حاوره/ اياس حسام الساموكفي وقت وصف فيه أمير عشائر الدليم علي حاتم السليمان الأنبار بالعاصمة الأمنية التي يصل تأثيرها الى دول الجوار، هدد بإعلانها إقليما إذا ما استمرت الحكومة في إهمالها.جاء ذلك في مقابلة أجرتها "المدى" حيث أكد أن ملف الصحوات انتهى، مناشدا جميع عناصرها بترك الساحة للمواجهة بين القوات الأمنية من جهة والعناصر الإرهابية من جهة أخرى، معتبرا مستشاري الحكومة لشؤون الصحوات دمى تحرك من قبل الكتل السياسية لتنفيذ أجندات معينة.
السليمان قال إن ملف الصحوات هو من صنيعة أهالي الأنبار، الا انه سيس فيما بعد من بعض الذين تزعموها، فقد قاموا بتحويله الى مشروع مقاولات وكيان سياسي، وما كان بالقوات الأمريكية إلا تحوليه الى الجانب الحكومي الذي اهمله وبشكل كبير، واصفا الملف بالمباع مسبقا من القوات الأمريكية.واتهم السليمان بعض قادة الصحوات القريبين من القوات الأمريكية باستغلال هذا الملف للرغبات الشخصية، معتبرا ملف الصحوات في الوقت الحالي بالفاشل بسبب تحويله الى كيان سياسي، متابعا ان الحكومة كانت مجبرة على التعامل معه وذلك بسبب المخاوف التي كانت موجودة لدى بعض الكتل السياسية المشتركة في التشكيلة الوزارة من انتشار هذه الظاهرة لاسيما تلك التي تمثل المحافظات التي تنتشر فيها الصحوات، كون الأخيرة حاربت الطائفية والقاعدة والإرهاب وهو ما أزعج بعض القيادات السياسية التي كانت تعيش على هذا الأمر.وعلى ما يقول أمير الدليم فإن هنالك من الأحزاب تتحدث أمام وسائل الإعلام على انها تدعم الصحوات لكنها في الاجتماعات الداخلية تعمل على إبعادها، مستدركا بالقول "هم لا يعرفون ان العشائر حقيقة موجودة على الأرض"، وقال:"الذين باعوا ملف الصحوات لم يحاربوا القاعدة بل هم استفادوا ماديا من الظهور عبر وسائل الإعلام".ودعا السليمان كل من يدعي انه مشرف على ملف الصحوات في مجلس الوزراء الخروج أمام وسائل الإعلام والتحدث بصدق عنه، مشددا على أن اغلب قيادات الصحوات اما معتقلون او قتلوا على يد الإرهاب فضلا عن الفارين من ملاحقات المخبر السري، بالإضافة الى المستهدفين من قبل التنظيمات الإرهابية.وقال السليمان "إن الحكومة أنهت المشاكل الأمنية مع الإرهاب من خلال أبناء الصحوات وتركتهم" متسائلا "هل هكذا يتم التعامل مع أشخاص قدموا أرواحهم خدمة لهذا الوطن؟".وأشاد السليمان بدور رئيس الوزراء بوقوفه مع هذا الملف في بادئ الأمر، مستدركا بالقول "بعد تحويله الى الحكومة عجز المالكي عن تقديم اي دعم له بسبب الضغوط التي تعرض لها"، مشددا على ان الكتل السياسية التي كانت مهيمنة على المشهد السياسي في تلك الفترة حاولت الحد من هذا الامر ونجحت في ذلك، موضحا انها تعمل على تهميش العشائر، كون بعض الكتل تنظر الى العشائر على انها عدو لها ويجب التخلص منه.وكشف أمير الدليم عن توجيه دعوات من قبله الى ابناء الصحوات لان يتركوا الساحة، من اجل ان تلتحم التنظيمات الإرهابية مع القوات الأمنية، متسائلا " هل تستطيع القوات الامنية القضاء على الارهاب؟"، مكذبا جميع الانباء التي تحدثت عن تسليم مستحقات الصحوات او العمل على دمجهم في القوات الامنية.وعن أعداد الصحوات قال السليمان انه في البدء كان يصل الى 100 الف عنصر ولكن الكثير منهم قتل والقسم الآخر خلف القضبان متهمين بالمادة 4 إرهاب.وحذر السليمان " إن كانت القوات الأمريكية والحكومة تعتقد انها خدعت الصحوات فإن هذا الأمر غير صحيح"، معللا ذلك بالقول "إن تنظيم القاعدة في العراق توعد بعمليات إرهابية كبيرة"، متابعا "لنرَ مقدرة القوات الأمنية في هذا التحدي دون مساعدة الصحوات"، مؤكدا انه وبعد المشاورة مع القيادات في الصحوات منعت أي من العناصر هذه التنظيمات بالوقوف في الشارع.وأضاف السليمان "ان اللعبة لم تنتهِ بعد، بل بدأت الان في قيام القاعدة بتوجيه ضربات في أماكن حساسة في الدولة"، مشددا على ان القاعدة استبدلت نهجها في العراق باللجوء الى تشكيل جهاز استخباراتي عالي المستوى يعمل على استهداف الأماكن المهمة، تاركة نهج مسك الأرض التي كانت تستخدمها في وقت سابق والتي عملت على إضعافها بشكل كبير، ودليله في ذلك إن أول من بايع الظواهري بعد بن لادن هم تنظيم العراق، منبها الى ان الحكومة والقوات الأمريكية وضعوا أنفسهم في أزمة من خلال عدم التعامل الجدي مع هذا الملف الخطير، مبنيا "أنهم أردوا إنهاءه بالوقت الخاطئ"وفيما يتعلق بالانسحاب الأمريكي نهاية العام الحالي علق السليمان " القوات الأمريكية لن ترحل عن العراق، بل ستبقي بعض قواتها الى ما بعد انتهاء المهام والمصالح التي تريدها الإدارة الأمريكية من البلاد" داعيا الحكومة لقول كلمتها بهذا الخصوص.وشخص السليمان أزمة أهالي الأنبار مع الحكومة المحلية، والفساد المستشري فيها، مؤكدا عجز المالكي في التعامل مع محافظة الأنبار، متسائلا "هل يستطيع رئيس الوزراء إعادة فتح ملف التحقيقات في المحافظة؟"، "هل يستطيع المطالبة بإقالة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة؟"، مؤكدا أن المالكي يتخوف من التعامل مع قيادة الأنبار بحجة الحذر وهو أمر مبالغ على حد وصف أمير عشائر الدليم.وهدد السليمان بإعلان إقليم محافظة الأنبار قائلا "إنهم في المحافظة بانت
السليمــان: الأنبار مدينة أزمات.. نستعد لإعلانها إقليماً
نشر في: 14 مايو, 2011: 10:46 م