TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الشخـصيـة الإزدواجـيـة..من علل جـامـعاتـنا الـعـراقـيـة في ضـوء فـرضـيـات (واقـعـيـة)

الشخـصيـة الإزدواجـيـة..من علل جـامـعاتـنا الـعـراقـيـة في ضـوء فـرضـيـات (واقـعـيـة)

نشر في: 11 مايو, 2011: 05:55 م

د. محمد حسين حبيب يرى علماء النفس في قدرة بعض الأشخاص على التأقلم بين شخصيتين متناقضتين وهم بكامل وعيهم ، سببه يرجع إلى وجود مساحات واسعة في الدماغ موجودة أصلا في الإنسان عموما .. إلا أن هؤلاء الازدواجيين لا يستخدمون سوى جزء يسير منها .. وإنهم أيضا يعيشون صراعا مريرا بين ( أناهم ) ذاتهم الأصل و ( قناعهم )
الذي تفننوا وبرعوا في ارتدائه لحظة يشاءون .. وهذا ما يسمى أحيانا بـ ( الفصام  : schizophrenia ) وهو مرض نفسي يتفاوت استفحاله من شخص لآخر وفقا لحالته وعمر استفحال المرض عنده .. (يظهر المرض أول الأمر كتدهور تدريجي في سلوك الشخص أو انقطاع فجائي من الواقع فيبدو الشخص طبيعيا يوما ويمرض اليوم التالي وفي حالات أخرى يكون الشخص غير طبيعي في الذود عن نفعيته المصالحية وبشكل علني ) مما يثير دهشة واستغراب أقرب المقربين لديه وممن هم حوله أو ممن يعرفوه منذ سنوات عديدة . يؤكد الباحث (جنبلاط الغرابي) "إن الشخصية الازدواجية  تمثل مظهراً من مظاهر الشخصية غير السوية، كان لابد في بادئ الأمر بيان المعنى الذي نريد تبنيه في بحثنا والإشارة الواضحة إلى أساسيات ومنابع هذا الاتجاه من داخل النفس وخارجها، حيث انه لا يمكن فرض الازدواجية كصفة عامة او خاصة من دون بحث عن الجذور المؤدية لهذا التوجه. الازدواجية التي نعني بها في هذا المقال هي ما يقع من الفرد من أطروحات وأفكار تناقض أفعاله وسلوكياته،وعلى سبيل المثال الشخص الذي يطلب من الآخرين العمل بالأدب والأخلاق ولا يقوم بتطبيق هذا الأمر مع نفسه، او يحاول ان يتظاهر أمام الناس بالكرم والشجاعة مع انه لا يملك هكذا صفات. وفي الواقع ان هذه الحالة لها نسبة متغيرة من فرد إلى آخر، فهناك ازدواجية عميقة جداً عند البعض قد تصل إلى مرحلة الثبوت الدائم في الشخصية،لذا يمكننا ان نصفها بأنها مرض. اما حالات الازدواجية البسيطة والتي تراود الشخص من وقت إلى آخر، فلا تجسد المرض بقدر ما هي أعراض مرتبطة بالوضع الخارجي، أي الاجتماعي، ونستطيع ان نطلق على هذا الحالة (الازدواجية بالاستعانة). علماً ان أطلاقنا هذا اللفظ بني على سبب ارتباط الازدواجية بموضوع عابر،فقد يحتاج البعض إلى أن يكون ازدواجي الشخصية من اجل حل مشكلة معينة او لمعالجة ظرف طارئ. " . فيما يرى الدكتور (محمد عبد المنعم) في الشخصية الازدواجية انها (شخصية مضادة للمجتمع السوي). ونحن نرى : ان إزدواجية الشخصية أصبحت مرضاً مستشرياً عندنا  ولم يعد بالإمكان السيطرة على مثل هذا الوباء  في مجتمعنا العراقي . هذه المقدمة المختصرة سقناها عن مفهوم الشخصية الازدواجية وآثارها السلبية على المجتمع بشكل عام .. فكيف يكون حالنا إذا استشرت مثل هذه الشخصية في حرم أكاديمي جامعي عراقي تحكمه العلمية والقوانين والنزاهة ونبل الأداء السلوكي وإخلاص المنتسبين للحرم الجامعي العراقي وفي مقدمتهم ( الأستاذ الجامعي ) بوصفه قائد هذا الركب الخير والمؤمن والمنتمي لأخلاقيات الدين والمعتقد والأعراف الاجتماعية المسؤولة والمنضبطة استنادا إلى صدق النوايا وشرف المهنية العالية المحتكمة إلى الموضوعية أبدا، ومهما كانت التضحيات ، لان (العلم) في هذا الرواق الجامعي له قدسيته وهو فوق الجميع ، ولان (العلم) أيضا لا يشخصن أو يؤدلج أو يمنهج وفقا للعلاقاتية (المعلولة) والنفعية (الشخصانية) المعلنة منها أحيانا ، والمسكوت عنها أحيانا كثيرة . واحدة من علل حرمنا الجامعي العراقي – مع الأسف – هي ظاهرة الازدواجية في تعامل شخصية مثل الأستاذ الجامعي التدريسي سواء مع أقرانه عامة ومع طلبته خاصة ومنهم طالباته تحديدا ، فلا يقبل المنطق ولا الدين ولا العرف إن يتحدث الأستاذ محاضرا بشفافية لكن مبطنة عن العلمية والموضوعية وفي الوقت نفسه يحاول أن يمد علاقات نفعية شخصية مع الطلبة ومحاولة التغرير بالبعض إشباعا لغرائزه ولذاته المقيتة لدرجة عقد صفقات منافعية بين الطرفين .. الكل يعلم أن الطالب والطالبة همهما في النهاية النجاح والقبض على الشهادة الأولية منه والعليا . إلا بعض منهم و (منهن) مع الأسف يسقطن في فخ هذه الازدواجية التي يشرنق بها الأستاذ طالبته المسكينة وخاصة تلك التي تعترف بضعف علميتها وتعتقد أنها هي التي من تنتصر في النهاية إذا ما نجحت في إرضاء تهديفات أستاذها المريضة .. هذا التغرير واستغلال العلم إشباعا لذاتية معلولة هو ازدواجية واضحة لكن المعلن هو قناع الخلق والورع والشفافية . ترتكز هذه الشخصية الجامعية (المزدوجة) المتخذة من أقصى (مقصوراتها) منبرا (ترشح) عبره الانتماء للثقافة وتغوينا بشكلها (الطاووسي) المبهرج وهو يشع (حفنة) من المتشدقات الكلامية (الجعجعة) قناعا لها .. وهي ترتكز أيضا على تاريخ من (يباب) انتمائها والإلحاد المعلن والسخرية من المعتقدات والأديان السماوية علنا ، مع محاولتها لإشاعة (ثقافة الإلحاد) عبر (جرعات) و (حقن) لفظية كلامية مزوقة  وداخل قداسة الدرس الأكاديمي المحصن .. مثلما ترتكز هذه الشخصية الازدواجية أيضا  على تاريخ من  التحولات والتناقضات والانتماءات (المتضادة) فكريا وسياسيا وثقافيا .. وهي تركز أيضا – هذه الشخصية ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram