اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الحقيقة المجردة فـي الكون

الحقيقة المجردة فـي الكون

نشر في: 16 مايو, 2011: 05:39 م

اسم الكتاب: الفيزياء الرائدة والحقيقة المجردة اسم المؤلف: برايان غرين ترجمة: هاجر العاني عندما يطلب موسى رؤية مـَـنْ او ما كان يتحدث معه على جبل سيناء فـإنه يوضع في شق ويقال له ان يحذر حالما يمر البهاء (بلا  اختلاس النظر الآن!) ، وأي أمر أكثر من لمحة إلى ظهر الله المتراجع – كما تلمـِّـح القصة –
 سـيحرق صماماته الكهربائية الفانية ، والمقطع المرادف في الكتاب المقدس الهندوسي يوجد (يظهر) في الـ (بهاغافاد غيتا) – وكما هو مناسب بأن الأكثر صراحة في كل الأديان ، يكون أوضح بشأن طبيعة الرؤية المهلـِـكة، ويستجيب كريشنا الى طلب المحارب أرجونا بـإخباره بأنه ما من إنسان يستطيع تحمل سناه المجرد ثم يذهب (يذهب) قدماً في الحال ويمنحه الرِفعة الضرورية وهي :"البصيرة الإلهية " ، وما يلي ذلك هو واحد من أكثر الحلقات جموحاً وأكثرها تخديراً بشكل حقيقي في الأدب العالمي.وإذ لم يعد يحجبه شكل بشري يظهر كريشنا بهيأته الكوني إلا وهو نظام كوني غير محدود وهادر وحاو ٍ لكل شيء وذو مليار عين وفم متوفز بـ "أسلحة سماوية" وملتهب بضوء ألف شمس ، والمشهد مخيف ليس بغرابته المضاعفة وحسب وإنما كذلك بسبب ان ناره هي نار لا تبقي ولا تذر، ويصرخ أرجونا مذعورا قائلاً "لهيب أفواهك تلتهم كل العوالم... ياللفظاعة التي يحرق بها سناك".والى وقت قريب كان عالم الفيزياء لينظر إلى هذا المشهد على انه هذيان الحمى المثير للصور الذهنية لعصر ما قبل العلم الحديث ، وأغلبها ما تزال كذلك ، ومع هذا فـإن التفكـّـر في الازدهار الذي لا يوصف للامحدودية العوالم لم يعد دائرة اختصاص " الصوفيين والمشعوذين والمهووسين" – كما كتب مؤخراً المنظـِّـر المتكل على الآخرين ميتشو كاكو – بل بدلاً من ذلك انه يحتل " أبرع العقول الموجودة على الكوكب " . أهلاً بكم في الكون المتعدد .قبل خمسمائة عام اعتبر الذهن الغربي نفسه المالك المهيب لعالم راسخ ، وفي فترة احدث في عشرينات القرن المنصرم عثر إدوين هابل على مجرات ما وراء مجرتنا ومن ثم أدركوا أن تلك المجرات كانت تعدو في سباق بعيداً عنا (بعضها أسرع من سرعة الضوء وبافتراض انه عمل فذ مستحيل يـُـسمـَـح به هنا ما دام انه ليست المجرات هي التي تتحرك بل ان الفضاء هو الذي يتمدد- فهمتم؟)، وفي هذه الأيام كآخر حلقة في سلسلة دورانية بازدياد من الاحتمالات تأتي الإمكانية بأن الكون ليس سوى واحد بين الكثير من الأكوان أي ورقة شجرة في غابة كونية ، والأدهى من ذلك – كما ينوه برايان غرين في تقرير تقدم الوضع هذا عن ما يسميه البعض العصر الذهبي لعلم الكونيات – هو إن مثل هذه الأفكار هي ليست التوقع المحموم من العلماء المصابين بالتوحد بل انها "تنبثق دون طلبها" من حسابات الفيزيائيين.ويمكن أن تكون للكون المتعدد أشكال عدة ، حسب الخط النظري الذي تتبعه أنت ، وفي (كولتد مالتيفيرس -الكون المتعدد المدروز كاللحاف) يفسر غرين بأن التوسع اللانهائي للكون في الفضاء يؤدي إلى عوالم بالضرورة تكرر نفسها (كالمكتبة اللانهائية في قصة بورغيس والتي لا تضم كل كتاب ممكن تخيله وحسب وإنما تضم عدداً كبيراً من النسخ المتقوصة وهي: أعمال تختلف فقط في حرف أو فارزة"). أما في (انفلاشناري مالتيفيرس - الكون المتعدد التضخمي) تندس الأكوان عشوائياً في كونها تشبه ثقوباً في جبنة سويسرية مثقــَّــبة فوق فضائية ومن ثم تفر بعيداً عن بعضها البعض فيما الجبنة نفسها – المصطلح الفني هو "حقل التضخم" – تنمو بمعدل أُسـّـي . انها مادة هذيان الحمى . و(برين مالتيفيرس – الكون  المتعدد الخاص بالبعد الفضائي) يفترض وجود أكوان أخرى غير مرئية تحتضن بجناحيها قضيباً جانبياً من سفينتنا ، وفي الفصل الذي يتحدث عن الكون المتعدد الزائف يرى غرين إن كوننا هو كون افتراضي مبرمـَـج من قـِـبـَـل حضارة أجنبية ، (كما يعبر عن الأمر تعبيراً ملتوياً :"الدليل على قدرتنا المصطنعة على الحس وعوالمنا الزائفة هو الأسباب وراء إعادة التفكير في طبيعة واقعنا".وأصلها كلها هو ما يسميه غرين (الكون المتعدد المطلق) والذي ينص على أن أي عالم يمكن صياغته – او حتى تخيله - رياضياً يجب أن يكون بالضرورة موجوداً ، ونعود إلى أرجونا وهو متلهف أمام واقع يطوق "الرؤى الآتية من عيونك اللا معدودة التي لا تعد ولا تحصى والكلمات الآتية من أفواهك التي لا تعد ولا تحصى ". انه مفهوم محيـِّـرة بشكل مبهـِـج ترفع راية استحالة المحاولة ومن المؤكد أن محاولة تحديد (كل ما هو موجود) هي كـمحاولة حفظ الريح في صندوق او وزن حلم ، وما يبدو يقيناً – كما يكتب غرين – هو ان " ما كنا نظنه الكون هو ليس سوى مكوَّن واحد من واقع أضخم بكثير وربما اغرب بكثير) وفي الغالب مخبوء"، ويا لها من سخرية مبهــِـجة تلك التي مفادها إن العلم ، ذلك النموذج من التقصي الرزين ، يعود بنا بعناد إلى مشاهد تشبه بشكل غريب إلى حد كبير التخيلات المشوَّشة لماضينا "المؤمن بالخرافات". &#61550

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram