام متحدثة الشيء القليل عن ابنها اوباما الذي أصبح رئيساً لأمريكا.ولكن الأمر الملحوظ، أن بونهام كانت على ثقة بابنها وذكائه وشجاعته وجرأته منذ الصغر، وبعض صديقاتها تحدثن قائلات انها فكرت في إمكانية ان يصبح ابنها في يوم ما رئيساً للولايات المتحدة. ولذلك السبب اهتمت بدراسته كثيراً عندما كان في هاواي.وفي نهاية الكتاب، تأتي الأسطر المؤثرة لباراك اوباما شخصياً، إثر مقابلة الكاتبة له قبل تسلمه الرئاسة على الرغم من ذكرياته عن دور والدته. فقد تحدث عن ذكرياته مع والده والحب الكبير غير المشروط الذي كان يسبغه عليه، على الرغم من اختلاف حياتيهما.ولا يبدو الأمر مناقضاً لما علمته والدته منذ الطفولة ويكتب عنها قائلاً:"تحت الاختلافات الظاهرة على السطح، فإننا سواء وفينا الجيد أكثر من السيئ، وبإمكاننا أن نلتقي ونعمل معاً، هذا ما كنت تؤمن به وأؤمن به أنا".rnعن النيويورك تايمز
القصة غير المروية عن والدة اوباما
نشر في: 9 مايو, 2011: 05:35 م