بغداد/ المدى قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة الأميركية، استقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني في قصر السلام ببغداد أمس الثلاثاء، صديقه العزيز شاعر العراق الكبير والمناضل الوطني مظفر النواب.وفي هذا اللقاء الحميم الذي استهل به الشاعر العظيم زيارته الأولى إلى البلد بعد غربة قسرية قضاها في المنافي
وفي دول عربية شقيقة استمرت لأكثر من أربعين عاما، وبعد عناق أخوي طويل، رحب الرئيس بضيفه الكبير، معبرا عن بالغ سروره لرؤية مظفر النواب على أرض البلد التي منحها من فيض إبداعه الكثير ومن زهرات شبابه أجمل السنوات مناضلا حرا ومكافحا ضد الدكتاتورية وحبيسا شجاعا في سجونها.وقال الرئيس مخاطبا الشاعر النواب: لنا أن نفخر بك.. وللشعب أن يعتز بك رمزا في الإبداع وفي النضال، مضيفا: أن شعرك مدرسة تربى على قيمها الثورية الفلاحون والعمال والطلبة وسائر فئات الشعب التي قاومت الدكتاتورية وتحدت جبروتها من أجل بناء دولتها الديمقراطية ومن أجل استعادة حرياتها وكرامتها، لذلك فالبلد الذي احتاج إليك عقودا من النضال ضد الدكتاتورية يحتاج إليك الآن مناضلا مغنيا ومنشدا من أجل الديمقراطية ودولة العدل والحريات.ومن جانبه، عبر الشاعر الكبير مظفر النواب عن سعادته بلقاء أخيه وصديقه الرئيس طالباني بعد هذه السنوات وفي بغداد العزيزة على قلبيهما.وقال: إن كل ما قدمناه هو قليل في حق هذا الشعب وهذا البلد الذي كان في ضميرنا حيثما كنا، مضيفا أن العراق يستحق الكثير من العطاء والتضحية والإبداع، وأن شعبنا يمتلك من الطاقات ما يتناسب وكل هذا.وفي اللقاء الذي حضره عدد من مستشاري الرئيس وكبار موظفي مكتب الرئاسة، تبادل الصديقان، جلال طالباني ومظفر النواب الأحاديث والذكريات المشتركة واللقاءات في سنوات النضال من أجل الحرية والخلاص. كما جرى حديث موسع عن الشعر والتجارب الكبرى فيه وعن تجارب الشعراء من الأجيال التي تلت جيل الشاعر الرائد.وأوعز رئيس الجمهورية بتوفير كل مستلزمات الراحة وما يتطلبه إنجاح الزيارة الأولى التي يقوم بها الشاعر إلى بلده والعاصمة الحبيبة بغداد.وفي ختام اللقاء الحار، ودع الشاعر مظفر النواب الرئيس جلال طالباني الذي غادر في رحلة خاصة إلى الولايات المتحدة لإكمال علاجه.جدير بالذكر أن الشاعر النواب ينتمي إلى أسرة مهتمة بالفن والأدب.وخلال ترحال أحد أجداده في الهند أصبح حاكماً لإحدى الولايات فيها.. قاوم الإنكليز لدى احتلالهم للهند فنفي أفراد العائلة، خارج الهند فاختاروا العراق، وفي بغداد ولد عام 1934، أكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد.وفي عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، اثر تعرض الشيوعيين إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة، لكن النظام المباد حكم عليه بالإعدام، إلا أن مساعي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم إلى المؤبد. وفي سجن نقرة السلمان أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن الحلة.في هذا السجن قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً.وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية. غادر بغداد إلى بيروت في البداية، ومن ثم إلى دمشق، وراح يتنقل بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر به المقام أخيراً في دمشق.
طالباني للنَوّاب: شعركم مدرسة الحالمين بالعراق الديمقراطي
نشر في: 10 مايو, 2011: 10:06 م