ترجمة: عدوية الهلاليعبر جمعيتها التي أسستها للدفاع عن الطفولة بكل ما أوتيت من قوة ...وعبر روايتها التي تحمل عنوان (الصامتة) ، تمد انجوليه يدها محاولة إنقاذ الأطفال من الكوارث التي تحيق بهم ..منذ وفاة والدها ، فقدت ( نابي اوبيرن ) –بطلة الرواية – إحساسها بطفولتها كبقية الأطفال ، وأدركت انها سينبغي عليها ان تنمو وتكبر دون دعم او حنان ابوي، لذا عاشت سنوات طفولتها الغضة رهينة للخوف والحرمان ...
في الصفحات الأولى من هذه الرواية ، يمكن ان نجد الكثير من الغرابة والتأثير بسبب الذعر الذي افسد حياة الفتاة الصغيرة .." أخشى في كل لحظة من كف يمكن ان تهوي على وجهي او جسدي "..كان يمكن ان تصدر مثل هذه العبارة فقط من فم الطفلة التي لا تتحدث الى احد ابدأ فهي لا تثق بأي من البالغين ولا تجد بينهم من يمكنها ان تودعه أسرارها بل تعتبرهم أعداء لها أحيانا وخاصة البواب والخباز والمساعدة الاجتماعية .. في احد الأيام ، تتحدث معلمة الفتاة الصغيرة عن الخوف فتبدأ الفتاة الصامتة ابدأ حديثاً يصعب إيقافه عن الذعر والجوع والعنف ويبدو من خلال حديثها ان لديها الكثير لتقوله وتعبر عنه لدرجة أذهلت طلبة صفها وأصابت معلمتها بصدمة فتسمرت شاحبة تماما أمام لوح الكتابة الأسود وهي تنصت الى حديث الطفلة الغريب ..يظهر لنا من الرواية ان نابي اوبيرن يمكن ان تمتلك كل الأعمار فهي " ام صغيرة " حين تهتم بأخيها الصغير من والدتها ، وهي أشبه بزوجة لزوج والدتها المتطفل عليها ..كما انها كبيرة في نظر معلمتها بسبب نتائجها الدراسية ومستوى ذكائها الذي يفوق كثيرا مستوى زميلاتها وزملائها في الصف رغم صغر حجمها بالقياس الى احجامهن اذ تبدو يانعة جدا ..ويلاحظ منذ البداية ان لهذه الرواية نهاية معروفة ويمكن كشف النقاب عنها بسهولة، ففي نهاية مطاف كل عذاب كبير ومواقف طفولية مرعبة هناك يد تمتد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا ما سيحدث مع بطلة الرواية حتما ..اذن ، يمكن ان نستنتج من كل ما سبق أسلوب المعركة التي تخوضها كاترين انجوليه ضد كل ما يهدد امن وسلامة الأطفال كونها صاحبة جمعية أسست منذ عشرين عاما هدفها كفالة الأطفال ورعايتهم فضلا عن كونها كاتبة بارعة تضع اليوم موهبتها في خدمة أهداف جمعيتها وقضيتها الأهم –الأطفال -...وهاهي تضع ضمن صفحات روايتها ذات الإيقاع الموزون ببراعة إبداعا وعبقرية فذة مصدرها سرعة تأثرها بمعاناة الأطفال ما يدفعها الى وصف كيفية اكتشاف طفلة صغيرة أهمية الخروج من شرنقة الخوف عبر التعبير بالكلام عن أسباب خوفها والانتصار عليه بالخروج من سجن الصمت ...(الصامتة) هي رواية حديثة صدرت مؤخرا للكاتبة الفرنسية كاترين انجوليه عن دار فيبوس للنشر في 124 صفحة ...
في الرواية الجديدة للكاتبة كاترين انجوليه: طفولة خلف جدران الصمت
نشر في: 14 مايو, 2011: 08:22 م