ميسان / رعد الرسام أيام معدودة وتنتهي مهلة المئة يوم التي منحتها الحكومة لنفسها للشروع بمهامها المفترضة ، مهلة جاءت إثر تصاعد الغضب الشعبي من إفرازات سوء إدارة البلاد طيلة السنوات الماضية والمتمثلة بتردي الخدمات وشيوع الفساد و اتساع البطالة ناهيك عن الأوضاع الأمنية المرتبكة، حيث تجسد ذلك الغضب في التظاهرات الشعبية الساخطة التي حاولت السلطات بداية التقليل من تأثيراتها
ومن ثم محاولة كبتها باللجوء الى القوة والترهيب والتخوين وإذ لم تنفع تلك الأساليب ابتدعت الحكومة مهلة المئة ، في محاولة لتطمين الشارع الملتهب بانها جادة في الشروع بعملها , فهل اقتنع الجمهور ببدعة المئة يوم التي اوشكت على الانقضاء؟ وهل تلمس المواطن تغييرا ما في مستوى الأداء الحكومي خلال الفترة المنصرمة من هذه المهلة ؟ أسئلة توجهت بها المدى لعدد من مواطني ميسان الذين أجمعوا على شعورهم بالإحباط من الأداء الحكومي واستيائهم من انشغال القوى والكتل السياسية بالصراعات على المناصب والامتيازات على حساب واجباتهم المفترضة إزاء الناخبين وعموم الشعب.الصحفي حيدر الحجاج قال للمدى أمس الأحد إن المئة يوم بالتأكيد هي مدة غير كافية لكي تقدم فيها الحكومة ما وعدت به على ألسنة المسؤولين فيها رغم تفسيرات الحكومة بان هذه المدة هي بمثابة نقطة البداية للشروع بما يمكن من قبل الوزارات وبعدها يتم التقييم ، مضيفا " اعتقد ان رئاسة الحكومة حاولت عبر هذه الخطوة ان تضغط على الوزارات للقيام بمهامها من جهة ومن جهة أخرى هي محاولة لامتصاص السخط الشعبي وإفهام المتظاهرين بأن الحكومة استمعت للمطالب وستعمل وفق التوقيتات المعلنة لتلبية ما يمكن منها " وعما إذا كان يعتقد ان تقدما حصل في أداء الوزارات المعنية وتوقعاته لما بعد انتهاء المئة يوم وصف الحجاج المشهد العراقي الرسمي بالشائك والمعقد موضحا " بالتأكيد لم نتلمس أي تقدم وما دامت البلاد تدار بمبدأ الحكومة التوافقية التي تعمل وفق المحاصصات المقيتة فلا أمل بتغير الأوضاع للأحسن ، فكما نرى أن المحاصصة أنتجت ترهلا في التشكيلة الوزارية وهكذا تشكيلة إضافة إلى أنها ترهق الميزانية العامة فإنها لا تتوفر على أية كفاءة يمكن ان تقدم شيئا في هذه المرحلة الصعبة ، اما بالنسبة لتوقعاتي لما بعد انتهاء مهلة المئة يوم فأنا اعتقد جازما ان التظاهرات الساخطة ستتصاعد وتمتد افقيا وربما ستعصف بالحكومة و بالبرلمان ليصار الى انتخابات مبكرة "ضعف الأداء الحكوميمن جهتها أبدت التدريسية ام أحمد خيبة أملها بالأداء الحكومي الذي وصفته بالضعيف والمرتجل مضيفة " حتى في الدول (التعبانة) فان الحكومة تقدم برنامج عمل وتعمل به وتسعى لتحقيق ما يمكن منه اما هنا وكما نتابع في الإعلام فان الحكومة لغاية اليوم لم تقدم برنامجها والعمل يجري بشكل ارتجالي وهكذا نرى تضاربا وتقاطعا في عمل الوزارات بعضها مع بعض بما لا ينتج الا مزيدا من الخراب الحاصل الآن" وعن مهلة المئة يوم وصفت ام احمد المهلة بانها مخادعة لا يمكن لعاقل ان يصدق ان الحال ستتحسن خلالها متابعة " ها هي المئة يوم كادت تنتهي فما الذي تحقق ؟ لا شيء بل مزيد من الفساد ومن تردي الخدمات العامة وربما ستلجأ الحكومة الى خداعنا مرة أخرى بمئة او مئتي يوم قادمين وهلم جرا "الكاتب جبار الجويبراوي قال من جهته " لا يمكن أن نحمل رئيس الوزراء المسؤولية لوحده ، فقد حاول الرجل ان يوزع المسؤوليات على وزرائه عبر خطوة المئة يوم ليتعرف على مستوى أدائهم ، وأعتقد ان هذه المدة المحددة هي لوضع خطط الشروع بالعمل وان المالكي سيقيّم أداء الحكومة بعدها وبالتأكيد سيتم محاسبة وإقالة الوزراء الفاشلين او ترشيق الحكومة "فيما وصف الأديب جمال الهاشمي مهلة المئة يوم ب(حزورة المالكي ) مقتبسا عن مقال للكاتب علي حسين ، مشير الى أن المهلة جاءت بفعل الضغط الجماهيري المتمثل بالتظاهرات المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وإطلاق الحريات العامة والتي كان لي الشرف ان أكون احد قادتها، مضيفا " كنا نتمنى ان نشهد خلال ما مضى من المئة يوم قيام النزاهة بفتح ملفات الفساد وكشف وتقديم كبار المفسدين والمزورين في الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات الى القضاء، وان يكون القضاء حازما وحاسما في معاقبة من تثبت إدانته، وان نتلمس بنى وحلقات تدل على جدية تبني نهج بناء الدولة المدنية " وعن توقعاته لما ستؤول اليه الأوضاع بعد المهلة المحددة قال الهاشمي انه يشعر بإحباط كبير منذ الان متابعا " المشكلة ان الكثير من الوزراء فرضوا على المالكي بسبب المحاصصة وبهكذا تشكيلة وزارية لا يمكن النهوض بمهام الدولة المؤسساتية التي نطمح بها ، وأتمنى بعد المئة يوم ان تستقيل الحكومة ويحل البرلمان نفسه و تشكيل حكومة إنقاذ وطني والبدء بانتخابات مبكرة "محمد هاشم بسام / صاحب مكتبة قال إن التغيير الحقيقي له مقدمة واحدة وهي وصول الكفاءات الوطنية المؤهلة الى مواقع صنع القرار في مؤسسات الدولة ، مشيرا الى ان الفساد المستشري في مفاصل الحكومة هو بسبب سوء الإدارة وهذه ثمرة من ثمرا
ميسانيون لـ المدى: نشعر بالإحباط من أداء الحكومة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 15 مايو, 2011: 07:19 م