بغداد / سها الشيخلي عدسة / أدهم يوسفركضت الصغيرة حوراء نحو مدرستها وهي تشد دفتر مادة الرياضيات الى صدرها بيد و تمسك حجابها الذي عبثت به رياح وامطار يوم امس الاول الثلاثاء الماضي بيد آخرى، كنا متجهين صوب منطقة الدوانم ، فاشفقنا على حوراء  وسألناها ان كانت لا تمانع في ايصالها الى المدرسة ، لكنها رفضت وبشدة . سألتها ما اسمك قالت بخجل ( حوراء ) ،و في الصف الثاني الابتدائي ، قلت لها هل تحضرين كل يوم راكضة الى مدرستهكِ ، اومأت حوراء بالايجاب ،
وهل بيتكِ بعيد ؟ هزت رأسها باشارة  نعم ، وعن سبب عد تسجيلها في مدرسة قريبة من دارها , قالت لا توجد في المنطقة سوى هذه المدرسة وهي مزدوجة بدوامين صباحي وظهري . وعندما سالت حوراء لماذا كل هذه العجلة والركض وبامكانها الوصول الى المدرسة ضمن الدوام فالوقت ما زال مبكرا ، اجابت انه اخر يوم للامتحانات النهائية للصفوف غير المنتهية  . وانا اراقب هذه الفتاة وهي راكضة نحو المدرسة والامطار تحاصرها تاخذني الشفقة عليها  وعلى مثيلاتها ممن يعشن نفس الظروف، حيث لم تكن تلك الصغيرة الوحيدة في ذلك الشارع المتعرج الطويل الخالي من المباني ، بل كانت مجاميع من الصغار يشكلون خطوط متعرجة هي الاخرى مماثلة لذلك الشارع  .  المجلس البلدي هو الآخر يشكو .. ! وفي ضوء متابعة المدى لمعاناة العراقيين ومن ضمنهم سكان بغداد العاصمة وبالتحديد اطرافها زرنا  منطقتي الرضوانية الدوانم الواقعتين في جانب الكرخ  للوقوف على احتياجات مواطنيها .. قطعت بنا السيارة شوارع لم تعرف الاكساء منذ امد بعيد وطرقا ترابية  متعرجة ، ومررنا ببرك للمياه الاسنة وتجمع مياه الصرف الصحي اضافة الى (سكراب) ومخلفات التفجيرات في شوارع بغداد ، كما كانت اكداس النفايات قد زادت من بؤس تلك المنطقة ، في وقت لم تنفع صرخات اهالي المنطقة  الشاكين من انعدام الخدمات البلدية بكل اشكالها . اهالي منطقة الرضوانية اعربوا عن  حاجتهم الى مدرسة ابتدائية وثانوية لكلا الجنسين مع حاجة ملحة لمركز صحي او مستوصف طبي  ففي المنطقة مدرسة واحدة تحمل اسم ( الزقورة الابتدائية ) مشيدة من مادة الطين ، ويشير عضو المجلس البلدي ابو مصطفى الساعدي الى ان الخدمات بكل انواعها معدومة  في هذه المنطقة البالغ عدد سكانها ( 68000) نسمة ، ويؤكد ان المجلس قام بتوجيه  الاف الكتب الى كل من مجلس محافظة بغداد وامانة بغداد ودائرة بلدية الرشيد لكنه لم  يتلق جواباً واحداً شافياً ،  كما كان في منطقة قرية البوعامر القريبة من الرضوانية جهد بلدي تم الغاؤه من قبل بلدية الرشيد  بحجة ان البناء في القرية المذكورة (عشوائي) ويطالب الساعدي الجهات المعنية بمساعدة العوائل المتعففة التي تضم اكثر من 500 ارملة وعددا كبيرا من الايتام اضافة الى  العوائل المهجرة التي  لم تاخذ استحقاقها من الدولة  سوى 10% .   اما عضو المجلس البلدي لمنطقة الدوانم رافد عمران  فقد اشارالى ان منطقة الدوانم القريبة من الرضوانية تابعة الى منطقة المعالف وهي  تفتقر الى جميع الخدمات سواء كانت صحية او بلدية خاصة الماء الصالح للشرب ويتم نقل الماء الى العوائل بواسطة البراميل وان اغلب البيوت تفتقر الى شبكات الصرف الصحي ، مع ان المنطقة المذكورة كبيرة تزيد مساحتها على 5 كيلو مترات مربع ، اضافة الى عدم وجود مستوصف صحي فيها ، ناهيك عن ان شبكة الكهرباء في المنطقة بحاجة الى صيانة . ويوضح ان المجلس البلدي قد راجع قاطع بلدية الرشيد للمطالبة بمعالجة مشاكل المنطقة، وما زال الامر في حدود كتابنا وكتابكم !، ويبدو ان الانتظار سيطول ، ويقول ان المنطقة كانت مهملة في زمن النظام السابق وما زالت كذلك في الوقت الحاضر ، وكل امنياتها واحلام ساكنيها  هو تحسن مستوى الخدمات.rn حديث المواطنين  بدوره كان حديث المواطنين لا يقل مرارة عما ابداه عضوا المجلسين البلديين لكلتا المنطقتين ، فقد تحدثت الينا الارملة رقية ( 26 ) وهي اماً لثلاثة اطفال كبيرهم لم يدخل المدرسة بعد ، فقالت رقية :استشهد زوجي قبل اكثر من عام اثر حادث تفجير ارهابي ، ومنذ ذلك التاريخ وانا اراجع دائرة الرعاية الاجتماعية  للحصول على راتب ( شبكة الحماية الا جتماعية ) لكن في كل مرة يكون رد الدائرة المذكورة ( تعالي باجر ) وكما تعلمون ان الوصول الى هذه الدائرة في شارع فلسطين يستلزم اجور نقل كثيرة لا املكها، علاوة على انني ام لصغير لم يتجاوز عمره السنتين ، ومع كل ذلك كنت اذهب واراجع عسى ولعل، لكني تركت المراجعة الان بعد ان تيقنت ان لا جدوى من الحصول على راتب شبكة الحماية  بدون وساطة. وتشير رقية الى انها تقيم الان في بيت اخيها الذي يبحث هو الاخر عن العمل ولا يجده حيث يعاني البطالة . من جانبه قال ابو عباس ( 35 ) سنة الذي يعمل صاحب ( جنبر ) لبيع السكائر في المنطقة وكان يحمل بين ذراعيه طفلا صغيرا لا يتجاوز عمره 5 سنوات و كان الاعياء باديا على ملامح الصغير: ان الصغير يعاني من حمى شديدة مع مغص وان المنطقة تفتقر الى مركز صحي لذا فهو مضطر للذهاب به  الى اقرب مستشفى وهي اليرموك فحالة الصغير تزداد سوءا .. علم ابو عب