TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > نصير فليح في اعماله الشعرية:ذاكرتي فـي ضواحي بغداد المضببة

نصير فليح في اعماله الشعرية:ذاكرتي فـي ضواحي بغداد المضببة

نشر في: 9 مايو, 2011: 05:36 م

محمود  النمريقول الناقد مالك المطلبي "بصمة الإبهام أو بصمة الإبداع لدى الشعراء تتمثل بالتمييزات النبرية،النبرة هنا ليس بالمعنى الموسيقي وليس بالمعنى الأدبي (الأسلوبي) بل بمعنى الخاص المشبع بالعام .وإذا كان تاريخ شعرنا هو حشد من التكرار النبري فإن هناك من يمتلك وسط هذا الحشد  التاريخي ، نبرته ، فشعر نصير فليح يمتلك تلك النبرة التي انسلت من فجوة احدثها ضغط الشعر، الالتقاطات النادرة عبرة لغة تحتفل بنفسها تلك هي نبرة هذا الشاعر " .
عن الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت لبنان – ومنشورات الاختلاف في الجزائر - – صدرت الأعمال  الشعرية  للشاعر نصير فليح التي تضم مجاميعه الأربع – أماكنهار – الوجود هنا – إشارات مقترحة – دائرة المزولة – وتمثل المرحلة من  عام 1996 – 2009 هذه المرحلة التي  تتجاوز  اكثر من ثلاث عشرة سنة تمثل الجهد الشعري لنصير متمثلة بتطور القصيدة عبر اشكالها المتنوعة في اللغة والصورة ،والاستعارات المتكئة على الارث الشعري الذي ترك بصمة يفهمها المتتبع لشعرية نصير فليح بالاضافة الى لغته الرشيقة واستخدام الصدمة الشعرية في   قصيدة الومضة.كما يشير الشاعر فوزي كريم حول شاعرية نصير فليح "انطباعي الاول من قراءة قصائد نصير فليح ضرب من استسلام لشاعر يلقي حصاة في بئر عالمه الشعري الداخلي ،وينتظر ما يفاجئه من  اصداء ،وهي عادة ما تتردد غائمة،تلميحية،وكأنها تريد ان تلقي الكثير من اعبائها على مقدرة القارىء على التأويل ..ونصير فليح ،في معظم قصائده ،يحاول بغريزة الشاعر ان يحفر في عمق الدلالة ،المعنى ،الرؤيا..". مجموعة ( اماكنهار ) تتشكل في عالم نصير فليح قفزات نوعية نحو عالمه الشعري الذي يزدحم في العوالم المرتبكة بالموت والحروب والشوارع الضيقة ومفردات الفقراء اليومية ،ويحاول ان يزحزح جميع الثوابت من مكانها لايماناته المطلقة بان ليس هنالك من مطلق والأشياء تأتي دائما نسبية ومتغيرة من حال الى حال، وهو يرقب منذ الطفولة الأزقة والشخوص ومدينة الثورة التي ترعرع فيها ويحاول ان يستدرج الزمان والمكان ،التاريخ والماضي ، الحياة والحلم ،الخيال واليقظة ،الموت والنشوء ،البدايات والنهايات ، الشك واليقين، كل هذه المفردات يضعها في قاموسه الممتلئ ،ويرسم عوالمه هو كما يشاء / ارتدي ثوبك البني ،فهو يشبه  الارض ،يوم يقطع  الرمل ايامها ..او ثوبك الابيض ،فالموت والجنس ،كلاهما يأكلان النهار من خصلة الضوء.. هكذا ،حين يغادر الأرض / لن نملك من جنة الشمس /غير ضوء الخزانة ،او سماء الخريف .وهنا  يعلن عن الصيحات او الصرخات التي تنطلق من  مدينة الثورة او بيوت الصفيح وكأنها البوق الذي يعلن عن " مطر .. القيامة" من مدينة الثورة ،الى آخر صيحة من صفيح،تبدى المساء /مرت   عليه البيوت صاغرة ،هباء الحقيقة ،وساعة الأرض، بوق هائل ينفخ الشمس ..وبين صيحة البوق والشمس قطرة واحدة .أما الناقد فاضل ثامر فيصف الشاعر نصير فليح بأنه يتعامل مع الكلمات بدقة واقتصاد وأناقة لتحقيق بنية شعرية تميل الى التشظي من الأطر الخارجية والشكلية في بناء القصيدة الحداثية،فمن خلال ضربات سريعة وبالاعتماد على تجاور او تناوب الصور والملصقات البصرية تتحرك اللغة الشعرية لتخلق صدمة تثير دهشة القارئ وتستفز ردود افعاله الساكنة..".لا ننسى ان الشاعر نصير  فليح مترجم جيد باللغة الانكليزية ،وقد ترجم الكثير من النصوص  وكان أشهرها مجموعة للشاعرة الانكليزية – اميلي ديكينسون – التي تعد من أجود ما ترجم للشاعرة باستخدام لغة قريبة جدا الى النص حسب آراء المطلعين في الترجمة الشعرية . ان الشاعر والمترجم –نصير فليح –اختار هذه الشاعرة لإيمانه بأهمية –اميلي ديكينسون –التي كانت مثار جدل لأكثر من قرن ونصف بل اكثر من ذلك،وهي تستحق ذلك الجدل لما في شعرها من صور ومعاناة وإدراك للحقائق –الحياة والموت تلك الجدلية التي لا تنتهي ،ولقد كان نصير فليح موفقا جدا في الترجمة لانه الشاعر والمترجم الذي يبلغ قيمة النصوص بإدراك شاعر وليس بإدراك مترجم ،لذلك جاءت القصائد  تحل نكهته الشعرية، في قيمة الوعي الشعري والمعرفي واللغوي واستدراك المعنى المخفي في القصيدة، وهذا ما يحسد على الشاعر المترجم ،انها قيمة فنية شعرية عالية الحبكة في العقل الشعري الإبداعي الذي نحن بحاجة ماسّة لإغناء القارئ بالتجارب التي تستحق الذكر في الفن الشعري.ربما أراد نصير فليح ان يمنح  القارئ فرصة أكثر اتساعاً لكي يطلع على منجزه الشعري ،سواء كان هذا القارئ مهتما بحركة الشعر العراقي، او هو يضع مثابة واضحة من مثابات الشعر التي أخذت تتطور بعد عام 3003 حيث صارت فضاءات الحرية أكثر اتساعاً،ولكنها تحمل في هذا الفضاء رغبة لترك بصمة من قبل الذين لديهم حث ومسعى لأن يتركوا بصمة في خارطة الشعر العراقي وهذا ما يحتاج الى قدرات تؤكد رغبات شاخصة في الانهماك الشعري بجميع تنوعاته وتصوراته ويعتمد ذلك على الوعي والمعرفة واصطياد الومضة والإيغال في المعنى وتلك قدرات تثبت بعدما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram