بغداد/ علاء المفرجيفرشت (المدى) مع الشاعر الكبير مظفر النواب سيرة الألم والكفاح، وتوقفت معه عند لحظات عراقية حرجة، وأخرى تكتنز الإبداع.ولم يكن حوار (المدى) تقليديا مع النوّاب، ذلك انه محكوم مسبقاً بلقاء (عراق) يتمثل شاعرا ومناضلا، فكانت الحصيلة سردا ينتقل بين عوالم وأسفار وشخوص، ربما افلح في اختزال (النواب) أيقونة وطنية بامتياز.
ثقافية المدى عالجت زمن النواب الطويل الثري باستذكارات كان من الصعب التخطيط لها وترتيبها. في هذه الجولة يسترجع النواب بعضا منه: "بغداد في مخيلتي أبداً.. لم تتلاش صورتها.. على العكس كانت تقاوم الإمحاء وكنت أنا أستعيدها في كل لحظة على مدى هذه السنين الطويلة، وكأني لم أفارقها.. بغداد عالم من الجمال، حتى الزوايا المهملة فيها تضج بالجمال، مدينة تمنحك ألواناً لا تعرفها من قبل.. لديها طيفها الشمسي الخاص، ألواناً أخرى غير تلك التي يضمها قوس قزح".وعاد إلى لحظة الفراق: "غادرت العراق بعد مقابلتين مع (صدام حسين)، استغرقت الأولى عشر دقائق والثانية ساعة ونصف الساعة.. أعلم جيداً أن هذا اللقاء كان موثقاً، لكن يبدو انه فقد مثلما فقدت الكثير من الوثائق المهمة بسبب انقلاب الأوضاع بعد سقوط الدكتاتورية".يضيف: في المطار كان هناك أهلي وبعض من أصدقائي لوداعي.. ما زالت تلك الصورة واضحة في مخيلتي.. وبعد كل هذه السنين من الغربة عن الوطن، لم يكن ما يخيفني من العودة هو السياسة أو الصراعات، بل أن أجد كتلاً من الفراغ بدل الناس الذين فارقتهم لحظة وداعي.. أقسى ما يعانيه الشاعر أو الكاتب بشكل عام هو الفراغ، الإحساس بالفراغ.. أشعر الآن وبعد يومين من عودتي بأنهم أحياء.. أنا بحاجة إلى أيام أخرى لأكتشف طبيعة هذين الزمنين. نص الحوار ص9
النَوّاب:يخيفني أن أعود للعراق فأجد كتلاً من الفراغ
نشر في: 18 مايو, 2011: 08:17 م