اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حلويات واجبان تصنع بعيدا عن أعين الرقابة و بدون متابعة!

حلويات واجبان تصنع بعيدا عن أعين الرقابة و بدون متابعة!

نشر في: 15 مايو, 2011: 06:30 م

 بغداد / سها الشيخلي عدسة / ادهم يوسف  بقيت ساجدة واقفة امام اواني الحلويات المسماة بـ( الدهينة ) ونظرت الى اصابع ذلك البائع الكهل وهو يمسح وجه قطع الحلوى المرصوفة فيها بـ( اسفنجة ) لو وضعت امام المجهر لازدحمت صفحته  بكل انواع الجراثيم التي خلقها الله .. في تلك الأثناء تذكرت توصية ابنائها الصغار
 بشراء ولو ربع كيلو من حلاوة الدهينة التي اشتهرت بها اسواق تلك المنطقة ،وارادت ان تعوضهم بنوع اخر ، لكنها وجدت ان اغلب الحلويات المعروضة في تلك السوق مكشوفة امام الغبار الذي  يكثر في هذا الفصل اضافة الى اعداد هائلة من الذباب وما تفرزه عوادم السيارات من غازات وسموم تستقر على صفحة تلك الاواني . التفتت ساجدة نحوي وهي تسألني معاتبة  لماذا لا تتحدث الصحافة عن هذه ( الخروقات ) الصحية وهذه الممارسات اللا انسانية وهذا الاستهتار بالصحة العامة؟ ، فالامر لا يتوقف على الحلويات فقط بل على اغلب الاطعمة المكشوفة .جولة حرة في الأسواق فتحت لنا ساجدة الطريق لكي نرصد حالات عديدة لم نكن غافلين عنها لكن هناك امورا كثيرة ربما اخذت منا الاولوية بالحديث عنها ومنها على سبيل المثال الملف الامني الذي صار يستخدم ( كشماعة ) للاهمال اضافة الى الفساد الاداري والمالي ,وان كان ترك الاسواق بدون مراقبة صحية ومتابعة هو مشكلة بحد ذاتها تندرج في صلب كل تلك المواضيع  . والا لماذا تترك تلك المحال و( الجنابر ) تبيع السموم والامراض الى المواطنين؟! ، وأين منها دوائر ولجان الرقابة الصحية وغيرها الساندة لعمل وزارة الصحة ؟  دون ان نغفل دورالاعلام وعدم تركيزه على رصد حالات تؤذي المواطن وقد تودي بحياته كما تسيء الى حضارة المدينة العريقة بغداد ، فمنظر الاجبان المكشوفة الى الذباب و اللبن الموضوع  في قدور نحاسية صدئة غير لائق  ورائحة العفونة تثير الاشمئزاز. جولتنا  في اسواق بغداد اشرت لنا لهو الجهات المسؤولة عن الجانب الصحي والحضاري لمدينة بغداد ، وهنا يمكن السؤال ,ما الذي يشغلهم عن ادق واجباتهم ونخص بالذكر دور الرقابة الصحية  ؟ في سوق الاعظمية تجد جبن العرب مكشوفا في أواني نحاسية وكذلك ( قيمر العرب ) وصادف ان  كان يوم جولتنا مغبراً الى درجة كبيرة  , كما شاهدنا في سوق الاعظمية عربة تبيع اللبن ( الشنينة )  باقداح زادها غبارالجو اتساخا ،وكل ما يعمله البائع هو تغطيسها في اناء ماء صغير الى جانبه ويعيد استخدامها مرة اخرى ،  ومثل تلك العربة نجدها ليس في اسواق الاعظمية  بل في مناطق مزدحمة بالمارة كما نجدها في شوارع مثل السعدون و الجمهورية واسواق الشورجة  والكاظمية ،  والى جانب ذلك شاهدنا عربة تبيع الرقي المقشر والمقطع في صحون صغيرة ولم ينس البائع ان يضع الشوكة الى جانبها ويرصفها باعداد على طول العربة . اما الحلويات فهي الاخرى منتشرة للبيع منها ( الزلابية ، زنود الست ، الدهينة ، الداطلي ، لقمة القاضي ، الحلقوم بانواعه والوانه ، التين المجفف ) وفي باب المعظم وعند التقاطع المروري واثناء توقفنا كان بائع ( الجرك ، الكيك ) يتجول بين السيارت الواقفة معرضا تلك القطع التي حولها غبار الجو الى قطع مغبرة لاصحاب السيارت  ، في سوق الكاظمية كانت الحلويات التي عرفت بها هذه المدينة  التي يؤمّها يوميا آلاف الزوار ، كـ ( صواني الدهينة ) تجذب المتبضعين لكن طريقة اعدادها وبيعها بعيدة  عن ابسط الشروط الصحية فالبائع يقطعها بقطعة حديد صدئة ويده واظافره مسودة ثم يرفعها بيده ويضعها في كيس نايلون ، وعندما سألناه لماذا لا تغلف ( الصينية  ) بقطع النايلون؟ قال ان تغليفها يسبب تلفها ويعرضها الى التخمير ( الحموضة ) ،  اما محال صنع تلك الانواع من الحلوى فتجرى وسط ظروف غير صحية بالمرة فالقدور التي يتم طبخ الحلوى  فيها متصدئة ومتسخة  والمصادفة وحدها قادتنا الى دخول احد تلك المعامل التي تشتهر بصنع ( حلاوة الدهينة ) ،كان العمال بحالة رثة فشعورهم مسترسلة وأيديهم متسخة وكانوا يخلطون الطحين بانواعه بأيديهم وقد تناثرت امامهم اكياس ( كواني ) السكر والمطيبات ، اما القدور التي توضع فيها المواد فقد كانت بلا لون من جراء تجمع بقايا المواد ،و ارضية ذلك المعمل الصغير سوداء ، و روائح عفنة كانت تنبعث من ذلك المعمل .   نغادر اسواق الكاظمية متجهين الى اسواق علاوي جميلة لنجد امورا اخرى لا تقل سوءا عن الحلوى المكشوفة فهناك عربات تبيع الساندويج الخاص بـ( الفلافل )  وسط بيئة غير نظيفة ، وعربات واكشاك تحضر الاطعمة منها ( التكة ،  الكباب ، الحلولو ) وقد تجمهر حولها البسطاء من الناس الذين لم يكترثوا بصحتهم قدر اهتمامهم باسكات الجوع الذي يلح عليهم ،و وجدنا في ذلك السوق انواعا من الحلويات مكشوفة هي الاخرى في اواني  غطاها التراب ، لنتجه بعد ذلك الى مدينة الصدر ونقف الى جانب بائع ( الداطلي )  وبائع الرقي المقشر ،وعربة  بائع اللبن وتلك القدور التي تذكرنا بامراض عديدة منها الزحار وال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram