عن:نيويورك تايمز في بلد تتغير فيه موازين القوى عدة مرات كل يوم، وتقف طوابير من السيارات لساعات طويلة بانتظار ملء خزانات الوقود، يبدو التدخين مسالة بسيطة قياسا بالأمور الأخرى. علبة السكائر تكلف 25 سنتا. انها متوفرة في كل مكان، على الأرصفة وفي المحال. ويمكنك أن تدخن قدر ما تشاء في اي مكان تشاء، في الباص، في المصعد، في المستشفى، وخاصة داخل قاعة البرلمان العراقي.
أعضاء البرلمان يحاولون منع التدخين في الحياة العامة. البرلمانيون ينظرون في قانون يمنع التدخين في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية وفي الكثير من الأماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي.وسيتم منع تعليق إعلانات السكائر التي تملأ صالات البليارد في المناطق التجارية في بغداد. وسيتوجب على شركات السكائر ان تطبع تحذيرات أكثر قسوة. يقول جواد البزوني، عضو اللجنة الصحية في البرلمان " هذه قضية مهمة. وسيتمكن المواطن من ان يشتكي على المدخن وسيكون القانون الى جانبه، مما سينعكس ايجابيا على الصحة العامة". الا ان بعض العراقيين يعتقدون ان جهود البرلمان هذه مضيعة للوقت، وان هناك مسائل أكثر أهمية من التدخين، مثل السماح ببقاء القوات الاميركية بعد موعد الانسحاب المقرر نهاية العام. ان احتمال تمرير قانون منع التدخين يبدو ضبابيا. خلال الأشهر الستة منذ ارتباط الفئات المتنافسة في حكومة شراكة، مرر البرلمان العراقي نحو عشرة قوانين لم يكن اي منها فيه خلاف.لقد مرروا الميزانية، والغوا بعض إجراءات عهد صدام حسين وتحركوا لتقليص رواتبهم الخاصة وزيادة الإعانات العامة استجابة لنداءات إصلاح الحكومة. وبعد جدال مرير وافق البرلمانيون على إجراء لاختيار نواب رئيس الجمهورية. خلال ذلك، تحرك القادة العراقيون بشكل بطيء الى حل الوضع المتنازع عليه في مدينة كركوك. لكنهم لم يسموا وزراء الدفاع والداخلية، تاركين هذه الوزارات شاغرة مما سبب تذمر العراقيين من أعمال العنف والاغتيالات التي اوعزوها الى عدم تسمية مرشحين لهذه الوزارات. يقول المواطن عبود الدليمي الذي يتناول النركيلة في احد مقاهي بغداد "هناك قضايا أكثر أهمية يجب النظر فيها. على الحكومة تمرير قوانين تخدم الشعب. لدينا أكثر من ثلاثة ملايين عاطل عن العمل، والقادة مشغولون بمثل هذه القوانين".يقول صاحبه عباس الجنابي "هذا غباء". السيد الجنابي، 46 عاما، كان يدخن علبة سكائر واحدة كل يوم على مدى خمسة عشر عاما قبل 2003. لكن بسبب الفوضى التي عمت البلاد، فقد أغلق معمله وباع بيته وسافر الى خارج البلاد، و بدأ يدخن أكثر. اليوم عاد الى بغداد ويعيش في شقة صغيرة. يقول انه يدخن الان أربع علب من السكائر يوميا وهو يبحث عن عمل. ترجمة عبدالخالق علي
البرلمان يدرس حظر التدخين وعراقيون يرونه " مضيعة للوقت"
نشر في: 13 مايو, 2011: 09:51 م