محمد سعيد الصكارالكتل السياسية متفقة !الحمد لله الذي هيأ للكتل السياسية سبل الاتفاق على غير العهد بها؛ فالمألوف أن لا تكسر الكتل السياسية الاتفاق التاريخي على عدم الاتفاق!ولكن هذا حدث؛ وتكلمت به السيدة سوزان السعد (من التحالف الوطني)؛ ووضعت له الصحافة عنوانا طويلا بهذا المعنى. وسعيا وراء هذا المعنى، وتخفيفا من دهشة القراء، نقول إننا تعمدنا أن نبتر بقية العنوان على سياق (لا تقربوا الصلاة ،،،)،
وهاكم العنوان كما نسب للسيدة سوزان:الكتل السياسية متفقة على عدم اتخاذ إجراءات بحق المدانين بالفساد.هذا ما صرحت بهِ النائبة عن التحالف الوطني السيدة سوزان السعد. وهو الوضع الطبيعي للمنطق غير الطبيعي الذي تدور به عجلة الدولة.إذن أين المفر من هذا الطاعون الذي يأكل الوطن وأحلام مواطنيه؛ ويكذب كل مزاعم الساسة القيمين على الوطن الحالمين بشراكة وطنية في إدارة البلاد.هذا هو بيت الداء، وكل ما عداه من الوزارات الأمنية، ورحيل قوات الاحتلال، والإصلاحات الموعودة، وإعادة الكهرباء ومعالجة الجفاف، والبطاقة التموينية، والملفات الضخمة المركونة على مناضد كل الوزارات، وغيرها الكثير من المشاكل التي تأكل آمال الحالمين بالإصلاح والتقدم والرفاه المفقود، والأمان المزعوم الذي تشهد به الهجمات الضارية التي تتكرر كل يوم وتحصد المئات ممن صدقوا بالسيطرة على الأمن، وتوالي القبض على المنفذين للجرائم التي تتوالى وتتسع وتهرب من كل وسائل السيطرة، فيفر المجرمون والقتلة الذين قيلت بحقهم كلمة القضاء، ولم تنفذ، بحكم الفساد المستشري بفضل المحاصصة التي تحمي القتلة والمخربين، عمدا أم سهوا.الكتل السياسية متفقة على عدم اتخاذ إجراءات بحق المدانين بالفساد. تأملوا؛على عدم اتخاذ إجراءات بحق المدانين بالفساد.أرأيتم إلى هذا الخراب الرهيب الذي نريد أن ننطلق منه لتأسيس دولة القانون؟ وما قيمة هذه الدولة المحفوفة بهذا الفساد الذي لا تتحرج من التصريح به، والذي عطل كل أمل بالخروج من هذا الزاغور.إذن أين المفر من هذا الطاعون الذي يمحو أيامنا وما يليها، ويسمم وطننا وأهلنا وأولادنا وأحلامنا مما يتبجح به الحالمون خارج خريطة الواقع؟لقد كان في ما تفضلت به السيدة سوزان؛ وهي من أهل البيت، عبرة لذوي الألباب، تضرب على الوتر الحساس الموصوف بالمحاصصة التي هي بؤرة هذا الطاعون، ضربا قويا متواصلا لا يكل ولا يسمح للمرتزقة أن يشوهوا تراث الوطن، ويسلبوا حاجة أهله إلى الأمان والحياة الطبيعية.الكتل السياسية متفقة !هل نبارك لهذه الكتل الموقرة غفلتها وجهلها بما يؤول إليه هذا الاتفاق الأعور الذي لا يرى إلا بعين مصالحه الآنية، ويغمض العين الصالحة عن حقيقة ما يدور في الوطن؟الكتل السياسية متفقة !عيب والله على هذه الكتل أن تتفق على قتل الوطن، وعيب عليها أن تظل متمسكة بكراسيها التي سيلحقها الفساد كما لحق بن علي وحسني مبارك، وسيلحق المكابرين بعدهم.عيب !
على ماذا اتفقت الكتل السياسية؟
نشر في: 14 مايو, 2011: 08:25 م