متابعة/ المدى لا نأتي بجديد عندما نقول إن المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد كانت وما تزال هدفا للكثير من الهجمات الصاروخية التي تصيب أهدافها أحيانا وتخطئ أحيانا أُخَر، لكن خطأها هنا يعني إصابة منازل ومحال تجارية ومصالح مختلفة لمواطنين أجبرهم قدرهم على السكن بجوار هذه المنطقة التي تضم السفارتين الاميركية والبريطانية وعددا من مؤسسات الدولة المهمة ومنها رئاسة الوزراء والبرلمان وغيرها الكثير.
هذا الاستهداف الذي عادة ما تلقى الاتهامات بارتكابه على الجماعات المسلحة باختلاف انتماءاتها وأجنداتها الإرهابية وغيرها، ظل على الدوام مبعث رعب وقلق متزايدين لدى العوائل والمواطنين المجبرين على تحمل  جزء من وزره الكارثي، رعب وقلق لم تنفع معه كثرة الدعوات لوضع حد لهذا القصف الصاروخي حتى بعد مرور ثماني سنوات من الغزو الامريكي؛ إذ اكتفت عمليات بغداد بالقول في أكثر من مناسبة إن السيطرة على استهداف المنطقة الخضراء باستخدام الصواريخ ليس بالأمر السهل على اعتبار أن المنفذين يتحركون بسرعة تاركين وراءهم منصات الإطلاق. ومع إعلانات عمليات بغداد الكثيرة عن إفشال إطلاق صواريخ أو قذائف هاون أو تحديد أماكن إطلاق صواريخ الكاتيوشا ضد المنطقة الخضراء والتي كان آخرها الأسبوع الماضي حيث ادعت أنها تمكنت من إحباط محاولة استهداف للمنطقة الخضراء بـ11 صاروخ كاتيوشا، لكنها لم تظهر يوما وتقول إنها اعتقلت الجهات التي تقف وراء إطلاق تلك الصواريخ ليبقى الأمر مخفيا أمام الرأي العام العراقي وتبقى العوائل الساكنة بالقرب من المنطقة الخضراء تعيش رعبا متواصلاً. أما القوات الاميركية فتقول إن عملية القصف تنفذها مليشيات مدعومة من دول الجوار، وهو ما لم تؤكده أو تنفيه الحكومة العراقية حتى الآن.أبو علي وهو رب أسرة يسكن في الشقق السكنية في شارع أبو نؤاس الذي يفصل بينه وبين المنطقة الخضراء نهر دجلة يقول لوكالة بغداد بوست:"نحن نعيش وعوائلنا في حالة إنذار بنحو مستمر بسبب قذائف الهاون والصواريخ التي تستهدف المنطقة الخضراء، مضيفا "أنا أمنع أطفالي من اللعب في الشارع لأنني أتوقع في أي لحظة أن تسقط القذائف وتقتلهم".أما علي حسين (15) عاما فيروي قصته مع صواريخ "الكاتيوشا" التي لا تكاد تبرح مخيلته بعد نجاته بأعجوبة من موت محقق العام الماضي.يقول: "كنت ذات يوم أقرأ حيث ضفة نهر دجلة بسبب حرارة الجو وعدم توفر الطاقة الكهربائية في المنزل، ولم اشعر سوى بصوت صافرة الإنذار التي علا صوتها في المنطقة الخضراء وعلمت لحظتها بوجود صواريخ وما هي إلا لحظات وسقط  احد الصواريخ بعيدا عن مكان جلوسي، لكنني لم اصب بأذى جراء الانفجار.وتتهم اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد على لسان رئيسها عبد الكريم الذرب في تصريحات لوكالة بغداد بوست "القاعدة" بالقصف الذي تتعرض له المنطقة الخضراء وتؤكد أن "مطلقي الصواريخ على المنطقة الخضراء هم مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة يحاولون وضع بصمة لهم في بغداد وأنهم يستطيعون التأثير على المنجز الأمني وعلى عرقلة الانسحاب الامريكي من بغداد".