اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مهرجان ميووش العالمي الثاني وتنوع المرجعية الثقافية

مهرجان ميووش العالمي الثاني وتنوع المرجعية الثقافية

نشر في: 21 مايو, 2011: 06:08 م

هاتف جنابي وارشو عن المهرجان  يمكن اعتبار هذه الدورة الثانية من مهرجان ميووش تظاهرة ثقافية ذات بعد عالمي بحق. جمعت ما يقرب من مئتي شاعر، كاتبا، مترجما، ناقدا وأكاديميا متخصصاً بأدب ميووش. علاوة على جمع من الناشرين وجموع غفيرة من الناس المتعطشين -من مختلف الأعمار- للاستماع لمبدعيهم وربما محاورتهم دون وسيط.
  سبق وأن أقرّ البرلمان البولندي بأن تكون سنة 2011 مناسبة للاحتفال بمرور مئة عام على ولادة الشاعر تشيسواف ميووش (الحائز على نوبل في الأدب 1980). لقد نظمت الدورة الأولى من المهرجان سنة 2009 وأعلن عن تنظيم دورته الثانية في الفترة ما بين 9-15 أيار/مايو 2011 على أن تخصص السنة بكاملها للاحتفال بالشاعر بمباركة جميع السلطات في البلاد وتحت رعاية وزارة الثقافة البولندية. شملت فقرات المهرجان قائمة من النشاطات من بينها عرض أفلام وثائقية عن الشاعر وحوارات فنية-فكرية معه وعنه، وندوات حول مؤلفات ميووش وكيفية قراءتها، وقراءات متنوعة لأشعاره بمصاحبة الموسيقى، ومؤتمر علمي عالمي عقد في جامعة ياغيلونسكي العريقة بعنوان: ميووش وميووش، مخصصة لدراسة إبداع الشاعر وفكره، في الداخل والخارج. كما عقدت ندوة عنه باعتباره مترجما كبيرا، ومترجَمَا عبر الآخرين إلى لغات كثيرة.   جرت أعمال المهرجان في مدينتين بولنديتين جنوبيتين عريقتين في تاريخهما ونشاطهما، خصوصا الثقافي والأكاديمي، وهما كراكوف وفروتسواف. كل شيء تم إعداده مبكرا بنصف سنة على أقل تقدير، بفضل لجنة عليا ولجان فرعية قامت باختيار أسماء الضيوف ومتابعتهم وحجز الفنادق والقاعات وترتيب العقود مع المدعوين(بغرض دفع مكافآتهم)والتهيؤ لنصب الخيمات في بعض الساحات، وطبع برنامج المهرجان والبوسترات التي عمت بولندا وتهيئة المترجمين والنقاد والصحفيين ووسائل الإعلام. في ظل مهرجان بهذا الحجم جرت بعض المفاجآت في اللحظات الأخيرة متمثلة بعدم تمكن بعض الضيوف من الحضور لأسباب خاصة. كان المفروض أن يحضر من العرب كل من أدونيس والروائي أمين معلوف وهاتف جنابي، لكن معلوفا لم يحضر.تنوع المرجعية الثقافيةأدونيس وبَيْ داوْ وصداقة الكلمة حاول منظمو المهرجان أن يجعلوه ذا روحية ونكهة ومدلولات متساوقة ومتماهية مع حياة وشعر وفكر الراحل ميووش(ولد في 30 حزيران 1911 وتوفي في 14 آب 2004) المولود في بلاد غير بلاده هي ليتوانيا، وحينما أراد العيش في وطنه الأصلي اندلعت الحرب العالمية الثانية، وبعد أن وضعت أوزارها التحقت بولندا بالمنظومة الاشتراكية آنذاك. حينئذ لم يجد ميووش ملاذا له إلا بالرحيل إلى الغرب والعيش هناك كمنفي اعتبارا من عام 1951 (حيث طلب اللجوء السياسي في فرنسا)، وفي عام 1960 انتقل من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأميركية. لكنه عاد إلى وطنه بولندا سنة 1993 حيث أقام في مدينة كراكوف العريقة، فتمّ تكريمه ورفع الحيف عنه. عانى ميووش في منفاه أول الأمر كثيرا. لكن حياة المنفى وهبته تجربة ثرية وشهرة بحجمها توجتْ بمنحه جائزة نوبل في الأدب(1980).   كل مفردات المهرجان جاءت في سياق أجواء إبداع وحياة ميووش وفي حدود المواضيع التي ساهم في الكتابة عنها شاعرا، ناقدا، مترجما، ومحاضرا، كالمنفى، والعلاقة بالآخر، ونقد التعسف والنظم الشمولية ومثقفيها، والدعوة لحرية الفكر والمعتقد والحقوق المدنية. من هذا المنطلق وعلى العموم يمكن اعتبار نتاج ميووش إنسانيا، ونحن قريبون منه بهذا القدر والمعنى.لذلك لم يكن غريبا أن يدعى شعراء وكتاب ومترجمون مرموقون ومعروفون عالميا، عاشوا تجربة الرفض والتمرد والمنفى والتساؤل والبحث عن الهوية، كالشاعر أدونيس(مواليد 1930) المعروف في بولندا أيضا، والشاعر الصيني بَيْ داوْ- Bei Dao (ولد في بيجين سنة 1949) والشاعر الكاراييبي ديريك ولكوت – Derek Walcott(مواليد 1930)، والشاعر الأوكراني المتميز أولَهْ لِيشَهَا- Oleh Lysheha(مواليد 1949) الذي كان ممنوعا في بلاده في الفترة ما بين 1972-1989، والشاعر العراقي هاتف جنابي. إضافة إلى أسماء أخرى من دول مختلفة، ونخبة من الشعراء البولنديين في مقدمتهم الشاعرة فيسوافا شيمبورسكا ،  Wislawa Szymborska -، ويوليا هارتفيغ-  Julia Hartwig، وآدم زاغاييفسكي- Adam Zagajewski، وريشارد كرينيتسكي- Ryszard Krynicki.           لم يتمكن ديريك ولكوت من الحضور بسبب مرضه المفاجئ ونقلَه إلى أحد مستشفيات لندن وهو في طريقه إلى المهرجان. كان هاجس وتجربة المنفى والرفض والتوق نحو الحرية والتعلق بالمنحى الإبداعي الحداثوي وعدم الركون إلى المسلمات وهمّ البحث عن الهوية، أهم المشتركات ما بين الشعراء المذكورين على اختلاف مشاربهم ورؤاهم وتجاربهم الشعرية.غير أن ما يجمع الشاعرين أدونيس وبي داو، على سبيل المثال، ليس الغربة وطرح الأسئلة فحسب، إنما أيضا هو نشرهما باسمين مستعارين، وكونهما من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل منذ سنوات، إضافة إلى قرفهما من الحياة خارج جغرافيا الوطن، وبحثهما عما هو جديد. استطاع الشاعر والقاص والأستاذ الجامعي الصيني أن يحل المشكلة بعودته إلى هونغ كونغ بعد أربعة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram