TOP

جريدة المدى > سينما > الآخرة .. الحبكة الأمريكية أضاعت الفكرة الفلسفية

الآخرة .. الحبكة الأمريكية أضاعت الفكرة الفلسفية

نشر في: 11 مايو, 2011: 05:32 م

فراس الشاروط بعد أن دنا من الموت وأصبح قريبا جدا منه في فيلمه ( طفلة المليون دولار) هاهو المخضرم (كلينت أيستوود) يعود مرة أخرى وقد تجاوز الثمانين من عمره الى نفس الثيمة مرة أخرى – الموت- وما بعده في فيلمه الجديد (الآخرة) واضعا، فيه الكثير من الأفكار الفلسفية التي تختلج دائما داخل النفس البشرية حول الآخرة، وماذا يوجد بعد الرحيل الأبدي؟
السيناريست الشهير (بيتر مورغان) الذي سبق وان كتب أفلاما مهمة ترشحت لجوائز الأوسكار مثل (الملكة) و(فروست-نيكسون) كتب فيلم أيستوود الأخير هذا عبر ثلاث حكايا تقع في ثلاث مناطق مختلفة ولا يربطها سوى خيط رفيع هو فكرة (الحياة مابعد الموت)، واضعا لكل شخصية حكايتها الخاصة بها فالشخصيات الثلاث عانت الموت أو عايشوه عن قرب، مع أمل بتجاوز هذه المحنة والانطلاق نحو الحياة من جديد قبل الرحيل الأخير، لذا تقودهم مصائرهم للالتقاء في مكان واحد دون سابق تخطيط أو قصد، بعد الكثير من الانكسارات النفسية والاحباطات والآلام والهروب نحو الذات.الحكاية (1)أولى المواجهات مع الموت يدخلنا اليها أيستوود عبر رؤية فنية جمالية متميزة واضعا خبرته الكبيرة في الاخراج، وبمؤثرات تقنية عالية حين صور مشهد اجتياح إعصار (التسونامي) لتلك المدينة الآسيوية الصغيرة ليعطي لنا كمشاهدين قوة هذا الاعصار الذي شاهدناه عبر شاشات التلفاز بتصوير اقرب كثيرا الى الوثائقية، ليغدو –كما هو مشهد اجتياح النورماندي في فيلم انقاذ الجندي رايان لسبيلبرغ- واحدا من أفضل وأجمل المشاهد السينمائية التي صورت خلال الالفية الجديدة، معطيا لهذه الصورة قوة درامية مؤثرة تختلف كثيراً عما شاهدناه خلال الأفلام الوثائقية التلفزيونية.ماريا (سيسيل دي فرانس) الصحفية الفرنسية التي كانت في رحلة استجمام مع حبيبها المخرج التلفازي، وأثناء خروجها للتسوق تقف وجها لوجه مع الموت عند السواحل الآسيوية أثناء إعصار تسونامي، ماريا تصطدم في رأسها بلوح خشبي اثناء جرف التيار لها، تموت لثوان قبل أن تعود للحياة بفضل مساعدة اثنين من البحارة كانا قريبين منها.الموت والعودة، الذهاب نحو المجهول والرجوع منه يحول حياة ماريا إلى سيل من الأسئلة عن الفراق والشعور بترك كل شيء خلفك بلا ارادة منك، ما هي آخر الأشياء التي نراها؟ كيف سنحكي عن ذلك العالم المجهول؟ هل هنالك عالم آخر؟ طبعا حياة ماريا تضطرب وإيقاع حياتها يتغير، قلق، انعطاف في مسيرتها العاطفية والعملية، تبتعد عن عملها كمقدمة برنامج تلفازي، وبدلاً من أن تكتب كتابا عن شخصية سياسية فرنسية مشهورة كما هو متفق مع دار النشر تبدأ بالكتابة عن الموت وتجربتها القصيرة معه.الحكاية (2)مع جورج (مات ديمون) يأخذنا السيناريو الى الحكاية الثانية، جورج هذا حالة خاصة يعيش وحيدا في شقته، يتمتع بقوة استثنائية، فهو يقرأ مستقبل البشر وماضيهم بمجرد أن يلمس أيديهم، يتكلم مع موتاهم، ومع حكايا هؤلاء الناس يتعذب جورج كثيرا في كل مرة يقرأ لأحدهم عن الشخص العزيز الذي غادره، لذا يهرب من هذه الموهبة الآلهية، من شبح الموت المخيم على حياته ليصبح مجرد عامل بناء، رافضا مشروع شقيقه بافتتاح مكتب خاص لقراءة طالع البشر ويدر عليهم أرباحاً خيالية.مع هذا فجورج بين الحين والآخر وتحت ضغط البعض يضطر لقراءة الطالع مجانا، وكلما يجابه الموت يندم لانه يريد أن يقطع الصلة مع الموت ولا يريد مجابهته الا في نهاية حياته.الحكاية (3)التوأمان ماركوس وجيسون يعيشان حياة قاسية مع أم مدمنة على المخدرات وجهود شبكة الرعاية الاجتماعية التي تحاول الحفاظ على حياة الصبيين وسط لندن العاصمة، في إحدى المرات تطلب الأم من جيسون أن يجلب لها علاجا من الصيدلية، في طريق العودة يتعرض لتحرش بعض الصبية، يهرب منهم فيتعرض لحادث سيارة، يموت على أثرها.بعد رحيل جيسون يعيش ماركوس وحيدا مع ذكريات شقيقه وقبعته التي يعتمرها ولا تفارق رأسه، القبعة شعور بوجود نصفه المفقود الذي سرقه الموت باكرا، لذا يحاول بطرق شتى أن يجد مخرجا ما لاستعادة شقيقه أو الالتقاء به، كان جيسون ليس توأمه فقط بل راعيا له، السند الذي يستند إليه، والفراغ الذي تركه كبير جدا، يبدأ ماركوس بقراءة الصحف والبحث عبر شبكة الانترنت عمن لديه القدرة على معرفة القدرة والتواصل مع العالم ألآخر، حتى يعثر على صفحة (جورج) الشخصية عبر الشبكة الاجتماعية يوم أسس مع أخيه مكتباً لقراءة الطالع، ثم في ما بعد سيلتقي بجورج ويخبره بما يقوله جيسون الموت لماركوس الضائع، أتركني وابدأ حياتك.الحكاية (4)في لندن يجمع أيستوود أطراف خيوطه الثلاث المتفرقة في معرض الكتاب الدولي، ماريا تحضر لتوقيع كتابها الجديد (الآخرة) عن الموت وما بعد الحياة الأبدية، جورج هاربا من إلحاح أخيه وعالم من يعرفوه من عالم المجهول/ الموت إلى عالم المجهول/الحياة، ماركوس الطفل يبحث عن خيط تواصل بنصفه المفقود فيتعرف على جورج الذي يتعرف على ماريا.بعد الحاح الصبي يضطر جورج الهارب من الموت الى العودة اليه ثانية، فلا مهرب من مواجهة القدر، فيقرأ للصبي مايريد معرفته عبر تواصله مع روح شقيقه المفقودة، شيء ربما استعاد به ماركوس توازنه النفسي في النهاية، ماريا تلتقي بجورج ولأول مرة يلمس يد أحدهم بلا رعشة الموت واقتراب الأرواح، انها لمسة الحياة والمضي نحو الحب.ثيمة (الموت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram