اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > الافتتاحية: رسالة إلى.. سماحة أية الله العظمى السيد علي السيستاني

الافتتاحية: رسالة إلى.. سماحة أية الله العظمى السيد علي السيستاني

نشر في: 15 مايو, 2011: 10:50 م

فخري كريم

يعرف كل عراقية وعراقي، وكل المعنيين بالشأن العراقي، ما الذي فعله سماحتكم لصياغة الدستور العراقي بأيدٍ عراقية وإصراركم على ألّا يقر إلا عبر استفتاءٍ شعبي، وان تكون المشاركة في الاستفتاء شاملة لكل أبناء الشعب العراقي.

ويعرف الجميع أن موقفكم المشرف في الدعوة إلى المشاركة في الاستفتاء، جعلت منه مهرجاناً شعبياً مهيباً أعاد الاعتبار إلى الشعب العراقي الذي عملت الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة على الانتقاص من تاريخه ونضالاته وبطولاته ضد الاستبداد والظلم وفي سبيل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. لقد عرف العالم بأسره أن موقفكم المشرف هذا لعب دوراً محورياً في نجاح الاستفتاء، ومشاركة أكثر من اثني عشر مليون مواطنة ومواطن عراقي في تحدي الإرهاب والمفخخات والسير على الأقدام للتصويت بنعم على الدستور، متجاوزين ملاحظاتهم واعتراضاتهم على الكثير من الصياغات والبنود التي وردت فيه، معتبرين أن مجرد إقراره في الظرف الحرج الذي طرح فيه، إنما هو انتصار لإرادة العراقيين على الإرهاب وكل القوى المناهضة لتطلعه بإقامة نظام ديمقراطي برلماني تعددي اتحادي يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة تتضافر فيها جهود كل المكونات العراقية دون تمييز لإعادة بناء دولتهم على أساس المواطنة الحرة، دولة المؤسسات والحريات والحقوق، دولة القانون والعدالة.إن الكثرة الغالبة التي شاركت في الاستفتاء على الدستور، وفي الانتخابات المتتالية، تأثرت بدرجات متفاوتة بموقف سماحتكم، بل ليسمح لي سماحتكم أن أكون صريحاً، واستخدم المصطلحات التي أجبرنا على تداولها في المخاطبات السياسية لأقول، إن الجمهور الشيعي الموالي والمقلد لمرجعيتكم منح الثقة للأحزاب والكتل السياسية "الدينية المذهبية" وإن الملايين لم تتصرف إلا اعتماداً على تقديرها وهي تصوت لتلك الكتل بأنهم بذلك التصويت إنما يستجيبون لتوجيه مقامكم وفكركم المتنور، خصوصاً وان الأطراف المذكورة أوهمت المواطنين بأنهم يستمدون الإرشاد والنصح من سماحتكم ويمثلون إرادتكم في كل ما يقومون به وينفذونه من سياسات ونهج وتوجهات. وقد احتار الناس خلال سنوات في مدى صدق دعاواهم ومصداقية أفعالهم، بعد أن استشرى الفساد والنهب والتعديات على المواطنين، وازدادت الويلات والمصائب عليهم، فلا الأمن والاستقرار تحققا، ولا الآمال الكبيرة والوعود البراقة رأت النور، بل ما تحقق في الواقع المعاش، هو المزيد من الإحباطات والخيبات والتقصير المتزايد بالخدمات، إذ ظل العراق يعيش في الظلام بسبب تفاقم انقطاع الكهرباء وتدني مستوياته، وتصاعدت معدلات البطالة وغلاء المعيشة ونقص الخدمات في كل المرافق الحيوية لحياة إنسانية متواضعة. وفي المقابل اتسعت الفجوة بين المستوى المعيشي للأغلبية المطلقة من المواطنين، والحكام الجدد وقادة الأحزاب المهيمنة على مقدرات البلاد، وتضخمت ثروات أغلبيتهم من نهب المال العام بمختلف الأساليب حتى أصبح العالم يضرب المثل باستشراء الفساد في العراق الجديد الذي احتل المرتبة الأولى في العالم بامتياز. سماحة السيد.. لن أقدم لكم جديداً إذا قلت بان أحدا من القادة والمسؤولين الذين يتصدرون المشهد باسم الدين الحنيف، ليس بريئا تماماً مما يجري في البلاد، فقد حولوا "التوافق والشراكة الوطنية" إلى تواطؤٍ ومشاركة في المغانم والمكاسب الشخصية، وتكاد الاستثناءات، سماحة السيد تكاد تكون نادرة، فندرة من يلتزم منهم بدواعي دينه وما يفرضه عليه من الصدق والالتزام بحقوق الناس ونظافة اليد وطهارة الضمير والأخلاق الإنسانية السوية. وقد لا يصدق مؤمنٌ مترفع على الدنيويات مثل سماحتكم، أن الكثير من هؤلاء القادة والمسؤولين أمسوا بعد إملاقٍ أصحاب ملايين من الدولارات بحيث لا يتحرج من (يتوفق) في "كسب رزقه"! بسرعة الصاروخ عابر القارات من امتلاك العقارات والمصالح في الداخل والخارج، ولا يتوانى البعض منهم من استغلال نفوذه في الدولة علناً لتحقيق ثروته وأعماله التجارية.لقد أصبحت الدولة ومرافقها ضياعاً يتقاسمونها بـ"المحاصصة" دون خوف وخشية من رقيب او حسيب، وكيف لهم أن يخشوا بعد أن أصبحوا سادة البلاد وحكامها وهم يختزلون الأمة والدين والطائفة في شخوصهم وأسرهم الكريمة وفي أبنائهم وأقربائهم ومريديهم، أما قصورهم وسياراتهم المصفحة وما يستولون عليه من الدولة والمواطنين فهو حديث القاصي والداني، إذ لم يعد سراً ولا شائعات وأقاويل مدسوسة مغرضة، وأنا على يقين بان سماحتكم قريب من نبض جياع الشعب ولا تخفى مثل هذه التفاصيل عليكم.سماحة السيد.. إن فجيعتنا تكمن في أن هؤلاء صادروا إرادة الأمة، وشوهوا قيمها وتسببوا في تشكيك الناس بدينهم ومعتقداتهم وهم يرون من يدعي الإيمان والتقوى يرتكب الكبائر على مرأى ومسمع من الجميع دون أن يرف له جفن. وأكاد اجزم بأن غلوهم بلغ حداً لم يعد ينفع معه النصح والتنبيه. وفجيعتنا اليوم تكمن في ما فعله من انتخبهم الناس لتمثيل إرادتهم وصيانة دستورهم والارتقاء إلى مستوى المسؤوليات الوطنية التي ألقيت على عواتقهم، فقد حنثوا بالقسم الذي أدوه لتطبيق دستور البلاد الذي حرصتم على ت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram